تعز: المقاومة تسيطر على البنك المركزي.. ومقتل وأسر العشرات من الحوثيين في الوازعية

قائد اللواء 35 مدرع لـ {الشرق الأوسط} : الميليشيات تفتح جبهات قتال خارج المدينة

عنصر في المقاومة الشعبية يمتطي دراجة نارية في مدينة تعز أمس (رويترز)
عنصر في المقاومة الشعبية يمتطي دراجة نارية في مدينة تعز أمس (رويترز)
TT

تعز: المقاومة تسيطر على البنك المركزي.. ومقتل وأسر العشرات من الحوثيين في الوازعية

عنصر في المقاومة الشعبية يمتطي دراجة نارية في مدينة تعز أمس (رويترز)
عنصر في المقاومة الشعبية يمتطي دراجة نارية في مدينة تعز أمس (رويترز)

قالت مصادر محلية في محافظة تعز اليمنية، أمس، إن المعارك التي تدور لتحرير مدينة تعز من قبضة الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، أصبحت أكثر ضراوة، بالتزامن مع تحرير منطقة مضيق باب المندب والجزر والمناطق المجاورة، ويأتي هذا القتال العنيف في ظل أنباء عن دفع الحكومة الشرعية بقوات من الجيش الوطني وقوات التحالف للمشاركة في تحرير بعض مناطق محافظة تعز.
وفي التطورات الميدانية، شهدت مختلف جبهات القتال، الشرقية والغربية، في مدينة تعز، معارك طاحنة بين المقاومة الشعبية والجيش المؤيد للشرعية، من جهة، وميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، في الوقت الذي كثف طيران التحالف العربي من غاراته على مواقع وتجمعات الميليشيات الانقلابية في عدد من المواقع، حيث جرى استهداف تبة السلال وتجمع للميليشيات في منزل الدكتور الشعيبي في قرية الصياحي وعلى مزرعة دجاج المحني، ومنزل الحبيشي الذي تتجمع فيه الميليشيات وغارة أسفل تبة الشيباني عند نقطة الضباب، إضافة إلى غارات مكثفة استهدفت قصر الشعب الجمهوري وقصر صالة، وجولة سوفتل شرق تعز وحوش البنك المركزي ومدرسة صلاح الدين شرق المدينة القريبة من القصر، نقطة المقهاية بالضباب ومشروع المياه في الجحملية العليا، وتكبيدهم الخسائر الفادحة في الأرواح والمعدات، في حين تواصل ميليشيات الحوثي وصالح من قصفها الهمجي للأحياء السكنية بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وسقوط قتلى وجرحى من المدنيين بينهم نساء وأطفال، واستمرار المواجهات العنيفة في شارع الستين ومحيط القصر الجمهوري ومنزل المخلوع علي عبد الله صالح ومنطقة ثعبات.
من ناحية ثانية، نفى العميد عدنان الحمادي، قائد اللواء 35 مدرع المؤيد لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، صحة التقارير الإعلامية التي نشرت في وسائل الإعلام المختلفة حول سيطرة قوات التحالف ووحدات الجيش وعناصر المقاومة الشعبية، على مقر اللواء 35 في باب المندب، وقال العميد الحمادي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات التحالف والجيش الوطني دخلت إلى باب المندب وجزيرة ميون، وهذه جميعها مناطق تتبع اللواء 17 مشاة، الذي استولت على مقره القوات المشتركة، وليس مقر اللواء 35 الذي يُعد مقره في مدينة تعز، ولديه معسكر في المخا ومعسكر آخر في مفرق المخا، وأنه لم يتم السيطرة عليه ولم يصل التحالف إليه بعد ولا يزال تحت سيطرت ميليشيات الحوثي وصالح».
