أمراء المناطق ومسؤولون يستذكرون تضحيات المؤسس ورجاله وإنجازات عهد خادم الحرمين

قالوا: إن ذكرى اليوم الوطني مناسبة غالية على قلوب المواطنين جميعًا

خالد الفيصل  ... فيصل بن بندر .... سعود بن عبد المحسن .... فهد بن سلطان
خالد الفيصل ... فيصل بن بندر .... سعود بن عبد المحسن .... فهد بن سلطان
TT

أمراء المناطق ومسؤولون يستذكرون تضحيات المؤسس ورجاله وإنجازات عهد خادم الحرمين

خالد الفيصل  ... فيصل بن بندر .... سعود بن عبد المحسن .... فهد بن سلطان
خالد الفيصل ... فيصل بن بندر .... سعود بن عبد المحسن .... فهد بن سلطان

تنوعت كلمات أمراء المناطق السعودية، بمناسبة اليوم الوطني للبلاد الذي يدخل في عامه الـ85، حيث أجمع الأمراء على أنها ذكرى عزيزة على الوطن والمواطنين في كافة البقاع، مستذكرين بطولات وتضحيات الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن ورجاله الأوفياء في ترسيخ الوحدة وإعلاء شأن الدين واللحمة الوطنية، وعلى ذلك سار من بعده أبناؤه الملوك.
كما تناول الأمراء ما تعيشه بلاده في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من أمن واستقرار وإنجازات تنموية على جميع المستويات والأصعدة، وفي تحقيق السعودية بقيادته الحضور الدولي المميز، ومن بينها الوقوف إلى جانب الشرعية في اليمن والحد من خطر الحوثيين والدفاع عن الإسلام والعرب، حتى تعود للأمة هيبتها ووحدتها في مختلف المناحي والمحافل.
«عِشْق الوطن» عنوان اختاره الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، لقصيدة «نبطية» وجدانية نظمها بمناسبة هذه الذكرى.
من جانبه، وصف الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان اليوم الوطني، بأنه يوم يرمز إلى الوحدة والتلاحم، وأكد في كلمة له أنها ذكرى توحيد وبناء وسيرة مباركة وحصاد مسيرة إنسانية ابتدأها صقر الجزيرة العربية الملك عبد العزيز.. «واليوم الوطني نتاج سياسة رسخت لهذا الثقل التاريخي الإنساني».
وقال: «نحن نقف اليوم على العتبة الخامسة والثمانين التي تمثل المنجزات المضافة إلى مكاسب الوطن من خلال قادته المخلصين تمر حافلة بالتنمية والازدهار». وأضاف: «لقد غير هذا العهد الجديد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي حرص على الاستمرار في المواكبة التنموية»، مبينًا أن «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» اللتين تقفان مع الشرعية في اليمن ما هما «إلا دلالة على حنكة خادم الحرمين الشريفين وقوته الحازمة وصمود قواتنا البواسل».
بينما تحدث، الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، عن الإحساس بالفخر والاعتزاز بذكرى تأسيس البلاد والدور البطولي الذي قادة الملك المؤسس ورجاله المخلصون.. «الذي أسس لهذا الكيان العظيم وأرسى قواعده في أعظم مشروع وحدة وطنية في التاريخ الحديث على نهج قويم ودستور سليم عماده كتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والتسليم».
وأكد أن بلاده «دولة إسلام وسلام لا تعتدي على أحد ولا تخلق عداء مع أحد أو تتسبب فيه، بل طوال تاريخها المديد تعمل على إطفاء الفتن في أي مكان أو زمان، كما أنها لا تسمح ولن تسمح لكائن من كان بالاعتداء عليها أو ممارسة الفوضى على أراضيها»، داعيًا إلى أن تكون هذه المناسبة الوطنية السنوية «فرصة تتجدد لتوثيق ملحمة التأسيس وتأكيد وحدة هذا الكيان العظيم».
وأشار الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل، إلى أن الملك عبد العزيز ورجاله قدموا أكبر ملحمة تاريخية مهدت لما هي عليه السعودية حاليًا، فكان الإنجاز، وتحقيق الأمن والاستقرار والوحدة المباركة، واستكمل أبناؤه الملوك من بعده جميعًا حمل الأمانة والعمل والبناء، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.. «ففي أقل من عام على توليه مقاليد الحكم حققت السعودية حضورًا متميزًا على مختلف المحافل الداخلية والخارجية، ومن بينها الوقوف إلى جانب الشرعية في اليمن والحد من خطر خارجي محدق بالأمة، حيث جاءت (عاصفة الحزم)، وتلتها (إعادة الأمل) ليعيدا للأمة هيبتها ووحدتها ووقوفها في وجه من أراد بها السوء».
بينما أوضح الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك، أن بلاده «تسير من أحسن إلى الأحسن، وتسير أيضًا بشموخ وثقة وعزة وكرامة لمواطنيها والخير لمواطني الدول العربية والإسلامية والصديقة في العالم».
وقال في كلمته بهذه المناسبة: «هذا اليوم الذي نحتفل فيه باليوم الوطني في السعودية يصادف أول سنة لعهد خادم الحرمين الشريفين (سلمان الحزم)، وأيضًا يصادف هذا اليوم ما تقوم به كافة قواتنا المسلحة من عمل دؤوب للذود عن تراب السعودية ودرء الشر والأذى عن مواطنيها ومدنها».
في سياق متصل أكد الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني السعودي أن ذكرى اليوم الوطني الـ85 للسعودية «مناسبة غالية على قلوبنا. يوم نحتفل فيه بوحدتنا وما حققته بلادنا من تطور ونهضة».
جاء ذلك في كلمته بهذه المناسبة، وقال: «تمر علينا هذه الذكرى الغالية والوطن يستشعر فقد أحد رجالاته المخلصين سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله رحمة واسعة، مؤسس الحرس الوطني وباني نهضته وتطوره، بعد أن قاد المملكة خلال مسيرة حكمه للكثير من الإنجازات وتحقيق التنمية للوطن والمواطن، وسخر حياته خدمة لدينه وشعبه وقاد بلاده إلى مزيد من النماء والرخاء والبناء والتطوير خلال المرحلة التاريخية التي مرت بها المملكة في عهده وما تحقق من منجزات خالدة في شتى المجالات، وبويع سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه، ليقود البلاد في مسيرة الخير والعطاء».
وأكد أن بلاده منذ تأسيسها اهتمت ببناء الإنسان، «فهو ركيزة الاستقرار وهو محور التنمية وهدفها، وقد أثبت الشعب السعودي على مر الأيام أصالة معدنه ووقفاته وثباته ووفاءه، فهو في جميع الظروف مع قيادته التي هي جزء منه وهو جزء منها لا تزيده الأزمات إلا تماسكًا وترابطًا وقوة، ولا يعطي مجالاً لدعاة الباطل وباعثي الفتنة لأنه لا يقبل المزايدة ولا المساومة على وحدة هذا الوطن الغالي».
بينما أكد الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة الباحة، أن ذكرى اليوم الوطني تحمل صورًا كثيرة من الذكريات والخواطر تتوارد إلى الذهن تستحضر معها القيمة الغالية الرفيعة التي يمثلها هذا اليوم الغالي على الجميع. وقال إن «هذه المناسبة الوطنية المجيدة تتجاوز معنى ذكرى، لتصبح أحد فصول التاريخ المعاصر، وإحدى الملاحم الباقية على مر العصور».
وبيّن أن عصر الملك سلمان بن عبد العزيز «امتداد لعطاءات الخير والنماء التي تعيشها بلادنا، حيث أولى جل اهتمامه ورعايته بالوطن وأبنائه والوقوف بجانبهم وتأمين كل سبل العيش الكريم وتوفير الراحة والرفاهية لهم في شتى المجالات».
وأشار الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن اليوم الوطني يعد مناسبة وطنية مهمة، «تتجدد معها معاني الولاء للوطن ومليكه، والاعتزاز بكونه أولا موطن الحرمين الشريفين، ومهد الرسالة الإسلامية الخالدة، ومهبط الوحي، ووطن القيم والشيم، ومن ثم الاعتزاز بمنجزاته التنموية والاقتصادية والسياسية عبر السنين»، مبينًا أن هذا اليوم يأتي لتأكيد أهمية ملحمة الوحدة التي وحدت القلوب قبل الأرض، وأرست قواعد الكيان الشامخ.
وأكد أن الذكرى تأتي في وقت تواصل فيها البلاد مسيرة التطور والنماء بقيادة خادم الحرمين الشريفين، منوهًا بالرؤية الثاقبة التي تبناها الملك سلمان بن عبد العزيز حين هدف إلى أن يتواكب التطور الاقتصادي للمملكة مع إبراز جانبها الحضاري المشرق والمحافظة على مقوماته، وجعله عنصرًا أساسيًا من عناصر التنمية الاقتصادية والإنسانية للأجيال، منوهًا بجهود خادم الحرمين الشريفين واهتمامه ورعايته الشخصية لكل تاريخ وتراث المملكة العريق ومتابعة المحافظة عليه.
وقال: «إن اليوم الوطني هو مناسبة تتأكد خلالها مطالبة المسؤول ببذل مزيد لخدمة الوطن والمواطنين، وأن يراجع كل قراراته ليتأكد أنها تتجرد من أي مصلحة أو نزعة شخصية، وتنصب بكاملها للمصلحة العامة وخدمة الوطن ومصالح المواطنين، إذ إن المسؤولية الحقة تعني أن يتحول المسؤول إلى خادم لمصالح البلاد والمواطن، وهي مناسبة يشعر الجميع بالاعتزاز بها لتكتمل فيها البهجة والاحتفاء بالإيجابية في التوجهات، وهي محطة لشحذ الهمم والعمل لرفعة بلادنا من مواطنين عرفوا دائمًا بالتميز في شتى المجالات متى ما تهيأت لهم الظروف وأراد المواطن أن يتميز».
من جهته، قال الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية: «من حق كل مواطن أن يسعد ويفخر بهذا اليوم العظيم، وبهذه المناسبة الغالية التي تعيدنا لعقود مضت لنتذكّر قصة توحيد السعودية الغالية». وأضاف في كلمته بمناسبة اليوم الوطني، أن «هذا اليوم يأتي ونحن نعيش مرحلة مهمة من الإنجازات والتنمية على جميع المستويات والأصعدة»، مؤكدًا أن بلاده تعد أهم الدول على خريطة العالم ولها ثقلها ووزنها السياسي.. «وهذا لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله ثم السياسة الحكيمة والنهج الثابت في التعامل مع الأحداث الدولية».
بينما رفع الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد أمير منطقة نجران، باسمه وباسم أهالي المنطقة، التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولولي العهد وولي ولي العهد والشعب السعودي، بمناسبة هذه الذكرى، وقال: «إننا نعيش اليوم حياة كريمة في أمن وأمان وطمأنينة واستقرار على أرض وطن عظيم، وطن العزة والشموخ والكرامة والإباء».
ونوه بالبطولات التي يسجلها رجال القوات العسكرية على الحدود، وقال: «إننا اليوم أمام ملحمة بطولية، يسطرها رجال سلمان بن عبد العزيز، الرجال البواسل الذين يقفون على الحدود، دفاعًا عن الوطن، والذود عن أراضيه، وحماية مقدساته».
وبهذه المناسبة، أبرز الأمير الدكتور مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد أمير منطقة الحدود الشمالية ما توافر للمواطن من مرافق وخدمات صحية وعلمية وصناعية وزراعية وثقافية ومواصلات وثورة في تقنية المعلومات وازدهار في الاقتصاد جعلت بلادنا ولله الحمد تقف في مصاف الدول المتقدمة، مبينًا أن السعودية.. «وقد شرفها الله باحتضان الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن خلال الحج أو العمرة أو الزيارة لتفتخر اليوم بتلك الإنجازات العظيمة والمشاريع العملاقة التي تم تنفيذها في المدينتين المقدستين».
وفي كلمته بهذه المناسبة، أوضح الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم، أن «التحول الكبير الذي تم إنجازه في سنين معدودة في بلادنا، كان ملحمة تاريخية بكل المقاييس، منذ أن قام الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، بتوحيد السعودية، وقال إن المكتسبات الوطنية التي تحققت وما زالت تتحقق كل يوم لم تأتِ بالأمنيات والطموحات والآمال دون التضحيات الكبيرة والعمل الدؤوب المستمر، فلم يكن الأمر سهلاً فقد بذل في سبيل بناء هذا الوطن وتحقيق أمنه واستقراره الكثير من الدماء والعرق والأرواح الطاهرة من (الشهداء)».
كذلك أكد الأمير فهد بن بدر بن عبد العزيز أمير منطقة الجوف، أن «ذكرى اليوم الوطني للسعودية مناسبة تُطل لنستذكر بطولات وأعمال موحد هذه البلاد الذي استطاع بقوة إيمانه وإصراره وعزيمة الرجال معه أن يوحّد هذه البلاد على كلمة الحق ولمّ الشتات بعد الفرقة ونبذ التفرقة».
وقال في كلمة بهذه المناسبة، إن «المواطن في السعودية أصبح أكثر درايةً ووعيًا بما يمثله هذا اليوم من أهمية بالغة في نفوسنا جميعًا، حيث ساد الأمن والأمان وعم الرخاء بعد إعلان تأسيس هذه البلاد، ويومًا بعد يوم تزداد فيه لُحمة المواطن مع قيادته».



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».