قالت مصادر محلية في محافظة تعز اليمنية، أمس، إن المعارك التي تدور لتحرير مدينة تعز من قبضة الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، أصبحت أكثر ضراوة، بالتزامن مع تحرير منطقة مضيق باب المندب والجزر والمناطق المجاورة، ويأتي هذا القتال العنيف في ظل أنباء عن دفع الحكومة الشرعية بقوات من الجيش الوطني وقوات التحالف للمشاركة في تحرير بعض مناطق محافظة تعز.
وفي التطورات الميدانية، شهدت مختلف جبهات القتال، الشرقية والغربية، في مدينة تعز، معارك طاحنة بين المقاومة الشعبية والجيش المؤيد للشرعية، من جهة، وميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، في الوقت الذي كثف طيران التحالف العربي من غاراته على مواقع وتجمعات الميليشيات الانقلابية في عدد من المواقع، حيث جرى استهداف تبة السلال وتجمع للميليشيات في منزل الدكتور الشعيبي في قرية الصياحي وعلى مزرعة دجاج المحني، ومنزل الحبيشي الذي تتجمع فيه الميليشيات وغارة أسفل تبة الشيباني عند نقطة الضباب، إضافة إلى غارات مكثفة استهدفت قصر الشعب الجمهوري وقصر صالة، وجولة سوفتل شرق تعز وحوش البنك المركزي ومدرسة صلاح الدين شرق المدينة القريبة من القصر، نقطة المقهاية بالضباب ومشروع المياه في الجحملية العليا، وتكبيدهم الخسائر الفادحة في الأرواح والمعدات، في حين تواصل ميليشيات الحوثي وصالح من قصفها الهمجي للأحياء السكنية بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وسقوط قتلى وجرحى من المدنيين بينهم نساء وأطفال، واستمرار المواجهات العنيفة في شارع الستين ومحيط القصر الجمهوري ومنزل المخلوع علي عبد الله صالح ومنطقة ثعبات.
من ناحية ثانية، نفى العميد عدنان الحمادي، قائد اللواء 35 مدرع المؤيد لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، صحة التقارير الإعلامية التي نشرت في وسائل الإعلام المختلفة حول سيطرة قوات التحالف ووحدات الجيش وعناصر المقاومة الشعبية، على مقر اللواء 35 في باب المندب، وقال العميد الحمادي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات التحالف والجيش الوطني دخلت إلى باب المندب وجزيرة ميون، وهذه جميعها مناطق تتبع اللواء 17 مشاة، الذي استولت على مقره القوات المشتركة، وليس مقر اللواء 35 الذي يُعد مقره في مدينة تعز، ولديه معسكر في المخا ومعسكر آخر في مفرق المخا، وأنه لم يتم السيطرة عليه ولم يصل التحالف إليه بعد ولا يزال تحت سيطرت ميليشيات الحوثي وصالح».
وحول التطورات الميدانية الأخرى في جبهة القتال في تعز، قال العميد الحمادي لـ«الشرق الأوسط» إن منطقة الوازعية تشهد معارك عنيفة بين المقاومة الشعبية من أبناء المنطقة وأبناء المناطق المجاورة، من جهة، والميليشيات الانقلابية، من جهة أخرى، وإن الميليشيات تستخدم المدفعية لقصف القرى الآهلة بالسكان، مشيرا إلى أن الميليشيات لجأت إلى الانتقال إلى منطقة الوازعية، بعدما تم إيقاف تقدمها في الضباب، التي لا تزال تشهد مواجهات، أيضا، بين المقاومة والجيش والميليشيات، مؤكدا أن الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح، تسعى من خلال الدخول إلى منطقة الوازعية إلى الدخول مدينة التربة (مركز مديريات الحجرية الشهيرة في تعز)، وأضاف العميد الحمادي أن التحالف شارك، أمس، بضربات جوية قوية ومباشرة في الجبهة الغربية والشرقية ومدينة تعز واستهدف تجمعات ومواقع لميليشيات الحوثي وصالح، بالإضافة إلى شن غاراته على منطقة الربيعي الضباب واللواء 35.