وحول التطورات الميدانية الأخرى في جبهة القتال في تعز، قال العميد الحمادي لـ«الشرق الأوسط» إن منطقة الوازعية تشهد معارك عنيفة بين المقاومة الشعبية من أبناء المنطقة وأبناء المناطق المجاورة، من جهة، والميليشيات الانقلابية، من جهة أخرى، وإن الميليشيات تستخدم المدفعية لقصف القرى الآهلة بالسكان، مشيرا إلى أن الميليشيات لجأت إلى الانتقال إلى منطقة الوازعية، بعدما تم إيقاف تقدمها في الضباب، التي لا تزال تشهد مواجهات، أيضا، بين المقاومة والجيش والميليشيات، مؤكدا أن الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح، تسعى من خلال الدخول إلى منطقة الوازعية إلى الدخول مدينة التربة (مركز مديريات الحجرية الشهيرة في تعز)، وأضاف العميد الحمادي أن التحالف شارك، أمس، بضربات جوية قوية ومباشرة في الجبهة الغربية والشرقية ومدينة تعز واستهدف تجمعات ومواقع لميليشيات الحوثي وصالح، بالإضافة إلى شن غاراته على منطقة الربيعي الضباب واللواء 35.
إلى ذلك، قال مصدر في المقاومة الشعبية بمحافظة تعز لـ«الشرق الأوسط» إن «ميليشيات الحوثي وصالح تواصل حرب الإبادة على أهالي تعز العُزل من خلال قصفها للأحياء السكنية بصواريخ الكاتيوشا والهاون من أماكن تمركزها في القصر الجمهوري ومفرق الذكرة ومن جبل أومان بمنطقة الحوبان ومن جامعة تعز بالحبيل»، مشيرا إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين في شعب سلمان بوادي القاضي، جراء إطلاق أكثر من 3 قذائف قبل صلاة الجمعة، واستمرار استهداف أحياء ثعبات والدمغة وقلعة القاهرة والكشار وحي جبل الشماسي وحي الثورة، وأضاف المصدر أن «جبهات القتال في الجهة الشرقية في ثعبات والجحملية والكمب ومحيط كلية الطب وبريد كلابه وحي الصفا والأربعين، شهدت محاولات لميليشيات الحوثي وصالح لاختراق مواقع وتحصينات المقاومة والجيش، وذلك باستخدام مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة في هجومهم»، مؤكدا أنهم فشلوا في ذلك الهجوم وأنه جرى دحرهم وسقوط العشرات من صفوفهم بين قتيل وجريح، وإجبار من تبقى منهم على الفرار، وقال المصدر إن المقاومة الشعبية تمكنت من تحقيق تقدم في الجبهة الشرقية، حيث تمكنت، في ظل غطاء جوي مكثف لطائرات التحالف، من السيطرة على المبنى الجديد لفرع البنك المركزي في تعز، أمام القصر الجمهوري، ومدرسة صلاح الدين للبنات المطلة على الخصر والأحياء السكنية المجاورة للقصر.
إلى ذلك، تستمر المواجهات بين المقاومة الشعبية في منطقة الوازعية وميليشيات الحوثي وصالح التي سيطرت على المنطقة قبل يومين في محاولة منها الدخول إلى لحج الجنوبية، حيث شن طيران التحالف غاراته الكثيفة على تجمعاتهم وأماكن متفرقة للميليشيات، واستهدف أطقما عسكرية لهم في الشقيراء وجبل الصيبارة ومبنى إدارة الأمن ومدرسة في حنة والوحدة الصحية بها وتلالا محيطة بمنطقة المنصورة ومنازل عدد من مشايخ المديرية من سهلوا للميليشيات الانقلابية الدخول إلى مديرية الوازعية.
وقال شهود عيان في المنطقة لـ«الشرق الأوسط» إن «الاشتباكات لا تزال جارية بين المقاومة الشعبية من أبناء المنطقة والمناطق المجاورة للوازعية وميليشيات الحوثي وصالح وإن نحو 25 مسلحا حوثيا قتلوا، إضافة إلى أسر العشرات من عناصر الميليشيات في قرية المحيفر».
من جهة أخرى، تواصل ميليشيا الحوثي وصالح حصارها الخانق على مدينة تعز وتمنع عنهم دخول الأدوية والغذاء ومياه الشرب وكل مستلزمات العيش في حين يسقط يوميا العشرات من المدنيين قتلى بنيران الميليشيات وبسبب تفشي الأمراض والأوبئة الفتاكة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.