توافق في مصر على عرض قوانين السيسي ـ منصور على البرلمان المقبل لإجازتها

مسؤول حكومي: مجلس النواب سيد قراره.. وجاهزون لكل السيناريوهات

مصريون يشاركون في احتفالات أكتوبر ويرفعون صور الرئيسين الراحل أنور السادات والحالي عبد الفتاح السيسي بالقاهرة أمس (أ.ب)
مصريون يشاركون في احتفالات أكتوبر ويرفعون صور الرئيسين الراحل أنور السادات والحالي عبد الفتاح السيسي بالقاهرة أمس (أ.ب)
TT

توافق في مصر على عرض قوانين السيسي ـ منصور على البرلمان المقبل لإجازتها

مصريون يشاركون في احتفالات أكتوبر ويرفعون صور الرئيسين الراحل أنور السادات والحالي عبد الفتاح السيسي بالقاهرة أمس (أ.ب)
مصريون يشاركون في احتفالات أكتوبر ويرفعون صور الرئيسين الراحل أنور السادات والحالي عبد الفتاح السيسي بالقاهرة أمس (أ.ب)

تبحث دوائر قانونية في مصر حاليا أزمة تلوح في الأفق، بشأن نص دستوري يلزم بعرض القوانين التي صدرت منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، العام قبل الماضي، على البرلمان المقبل في غضون أسبوعين. وبينما قال المستشار محمود فوزي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون البرلمانية ومجلس النواب، إن «الحكومة تترك حسم القضية لمجلس النواب فهو سيد قراره»، يتشكل اتجاه قوي داخل تكتلات برلمانية متنافسة للتمسك بحق البرلمان في مراجعة تلك القوانين.
وبالنظر لقصر الفترة الزمنية الممنوحة للبرلمان لمراجعة ما يقارب الـ300 قانون صدرت في عهدي الرئيس السابق عدلي منصور، والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، قدم أعضاء في لجنة الإصلاح التشريعي تفسيرا قانونيا لتعليق العمل بنص المادة 156 من الدستور، والتي تلزم السلطات بعرض القوانين التي أصدرها رئيس الجمهورية في غيبة المجلس للبت فيها وإلا اعتبرت «كأن لم تكن».
وتجيز المادة 156 من الدستور٬ الذي أقر مطلع العام الماضي٬ لرئيس الجمهورية إصدار قرارات بقوانين في غياب البرلمان٬ على أن يتم عرضها ومناقشتها والموافقة عليها خلال 15 يوما من انعقاد مجلس النواب الجديد. وتنص المادة أيضًا على أنه إذا لم تعرض (القوانين التي أصدرها الرئيس) وتناقش٬ أو إذا عرضت ولم يقرها المجلس٬ زال بأثر رجعي ما كان لها من قوة القانون، دون الحاجة لإصدار قرار بذلك.
وقال الدكتور صلاح فوزي، عضو لجنة الإصلاح التشريعي: «إن الحكومة لم تطلب من اللجنة مناقشة أزمة عرض القوانين على البرلمان، لكننا قدمنا رأيا قانونيا بهذا الخصوص». ويرى فوزي وأعضاء آخرون في اللجنة أن البرلمان غير ملزم بتطبيق نص المادة 156، إذ إن المادة «وضعت في مواجهة الظروف العادية، الأمر الذي لا ينطبق على الوضع السياسي خلال العامين الماضيين».
وحذر الناشط الحقوقي والمرشح البرلماني حافظ أبو سعدة من مخاطر التوجه لتعليق العمل بنص الدستور، قائلا إن «هذا الأمر يعرض القوانين للطعن على عدم دستوريتها، وهو أمر نحن في غنى عنه». وأضاف أبو سعدة، الذي جمد عضويته في المجلس القومي لحقوق الإنسان بسبب ترشحه، أنه «لا يجوز أن يتخلى البرلمان عن واجباته، كما أن هناك قوانين مثيرة للجدل يجب التوقف عندها مثل قانون التظاهر على سبيل المثال. صحيح أنه يمكن تمرير بعض القوانين مع بقاء حق المجلس في تعديلها وقت أن يشاء، لكن توجد قوانين أخرى محل خلاف وجدل وتحتاج أن نقف عندها فورا».
ويشاطر أبو سعد الرأي نفسه قادة تكتلات برلمانية وأحزاب متنافسة في الانتخابات البرلمانية التي تنطلق مرحلتها الأولى يوم 16 من الشهر الحالي. وقال عدد من قادة تلك التكتلات، لـ«الشرق الأوسط»، إنهم «متمسكون بحق المجلس في مراجعة القوانين».
وقال المستشار فوزي، المتحدث باسم وزارة الشؤون البرلمانية ومجلس النواب، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحكومة جاهزة لكل الاحتمالات.. لا نعتقد أن هناك أزمة، المجلس القادم سيد قراره.. ويجب أن ننتبه إلى أن عددا غير قليل من تلك القوانين لا يمثل إشكالية، فبعضها قرارات مثل ربط الموازنة وما إلى ذلك». وأشار المستشار فوزي إلى أن وزارة الشؤون البرلمانية ستطرح على البرلمان وجهتي النظر (تفعيل المادة أو تعليق العمل بها) وعلى المجلس أن يتخذ قراره، لافتا إلى أن كلا الرأيين له وجاهته من الناحية القانونية.
وأوضح المستشار فوزي أنه «من غير الممكن طرح الأمر على المحكمة الدستورية العليا، لأنه لا يجوز طلب تفسير نص دستوري من المحكمة. قد تقدم المحكمة تفسيرا لنص دستوري، لكن ذلك لا بد أن يكون في سياق فصلها في قضية معروضة عليها».
وعلى ما يبدو يتمسك قادة تكتلات برلمانية بحق المجلس في مراجعة القوانين التي وضعت خلال العامين الماضيين. وقال البرلماني السابق مصطفى بكري، عضو قائمة «في حب مصر» التي تنافس على 120 مقعدا في الانتخابات المقبلة: «إن هناك ما يمكن اعتباره توافقا عاما على ضرورة عرض القوانين على البرلمان. سنراعي مسألة التوقيتات، لكن على المجلس القادم أن يحيل تلك القوانين للجان، ويمكن إجازة قوانين من حيث المبدأ، والقوانين التي ترد بشأنها اقتراحات بالتعديل من اللجان تناقش بالتفصيل في المجلس».
من جانبه، قال النائب السابق شعبان عبد العليم، عضو المجلس الرئاسي في حزب النور، إنه «يجب الالتزام بالنص الدستوري، وإذا كان لدى الحكومة سند قانوني تطرحه، لكن نحن من نؤكد على حق المجلس في مراجعة القوانين، ولدينا لجنة قانونية تعمل حاليا على مراجعتها للنظر في حاجة عدد منها للتعديل».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.