إلى ذلك، قال مصدر في المقاومة الشعبية بمحافظة تعز لـ«الشرق الأوسط» إن «ميليشيات الحوثي وصالح تواصل حرب الإبادة على أهالي تعز العُزل من خلال قصفها للأحياء السكنية بصواريخ الكاتيوشا والهاون من أماكن تمركزها في القصر الجمهوري ومفرق الذكرة ومن جبل أومان بمنطقة الحوبان ومن جامعة تعز بالحبيل»، مشيرا إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين في شعب سلمان بوادي القاضي، جراء إطلاق أكثر من 3 قذائف قبل صلاة الجمعة، واستمرار استهداف أحياء ثعبات والدمغة وقلعة القاهرة والكشار وحي جبل الشماسي وحي الثورة، وأضاف المصدر أن «جبهات القتال في الجهة الشرقية في ثعبات والجحملية والكمب ومحيط كلية الطب وبريد كلابه وحي الصفا والأربعين، شهدت محاولات لميليشيات الحوثي وصالح لاختراق مواقع وتحصينات المقاومة والجيش، وذلك باستخدام مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة في هجومهم»، مؤكدا أنهم فشلوا في ذلك الهجوم وأنه جرى دحرهم وسقوط العشرات من صفوفهم بين قتيل وجريح، وإجبار من تبقى منهم على الفرار، وقال المصدر إن المقاومة الشعبية تمكنت من تحقيق تقدم في الجبهة الشرقية، حيث تمكنت، في ظل غطاء جوي مكثف لطائرات التحالف، من السيطرة على المبنى الجديد لفرع البنك المركزي في تعز، أمام القصر الجمهوري، ومدرسة صلاح الدين للبنات المطلة على الخصر والأحياء السكنية المجاورة للقصر.
إلى ذلك، تستمر المواجهات بين المقاومة الشعبية في منطقة الوازعية وميليشيات الحوثي وصالح التي سيطرت على المنطقة قبل يومين في محاولة منها الدخول إلى لحج الجنوبية، حيث شن طيران التحالف غاراته الكثيفة على تجمعاتهم وأماكن متفرقة للميليشيات، واستهدف أطقما عسكرية لهم في الشقيراء وجبل الصيبارة ومبنى إدارة الأمن ومدرسة في حنة والوحدة الصحية بها وتلالا محيطة بمنطقة المنصورة ومنازل عدد من مشايخ المديرية من سهلوا للميليشيات الانقلابية الدخول إلى مديرية الوازعية.
وقال شهود عيان في المنطقة لـ«الشرق الأوسط» إن «الاشتباكات لا تزال جارية بين المقاومة الشعبية من أبناء المنطقة والمناطق المجاورة للوازعية وميليشيات الحوثي وصالح وإن نحو 25 مسلحا حوثيا قتلوا، إضافة إلى أسر العشرات من عناصر الميليشيات في قرية المحيفر».
من جهة أخرى، تواصل ميليشيا الحوثي وصالح حصارها الخانق على مدينة تعز وتمنع عنهم دخول الأدوية والغذاء ومياه الشرب وكل مستلزمات العيش في حين يسقط يوميا العشرات من المدنيين قتلى بنيران الميليشيات وبسبب تفشي الأمراض والأوبئة الفتاكة.
تعز: المقاومة تسيطر على البنك المركزي.. ومقتل وأسر العشرات من الحوثيين في الوازعية
قائد اللواء 35 مدرع لـ {الشرق الأوسط} : الميليشيات تفتح جبهات قتال خارج المدينة
تعز: المقاومة تسيطر على البنك المركزي.. ومقتل وأسر العشرات من الحوثيين في الوازعية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة