وزير التنمية المحلية والإدارية الجديد: نجاح التنمية مرهون بالمشاركة المجتمعية

لبيب أكد لـ {الشرق الأوسط} أن الحكومة ستعمل «ليل نهار» لتخطي المرحلة الراهنة

اللواء عادل لبيب
اللواء عادل لبيب
TT

وزير التنمية المحلية والإدارية الجديد: نجاح التنمية مرهون بالمشاركة المجتمعية

اللواء عادل لبيب
اللواء عادل لبيب

في أول تصريحات له بعد إعادة تكليفه الموقع الوزاري، قال اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية والإدارية في الحكومة المصرية الجديدة، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن «الحكومة الجديدة ستعمل ليل نهار لتخطي المرحلة الراهنة، والعمل على نهضة مصر واسترداد مكانتها مرة أخرى»، لافتا إلى أن مصر ستكون على طريق التنمية الاقتصادية، الذي بدء بمشروع تطوير قناة السويس ومشروع الشراكة للتنمية، مما سيفتح لمصر أبواب الاستثمار أمام المصريين والعرب ومستثمري دول العالم.
وشدد اللواء لبيب على أن «نجاح التنمية المحلية في القضاء على المشاكل المطاطة، وعلى رأسها مشكلة القمامة، مرتبط بالمشاركة المجتمعية، لافتا إلى أن المستقبل الاقتصادي يرسمه الشباب؛ إذ إن مصر لن تقوم من محنتها الاقتصادية إلا من خلال العمل بجدية على نهضتها»، مؤكدا استمرار وزارة التنمية المحلية والإدارية في تنفيذ برنامج لتشغيل الشباب والحد من الفقر للقضاء على مشكلة البطالة خلال عشر سنوات.
وعين اللواء عادل لبيب، (69 سنة)، وزيرا للتنمية المحلية في أول حكومة جرى تشكيلها في 17 يوليو (تموز) الماضي برئاسة الدكتور حازم الببلاوي، بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين. ولبيب هو المسؤول الحكومي الوحيد الذي استطاع أن يعمل مع الأنظمة الحكومية المتعاقبة، رغم اختلافها وتباينها الشديد، وهو ما يعده مراقبون دليلا على قدراته الإدارية بعيدا عن التسييس، حيث تولى منصب محافظ قنا (جنوب مصر) في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، ومن بعدها محافظا للبحيرة (دلتا مصر) ثم محافظا للإسكندرية، ثم قرر عصام شرف رئيس حكومة الفترة الانتقالية (فترة تولي المجلس العسكري إدارة البلاد) إعادته محافظا لمحافظة قنا مرة أخرى بعد مطالبات شعبية، وظل في منصبه في عهد الرئيس المعزول، ومع محاولات «الإخوان» المستمرة لأخونة الدولة جرى إقصاؤه من منصبه في منتصف يونيو (حزيران) الماضي (تموز).
وأكد اللواء لبيب أن هناك مشروعات صغيرة للشباب أعدتها وزارة التنمية المحلية، لا تزيد مدتها على تسعة أشهر، خصص لها 22 مليار جنيه (نحو 3.6 مليار دولار)، كما أن هناك مشروعا استثماريا تدعمه الدولة للشباب، وهما يسيران في الإطار نفسه بجانب المشروعات التي تدعمها الدولة في مشروعات القرى ويصل دعمه إلى نصف مليار جنيه. وتابع بقوله: «سيرى المجتمع طفرة يلمس تطورها على أرض الواقع، كما سيرى المصداقية في لمس الناتج لهذه المشروعات، وعلى رأسها القمامة»، مؤكدا أنه سوف يجري التواصل مع المحافظات لتأكيد أسس وقواعد معينة لتحقيقها على أرض الواقع خلال عام، مع رفع تقارير يومية للوزارة.
واختير لبيب في الحكومة الجديدة بعد دمج وزارتي التنمية المحلية والتنمية الإدارية في وزارة واحدة، ويحظي بشعبية كبيرة لخبرته التي اكتسبها من العمل في المحليات والعمل العام. وعن دمج الوزارتين، أوضح لبيب أن «كل وزارة سوف تقوم بأداء الدور المنوط بها على حدة، دون أن تتأثر أو تتعارض اختصاصاتهما».
وأكد وزير التنمية المحلية والإدارية أن الوزارة ستركز خلال المرحلة المقبلة على عدة محاور أساسية، في مقدمتها، مواصلة تفعيل اللامركزية للقضاء على البيروقراطية في محافظات مصر، وسرعة إصدار قانون الإدارة المحلية الجديد، واستكمال خطة تطوير العشوائيات التي قطعت الوزارة شوطا كبيرا فيها، واستخدام الطاقة الشمسية في إنارة الشوارع والطرق الفرعية والرئيسة بمحافظات مصر، وتطبيق الحكومة الإلكترونية لتبسيط الإجراءات والخدمات في أجهزة الإدارة المحلية كافة وتوفير الوقت والجهد والتكلفة.
وتقسم مصر إداريا إلى 27 محافظة، وهذا التقسيم حل محل تقسيم المديريات الذي أنشأه نابليون بونابرت بعد الحملة الفرنسية على مصر ثم الوالي محمد علي باشا، والمحافظة في مصر هي قمة هرم التقسيمات الإدارية الذي يتضمن خمسة مستويات (محافظة، ومركز، ومدينة، وقرية، وحي). ويرأس كل منها محافظ يعين بواسطة رئيس الدولة. ويرى مراقبون أن لبيب استطاع خلال فترة تولية وزارة التنمية المحلية أن يرصد أوكار الفساد في المحليات بحكم خبرته في الإدارة المحلية، وكان من أهم قراراته عودة جهاز التفتيش والمراقبة للعمل وتفعيل أدائه لمراقبة ومتابعة أداء المحافظين ورصد جميع المخالفات التي يمكن أن تحدث، وأكد لبيب أكثر من مرة أنه سيستخدم أساليب «غير تقليدية» في إصلاح منظومة المحليات وحل مشاكل المواطنين الذين طالما عانوا الأزمات بسبب الفساد سنوات طويلة.
وأوضح لبيب أمس أن «الوزارة تدرس أيضا تحويل المنازل في المحافظات النائية ومحافظات الصعيد للعمل بالطاقة الشمسية، وذلك بالتنسيق مع وزارتي الكهرباء والإنتاج الحربي»، لافتا إلى أن وزارة الكهرباء تدرس عملية توليد الكهرباء من القمامة، كما سيجري استكمال منظومة النظافة بالمحافظات والتوسع في مشروعات تدوير المخلفات الصلبة بالقرى وإقامة مناطق صناعية وحرفية تستوعب أكبر قدر من العمالة.
ويواجه لبيب مشاكل كثيرة تتعلق باستمرار التعديات على الأراضي الزراعية، التي أكد أنها التهمت خلال الثلاثين شهرا الماضية 35 فدانا من أجود الأراضي الزراعية، باحثا عن حل سريع لوقف استنزاف هذه الأراضي، وكذا تفعيل منظومة النظافة وتجميل الشوارع وحل أزمة القمامة وإعادة النظر في التعاقدات مع شركات النظافة بما يحقق طفرة كبيرة يلمسها المواطنون.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.