قالت الممثلة لورين قديح إن الفيلم السينمائي «شي يوم رح فلّ»، الذي انطلق مؤخرا في صالات السينما اللبنانية، هو بمثابة الامتحان الصعب الذي تخوضه في حياتها المهنية. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هو النقطة المفصلية برأيي التي ستخوّلني تثبيت نجاحاتي في مهنتي أو العكس». وتابعت: «انتظر ردّ فعل الجمهور بحماس تماما كما لو أنني أقدّم امتحانا مدرسيا رسميا. فالشخصية التي جسّدتها بعيدة كلّ البعد عن شخصيتي الحقيقية، وفيها خليط من الدراما والكوميديا والإثارة غير المباشرة».
وعن مشاهد الإثارة التي انطبعت فيها بعالم السينما، إذ مثّلتها في «لاست فالنتاين» و«حبّة لولو» وفي هذا العمل أيضا، ردّت موضحة: «أعتبر أدوار الإثارة التي أقوم بها، ورغم اختلافها عن بعضها في الأعمال السينمائية الثلاث، لا تمتّ إليّ بصلة في عالم الواقع. فأنا بنت قرية إذا أمكن القول، وتربّيت في كنف عائلة محافظة، الأمر الذي علّمني أن أكون بعيدة كلّ البعد عن موضوع الإثارة. إلا أنني أستمتع بتجسيد شخصية المرأة (الغنوجة) والأنثوية، وهي مواصفات تتمتّع بها كلّ امرأة حقيقية».
وعن أصعب المشاهد التي صادفتها في هذا الفيلم الذي وقّعته المخرجة ليال راجحة قالت: «أعتبر أن جميع الأدوار التي أديّتها في الأفلام الماضية كانت تتضمن مشاهد إغراء نشاهدها كنتيجة لأحداث لا تمر على الشاشة. إلا أنه في فيلم (شي يوم رح فلّ) اضطررت أن أقوم بمشهد جريء يجمعني ببطل الفيلم عادل كرم، مما جعلني أعيش لحظات صعبة. فجميع أفراد عائلتي يمرّون في مخيلتي أثناء هذه المشاهد، وهم في الحقيقة يرفضونها، فأكلّم نفسي لتهدئتها وأقول لها (انسي أهلك للحظات حتى تنجحي في هذه المشاهد)».
وعن طبيعة الأدوار التي تحبّ أن تقدّمها أجابت: «برعت في التمثيل الكوميدي بشهادة الناس، فتخيلي أنني ما إن أطللت على الشاشة في الفيلم حتى راح الجمهور الحاضر في صالة السينما يضحك. فالفن الكوميدي صعب وعادة ما يصحبه الممثلون بإشارات في اليد وتعابير في الوجه على طريقة شارلي شابلن، إلا أنني أقدّمه عاريا كما هو تماما، فهذا الأمر ميّزني عن غيري خصوصا أن قلة من الممثلات الجميلات يقدّمنه، فتمسّكت به كما هو». وعندما أكدت لها أنها استطاعت أن تؤثّر فينا أيضا في المشهد الدرامي الذي تضمنه الفيلم، عندما فقدت إحدى صديقاتها وأبكتنا، قالت: «أنا ممثلة في النهاية، وعلي أن أبرع في أي دور أقوم به، وفي هذا المشهد وكذلك المشاهد تلك التي مزّقت فيها علبة البيتزا التي أحتفظ بها كتذكار عزيز من حبيبي، كنت أريد توصيل إحساسي بالصدمة كما هو دون المبالغة أو العكس. واتبعت فيها المدرسة التمثيلية المرتكزة على استحضار لحظات حزينة سبق أن عشتها في حياتي الطبيعية لتكون أكثر صدقا. فمن منّا لم يفقد شخصا عزيزا عليه (سبق أن فقدت شقيقها)؟.. ومن منا لم يمرّ بلحظات حرجة في علاقة عاطفية، فكل ذلك أسترجعه في تلك المشاهد لأجسدّها على المستوى المطلوب».
وأشارت لورين قديح إلى أن المخرجة ليال راجحة أصبحت على علم واف بقدراتها التمثيلية، ولذلك فهي لا تتوانى أن تطلب منها مشاهد مضحكة تليها أخرى تدفع إلى البكاء. وقالت: «أنا محظوظة كون هناك مخرجة كليال راجحة تعرفني عن كثب وتعطيني ما يناسب قدراتي التمثيلية وإحساسي فيها، فقدّمت لي النجومية على طبق من فضّة بفضل الإحساس المرهف الذي تتمتع به هي أيضا في عملها».
يذكر أن فيلم «شي يوم رح فلّ» هو من بطولة الممثلين عادل كرم ولورين قديح وجوي خوري وبيار داغر، ومن إخراج ليال راجحة التي حقق فيلمها السابق «حبّة لولو» نجاحا كبيرا على شباك التذاكر العام الفائت. وهو يتناول قصة مستوحاة من الواقع، تحاكي مواضيع جريئة يتم تشريحها كما هي لأول مرة على شاشة السينما اللبنانية. وعلّقت لورين قديح في هذا الإطار بالقول: «لقد آن الأوان أن نسمّي الأمور كما هي، وألا نختبئ وراء أصابع يدنا، ولدينا الكثير من المشكلات التي يجب أن نلقي الضوء عليها، بعد أن مللنا من قصص الحرب التي سادت معظم أعمالنا السينمائية».
وعن أوجه التشابه التي تجمعها بشخصيتها في الفيلم قالت: «ساريا (اسم الشخصية التي تجسّدها في الفيلم) هي امرأة أحبّت زوجها الذي لم تعرف غيره في حياتها. صحيح أنها كانت بسيطة حتى إن رفيقاتها كن ينعتنها بـ(الهبلة)، إلا أنها تتمتع أيضا بقلب كبير جدا وهو ما أملكه في حياتي الطبيعية، فبرأيي الدنيا كلّها ترتكز على هذه الماكينة المهمّة التي تسكننا ألا وهي القلب، ولا يمكنني أن أقوم بأي عمل دون أن يكون قلبي دليلي».
ولكن وبعد النجومية التي حققّتها بظرف أربع سنوات من خلال ثلاثة أفلام سينمائية، أين هي من أعمال الدراما التلفزيونية؟ تردّ: «حاليا أنا بعيدة كلّ البعد عنها، فلقد رغبت أن أحصر نفسي في إطار السينما وهذا ما حصل. أعلم تماما أن للتلفزيون مشاهديه ومحبّيه، ولأعماله شهرة من نوع آخر، لكنها برأي لا يمكن تشبيهها بالعمل السينمائي الذي يقصده الناس من تلقاء أنفسهم، فيشترون تذكرة الفيلم ويقصدون صالة السينما لأنهم يرغبون في مشاهدة العمل، وليس لأنه فرض عليهم وهم جالسون أمام الشاشة الصغيرة. فهذا الشعور بأن هناك من يقرر متابعة مسيرتك الفنيّة وأعمالك بدافع حقيقي منه يفرحني فأفتخر به، كما أنه يزوّدني بزخم كبير في عملي لا أستطيع وصفه».
إذن أنت لا تبحثين عن الشهرة من أجل الشهرة؟ سألناها.. فقالت: «كل ما نعيشه في هذه الدنيا هو برأيي مجد باطل، فلن أطال نجومية مارلين مونرو التي غابت عن الأضواء بين ليلة وضحاها، ولا تلك التي عاشتها داليدا وأنهتها بعدما أصيبت باليأس، بل أريد أن أعيش حياتي بطبيعية، فلا ألهث وراء شهرة قد تزعزع حياتي، بل أستمتع بلحظات منها ويكفيني».
وعن مشاريعها المستقبلية والأحلام التي تراودها بخصوص مهنتها قالت: «عادة ما أخطط لخطواتي، فأنا لا أحلم، بل أجتهد وأعمل، فأعرف تماما أنه قد يأتي اليوم الذي أتوقّف فيه عن التمثيل، وأنا قادرة على ذلك إذ لديّ أمور كثيرة أخرى أستطيع أن أعمل وأبرع فيها، فلذلك أعيش اللحظة ولكل وقت خصوصيته». وتضيف: «عندما كنت تلميذة صغيرة وسألني أستاذ حصّة اللغة الإنجليزية في المدرسة عن الحلم الذي أرغب في تحقيقه، قلت له يومها إنني أريد أن أكون ممثلة سينما، فضحك عليّ واستخفّ بحلمي، لكنني قلت ما كنت أفكر القيام به حقيقة، فخططت ووصلت، وهكذا سأكمل حياتي حتى ولو كانت خطواتي المقبلة بعيدة كل البعد عن الفن، وقد أمارسها خارج لبنان لأنني اشعر بأنه لا حدود لطموحاتي في أي خطوة أنوي القيام بها».
أما الفيلم السينمائي الجديد الذي تستعد له فهو كما ذكرت لـ«الشرق الأوسط» سينقلها إلى شخصية جديدة لم يسبق أن أدّتها في فيلم سابق، وأنها في هذا الدور ستقدّم ما يشبهها، وقالت: «أتوق بالفعل للقيام بخطوة جديدة في مجال السينما، آن الأوان أن يكون عملي المقبل نقلة نوعية لمشواري التمثيلي، فأنا أعوّل على هذه الخطوة المستقبلية، فلقد اشتقت أن أكون أنا، لورين الحقيقية بشعري الأسود وشخصيتي العادية بعيدا عن أي إكسسوارات أخرى تلامس مظهري أو الشخصية التي أؤديها».
لورين قديح: أدوار الإغراء أؤديها لكنها.. لا تشبه بيئتي المحافظة
الممثلة أكدت أن العمل السينمائي الجديد الذي تستعد له سيقدمها بشخصيتها الحقيقية
لورين قديح: أدوار الإغراء أؤديها لكنها.. لا تشبه بيئتي المحافظة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة