المالكي يشكل لجنة عليا لإعمار الأنبار.. وأنباء عن نقل ملف العلواني إلى المحافظة

{الدفاع} تتحدث عن هروب {داعش} باتجاه الجزيرة.. والفلوجة لا تزال محاصرة

مسلحون ملثمون مناوئون لحكومة المالكي يتجولون في مدينة الفلوجة، غرب بغداد، أول من أمس(رويترز)
مسلحون ملثمون مناوئون لحكومة المالكي يتجولون في مدينة الفلوجة، غرب بغداد، أول من أمس(رويترز)
TT

المالكي يشكل لجنة عليا لإعمار الأنبار.. وأنباء عن نقل ملف العلواني إلى المحافظة

مسلحون ملثمون مناوئون لحكومة المالكي يتجولون في مدينة الفلوجة، غرب بغداد، أول من أمس(رويترز)
مسلحون ملثمون مناوئون لحكومة المالكي يتجولون في مدينة الفلوجة، غرب بغداد، أول من أمس(رويترز)

باشرت اللجنة العليا لإعادة إعمار محافظة الأنبار التي شكلها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عملها بإطلاق دفعات من أموال الطوارئ لغرض تعويض المتضررين جراء العمليات العسكرية الجارية في المحافظة منذ أكثر من شهرين. وقال بيان صادر عن مكتب المالكي أمس إنه «ترأس الاجتماع الأول للجنة العليا لإعادة إعمار محافظة الأنبار بحضور وزراء الدفاع والبلديات والأشغال والهجرة والمهجرين والإعمار والإسكان بالإضافة إلى محافظ ورئيس مجلس محافظة الأنبار وقائد القوات البرية». ونقل البيان عن المالكي تأكيده على ضرورة العمل لتثبيت الأمن في المحافظة وإعادة تنظيم قوات الشرطة في المدينة تمهيدا لعودة العوائل التي تركت منازلها بسبب العمليات العسكرية، عادا أن «تدعيم الوضع الأمني بعد طرد الجماعات الإرهابية من مدينة الرمادي يساعد في الإسراع بعودة الأهالي، والبدء بعملية التعويض وإعادة تأهيل المدينة وتقديم الخدمات مجددا». وأوضح البيان أن «اللجنة اتخذت على عاتقها العمل وبالتنسيق مع الحكومة المحلية على إعادة كل ما تعرض للدمار خلال الفترة الماضية لغرض النهوض بالخدمات وتلبية كل المتطلبات الضرورية وإعادة تأهيل المؤسسات الحكومية».
وفي هذا السياق, أكد نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الاجتماع الذي عقدته اللجنة العليا برئاسة المالكي تضمن أربعة محاور رئيسة هي إعادة إعمار الأنبار وتعويض المتضررين من جراء العمليات الإرهابية حيث جرى تشكيل لجان بهدف صرف الأموال اللازمة لذلك من دفعات الطوارئ لحين إقرار الموازنة بينما جرت الموافقة على إعادة تأهيل الطرق والجسور وكل ما يتعلق بالبنية التحتية لكن بعد إقرار الموازنة». وأضاف قائلا: «أما المحور الثاني الذي تضمنه اجتماع اللجنة فيتعلق بنقل قضية الدكتور أحمد العلواني إلى الرمادي حسب القانون والاختصاص، بينما تناول المحور الثالث الجانب الأمني حيث جرت الموافقة على تطويع عشرة آلاف شرطي من أبناء المحافظة وقد تم اتخاذ قرار بذلك في حين تعلق المحور الرابع بقيام وزارة الإسكان والإعمار بتخصيص آلياتها تحت تصرف محافظة الأنبار». وردا على سؤال بشأن نفي السلطة القضائية حصول اتصال هاتفي بين رئيس الوزراء ورئيس السلطة القضائية مدحت المحمود بشأن العلواني قال العيساوي «لو كنت مكان السلطة القضائية لقلت ذلك ولنفيت هذا الاتصال من منطلق أن القضاء مستقل» مبينا أن «قضية العلواني فيها بعد سياسي وهي جزء من مفاوضاتنا مع الحكومة لأن القضاء في الرمادي مستقل هو الآخر وبالتالي فإن العلواني سوف يعرض على القضاء هناك وهو من سيقرر طبيعة التعامل مع ملفه».
وكان الناطق بلسان مجلس القضاء الأعلى عبد الستار البيرقدار نفى في بيان له أمس الاتفاق مع رئيس الوزراء على نقل قضية النائب العلواني من العاصمة بغداد إلى محافظة الأنبار التي ينتمي إليها, ووقعت فيها عملية اعتقاله. وقال الناطق باسم السلطة القضائية إن «الأنباء عن حدوث اتصال هاتفي بين رئيس السلطة الاتحادية ورئيس الوزراء بخصوص نقل قضية المتهم أحمد العلواني ليست صحيحة». وحول تداعيات الوضع الأمني بالرمادي حاليا قال العيساوي إن «الوضع الأمني في عموم مناطق الرمادي جيد ومستقر ومجمل المناطق آمنة مع استمرار الحصار على الفلوجة وقد تفهمت الحكومة المركزية خطواتنا في هذا المجال لا سيما بعد أن حققنا تقدما ملموسا على صعيد عزل المغرر بهم من أبناء العشائر عن العناصر الإرهابية».
وكانت قيادة عمليات الأنبار أعلنت من جانبها عن هروب عدد كبير من عناصر داعش من مدينة الرمادي باتجاه منطقة الجزيرة شمال غربي المدينة. وقال بيان مقتضب لقيادة العمليات هناك إن «القوات الأمنية ضيقت الخناق على مسلحي داعش في مدينة الرمادي خلال الأيام الماضية مما اضطر العشرات منهم إلى الهروب من مناطق مدينة الرمادي باتجاه منطقة الجزيرة شمال غربي المدينة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.