في حين يزداد الجدل حول أخطاء ومشكلات التحكيم السعودي في كل موسم، تبدو الأنظار شاخصة نحو الخبير الإنجليزي والحكم السابق هاورد ويب الذي تم تكليفه بترؤس «دائرة التحكيم» التي استحدثها الاتحاد السعودي مؤخرًا لتطوير أداء الحكام والتقليل من حدة الأخطاء بشكل عام.
وهذه الخطوة تأتي ضمن خطوات تطويريه ينشدها الاتحاد السعودي لكرة القدم للتحكيم السعودي، في طريق إعادته للتميز وكسب الثقة في الشارع الرياضي إضافة لتصدير بعض الأسماء للساحة الدولية حتى تحضر بقدرة وتوجد في المونديال العالمي الذي كان آخر الحكام السعوديين الحاضرين فيه هو الدولي السابق خليل جلال.
وتنوعت آراء الخبراء التحكيميين عن مستقبل التحكيم السعودي مع الإنجليزي هاورد ويب، إلا أن الحكم الدولي السابق عبد الرحمن الزيد والدولي السابق خليل جلال اتفقا على أهمية منح وقت أطول للإنجليزي ويب حتى يتم الحكم على تجربته التي ما زال الوقت مبكرًا للحديث عنها.
ويؤكد المونديالي السابق خليل جلال أن الوقت ما زال مبكرًا للحديث عن هاورد ويب والتحكيم السعودي، مضيفًا: «حاليًا لا يوجد له أي دور يذكر، من خلال ملاحظاتي ما زال يجمع معلومات وأفكارًا معينة من أجل تطوير التحكيم المحلي، وأتوقع أنه يحتاج ما لا يقل عن سنة حتى يبدأ خطة عمل يكون فيها تطوير».
وأشار جلال الذي وجد في مونديالي 2006 و2010 إلى أهمية منح ويب صلاحيات أكبر ليتحقق الهدف المنشود من حضوره، مضيفًا: «إذا كان هاورد ويب سيأتي ويسير على نهج الخبراء السابقين الذين حضروا، ولكن تهمش دورهم، فبالتأكيد سيكون الأمر صعبًا على التحكيم أو على المهتمين بالتحكيم».
وعن وجود شخصين في قيادة التحكيم، وهل يؤدي ذلك إلى تضارب الأدوار بين دائرة التحكيم ولجنة الحكام، قال جلال: «إنشاء دائرة للتحكيم يعني تسليم كل مهام الحكام والتحكيم للدائرة بعيدًا عن أعضاء اللجنة الذين لن يكون لهم دور في العمل الفني للحكام»، مضيفًا: «ولكن بما أشاهده حاليًا لا يوجد هناك أي تغيير، لا يوجد أي شيء جديد بالنسبة للحكام».
وواصل جلال حديثه: «لا يوجد أي شيء جديد بالنسبة للحكام، وحتى على صعيد الرأي العام، فحقيقة هناك أمر مهم جدًا لا بد أن نؤمن فيه وهو الرأي العام حول الحكام والتحكيم، وليس بالضرورة أن يكون التغيير في الحكام بقدر ما يكون التغيير بالرأي العام، حتى بمجرد وجود أفكار جديدة بالنسبة للحكام»، مضيفًا: «ولكن الأمر الذي يحصل حاليًا هو الفكر السابق نفسه بعيدًا عن أي شيء اسمه دائرة التحكيم».
واختتم الحكم الدولي السابق خليل جلال حديثه: «نظرة الشارع الرياضي للتحكيم مهمة، فلدينا ما زال الشارع ينتقد ويعاني وهو ليس مجرد طرح ولكنها حقيقة موجودة، فمستوى التحكيم لدينا ما زال أقل من مستوى الدوري وبالذات في الموسم الحالي».
من جانبه، يرى الحكم الدولي السابق عبد الرحمن الزيد أن الوقت ما زال مبكرًا للحكم على أداء التحكيم، وهاورد ويب حتى الآن لم يبدأ عمله، وعلينا أن ننتظر حتى نهاية الموسم على الأقل لنعطي رأينا في عمله وهل تطور التحكيم السعودي معه أم استمر على ما كان عليه قبل حضوره.
وعن القراءة المستقبلية للتحكيم السعودي في ظل وجود الإنجليزي هاور ويب، قال الزيد الذي سبق له أن وجد ضمن طواقم التحكيم لمونديال 98 الذي أقيم في فرنسا: «أخطاء التحكيم لن تنتهي نهائيًا، ولكن من الممكن إذا تم منح الإنجليزي ويب صلاحيات واسعة ووجد دعمًا كبيرًا من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم لتنفيذ برنامج عمله، فقد تتحسن الأمور».
واختتم الزيد الذي سبق له أن وجد في لجنة الحكام السعودية كنائب للرئيس قبل أن يتقدم باستقالته، حديثه عن آلية العمل بين عمر المهنا، رئيس اللجنة وهاور ويب، مدير دائرة التحكيم، وهل سيكون هناك تضارب في الأدوار، حيث قال: «لا أعتقد أن هناك مشكلة إذا تم تحديد آلية العمل وكان هناك تنسيق وتعاون، فإن ذلك سيزيد فرص النجاح بشرط أن لا يكون هناك ازدواجية في المهام».
والإنجليزي هاورد ويب هو أحد أشهر الحكام في كرة القدم الإنجليزية، امتدت مسيرته في مجال التحكيم لسنوات طويلة بدأت منذ 1989، وذلك بقيادة بعض المواجهات المحلية حيث استمر في ذلك لمدة قاربت العشر سنوات حتى تم إدراج اسمه في مطلع الألفية الجديدة ضمن قائمة الحكام المحترفين، ومنذ 2005 وحتى اعتزاله التحكيم في أغسطس (آب) 2014، كان ويب أحد الحكام الدوليين البارزين في الساحة.
هاورد ويب الذي أدار كثيرًا من المباريات النهائية الضخمة على الصعيد الدولي والأوروبي تقلد جائزة أفضل حكم في الدوري الإنجليزي لموسم 2009، وصنف بعدها بموسم من أفضل ثلاثة حكام في العالم إلى جوار السويسري ماسيمو بوساكا والإسباني ميخينتو غوانزاليس. وبحسب إحصائية أحد المواقع المتخصصة بالتحكيم العالمي، فقد أدار ويب منذ عام 2000 وحتى 2013؛ أي قبل اعتزاله بموسم، 534 مباراة أشهر فيها 1694 بطاقة صفراء و68 بطاقة حمراء.
وبعد نهاية منافسات كأس العالم 2010 التي أقيمت في جنوب أفريقيا وجمعت بين هولندا وإسبانيا حيث توجت الأخيرة باللقب العالمي بعد فوزها بهدف يتيم دون رد، أعلن الإنجليزي هاورد ويب اعتزاله التحكيم بعدما توج مسيرته المميزة بقيادة المباراة النهائية لكأس العالم، وخلال هذه المباراة أصدر ويب 14 بطاقة صفراء محققًا رقمًا قياسيًا بعدد البطاقات الممنوحة حيث كانت المباراة النهائية لمونديال 1986 تحمل رقمًا قياسيًا بستة بطاقات قبل أن يتجاوزه ويب في مونديال 2010.
هل تنتشل صافرة «ويب» التحكيم السعودي من مشكلاته؟
الأنظار شاخصة نحو الخبير الإنجليزي بانتظار ثمار عمله
هل تنتشل صافرة «ويب» التحكيم السعودي من مشكلاته؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة