كشف راجح بادي، الناطق باسم الحكومة اليمنية لـ«الشرق الأوسط»، أن «العمليات الحالية في باب المندب والجزر والمناطق المجاورة، تستهدف تحرير كل المناطق الساحلية والجزر المجاورة»، وأوضح بادي أن «تحرير باب المندب وجزيرة ميون، سيفتح الطريق لتحرير مدينة تعز وكل المناطق الساحلية الواقعة على البحر الأحمر»، لافتًا إلى أن «العملية العسكرية، تمت في إطار تنسيق مشترك بين المقاومة والجيش الوطني وقوات التحالف، وحدد ساعة الصفر لانطلاقتها صباح الخميس»، مشيرًا إلى أن «العملية حققت تقدمًا على الأرض، وهي الآن في طريقها لاستكمال تحريرها لمدينة وميناء المخا الاستراتيجي، غرب محافظة تعز، ومن ثم الاستمرار في تأمين السواحل اليمنية».
وفي الوقت الذي أقر المتمردون الحوثيون، ضمنيًا، بسقوط باب المندب وجزيرة ميون، فقد اتهموا الطرف الآخر بافتعال جبهة باب المندب من أجل لفت نظر المجتمع الدولي، بحسب تعبير محمد عبد السلام، الناطق باسم الحوثيين، في حين اعتبر مراقبون أن الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، تلقت ضربة موجعة بالعملية العسكرية السريعة والخاطفة التي حررت باب المندب وجزيرة ميون، بينما توقعت مصادر عسكرية سقوط منطقة ذباب، المجاورة لباب المندب، خلال ساعات بيد قوات الجيش الوطني المدعومة بقوات التحالف، حيث تدور معارك عنيفة في المنطقة. وردًا على المشككين من الميليشيات الحوثية حول العملية العسكرية، أول من أمس، قال ناطق الحكومة اليمنية، إن المقاومة والجيش الوطني، وبدعم من قوات التحالف سيطرت بالكامل على باب المندب وجزيرة ميون الاستراتيجيين عسكريًا واقتصاديًا وسياديًا، مؤكدًا في الوقت ذاته، باستمرار العملية العسكرية، التي لن تقتصر على الموقعين الحيويين، بل يأمل منها تحرير مدينة وميناء المخا، وصولاً لمدينة تعز عاصمة محافظة تعز، علاوة للسيطرة على الساحل اليمني، وتأمينه وبسط نفوذ السلطة الشرعية عليه، وأعرب بادي عن شكر الحكومة اليمنية، لدول التحالف، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، اللتان كان لهما دور مهم في التخطيط والدعم والمساندة الجوية واللوجستية، لافتًا إلى أن «العملية العسكرية هدفها استعادة السيطرة على كامل الساحل اليمني على بحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر».
وأعلنت الحكومة اليمنية سيطرتها، على مضيق باب المندب وجزيرة ميون الاستراتيجيتين، مؤكدة أن العملية العسكرية مستمرة وهدفها تحرير مدينة وميناء المخا الاستراتيجي، 94 كم غرب مدينة تعز، عاصمة المحافظة تعز، وكانت مصادر عسكرية في المنطقة الرابعة، قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «المقاومة المدعمة بقوات الجيش الوطني والتحالف سيطرت على اللواء 17 مشاة الذي يتمركز في باب المندب ويتبع قوات الحوثيين وصالح»، وأضافت أن «ميليشيات الحوثي وصالح تكبدت خسائر كبيرة، كما وقتل ستة من المقاومين، جميعهم ينتمون لمنطقة الصبيحة، إلى جانب إصابة سبعة آخرين من بينهم أركان حرب اللواء الثالث حسم العميد عوض محمد علوان الصبيحي، وأشارت إلى أن معظم حالات القتل والإصابات تمت أثناء المعركة الشرسة التي تكللت بالسيطرة على مواقع ومقر اللواء 17 مشاة المرابط في منطقة ذباب، جنوب تعز».
وأكدت الحكومة اليمنية أن «العملية العسكرية سبقها تعزيزات إلى الجبهات الشمالية والغربية التي شهدت خلال الأيام الأخيرة تحركات للميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع»، لافتة لأن كتائب من المقاومة والجيش الوطني تم تحريكها صباح الأربعاء الماضي إلى منطقتي كرش وباب المندب، لتعزيز المقاومة في مجابهة التحركات التي تقوم بها الميليشيات الحوثية وقوات صالح»، ولفتت إلى أن «المنطقة العسكرية الرابعة أرسلت التعزيزات إلى شمال وغرب عدن لتأمين الوضع العسكري، بعد توافر معلومات عن تحركات جدية للقوات المعادية».
وشهدت حدود عدن الشمالية معارك ضارية في الأيام الماضية بين المقاومة في كرش وقوات الحوثيين، هي الأعنف منذ تحرير المدينة والمحافظات المجاورة لها، مما أثار مخاوف من أعمال عدائية قد تقوم بها تلك القوات لإرباك الوضع مجددًا في المناطق الجنوبية المحررة. وتكمن أهمية مضيق باب المندب وجزيرة ميون، بكونهما يمثلان شريانًا ملاحيًا متدفقًا، لمرور نحو ثلاثة ملايين برميل نفط يوميًا، علاوة إلى عبور سفن تجارية دولية من وإلى قناة السويس وإلى دول الساحل الغربي والشرقي للبحر الأحمر.
وخلال الحرب التي شهدتها اليمن هذا العام، قامت قوات الرئيس المخلوع وميليشيات الحوثي بالسيطرة على المضيق والجزيرة، بهدف التهديد واستخدام الممر الدولي كورقة ضاغطة على كثير من الدول ومنها بالطبع دول الخليج، التي لطالما حاولت الميليشيات التلويح بوقف الملاحة في المضيق، مستغلة التوترات القائمة بينها وإيران، كما واستخدمته في تهريب السلاح وتوتير الأزمة وذلك بعد استجلابها لزوارق وسفن حربية إيرانية. وباب المندب يربط البحر الأحمر ببحر العرب وخليج عدن جنوبًا، ومسافته الكلية تقدر بـ30 كم (20 ميلاً) تقريبًا، وهي المسافة الفاصلة بين رأس منهالي في الساحل الآسيوي إلى رأس سيان على الساحل الأفريقي، بينما جزيرة ميون، التي اشتهرت قديمًا باسمها «بريم» تفصل مضيق باب المندب إلى قناتين، شرقية تعرف باسم «باب إسكندر» وعرضها 3كم وعمقها 30 مترًا، وتقع بين جزيرة بريم والبر الآسيوي، وغربية تفصلها عن البر الأفريقي بمسافة 16 كم وعمقها يقدر بـ200 – 100 متر، وهو ما يسمح لشتى السفن وناقلات النفط بعبور الممر بيسر على محورين متعاكسين متباعدين، وقد ازدادت أهميته بوصفه واحدًا من أهم الممرات البحرية في العالم، مع ازدياد أهمية نفط الخليج العربي.
وظلت أهمية باب المندب محدودة حتى افتتاح قناة السويس وربط البحر الأحمر وما يليه بالبحر المتوسط وعالمه، فتحول المضيق «باب المندب» إلى واحد من أهم ممرات النقل والمعابر على الطريق البحرية بين بلدان أوروبية والبحر المتوسط، وعالم المحيط الهندي وشرق أفريقية، ويقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر فيه في الاتجاهين، بأكثر من 21 ألف قطعة بحرية سنويًا (57 قطعة يوميًا).
مسؤول يمني: العمليات العسكرية في باب المندب ستمتد إلى المخا والمناطق المجاورة
معارك في ذباب.. والحوثيون في حالة صدمة
مسؤول يمني: العمليات العسكرية في باب المندب ستمتد إلى المخا والمناطق المجاورة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة