أصيب 22 فلسطينيًا وامرأة تركية، خلال الاعتداءات التي نفذتها الشرطة الإسرائيلية وعشرات المستوطنين على المسجد الأقصى أمس. وتراوحت الإصابات ما بين خفيفة ومتوسطة، نتجت غالبيتها عن حروق تسببت بها القنابل الصوتية التي أطلقت على المصلين المرابطين، وتسببت أيضا، في أضرار كبيرة في المصلى القبلي، الذي كان قد تم ترميمه قبل أيام، بعد قيام جند الاحتلال بإحراقه.
وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت تراجعها عن فتح الأقصى أمام المصلين المسلمين، وذلك بحجة قيامهم بقذف الحجارة على شرطتها. وقد تعمدت إدخال عشرات المستوطنين اليهود إلى باحة الأقصى لأداء الصلاة فيها. وعندما تصدى لهم المرابطون والمرابطات المسلمون قرب المسجد القبلي، هاجمتهم قوات الاحتلال بأساليب قمعية بالغة العنف. إذ أطلق الجنود قنابل الغاز والقنابل الصوتية بكثافة باتجاههم، مما أدى إلى اندلاع حريق على أبواب المصلى، الذي طوقه الجنود بسواتر وجدران متنقلة لفصل المرابطين عن المستوطنين. وقام الجنود برش رذاذ الفلفل باتجاه المصلين داخل المصلى، مما أدى إلى وقوع إصابات بالاختناق والقيء الشديد.
وأعلنت قوات الاحتلال أنها قررت السماح للمستوطنين اليهود بدخول باحات المسجد الأقصى، تحت ستار «حرية الأديان»، وراحوا يقيمون طقوس عيد العرش اليهودي بشكل صريح، وهو ما يعتبر خرقا للأمر الواقع المتفق عليه مع السلطات الأردنية، الذي لا يجيز لهم الصلاة. وفي الوقت نفسه، منعت قوات الاحتلال من هم دون سن الخمسين من الرجال الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى والصلاة فيه، فيما سمحت للنساء من كل الأعمار، فاضطر عشرات المصلين إلى أداء صلاة الفجر على أبوابه. كما أغلقت قوات الاحتلال جميع الطرق المؤدية إلى الأقصى ومحيط البلدة القديمة، ونشرت المئات من قواتها على كل مداخل المدينة، وعلى أبواب الأقصى، وتحديدا بالقرب من باب المغاربة، حيث احتشد المئات من الجنود المدججين بالسلاح متأهبين لاقتحام الحرم القدسي الشريف في أي وقت. ومنع الجنود الصحافيين من التقاط صور للجنود ولما يجري ولعملية اقتحام الأقصى.
وتجمع المصلون عند أبواب حطة والمجلس والسلسلة، إلا أن قوات الاحتلال اعتدت عليهم بوحشية مفرطة، وقامت بدفعهم بالقوة بعيدًا عن الأبواب، في حين وفرت الحماية العسكرية للمستوطنين أثناء خروجهم من باحات المسجد. وأثناء خروجهم من باب السلسلة، حاول المستوطنون، تحت حماية قوات الاحتلال، استفزاز المصلين والاعتداء عليهم، في حين قامت عناصر الاحتلال بالاعتداء على المصلين الذين ردوا بالتكبير والهتافات. وتعرضت النساء للضرب المبرح من قبل قوات الاحتلال، كما داس أفراد هذه القوات على سيدة أوقعوها أرضًا، وتعرض كثير من النساء للشتائم البذيئة واللكمات من قوات الاحتلال والمستوطنين، بالإضافة إلى سيدة تركية أصيبت بحروق من الدرجة الأولى والثانية نتيجة تعرضها لقنبلة صوتية. كما أصيب شاب برصاصة مطاطية في وجهه داخل أسوار المسجد الأقصى.
وأفاد طاقم إسعاف برج اللقلق، أنه أصيب أكثر من 22 شخصا حتى ظهر أمس، بينها إصابة بالفم قد تكون تسببت بكسور في الفك، جراء إطلاق رصاص مطاطي من مسافة قريبة، إضافة إلى إصابات في الرأس. كما تعرضت طواقم الإسعاف والصحافة للاستهداف المباشر. وحتى ساعات الظهر شهد محيط المسجد الأقصى أجواء شديدة التوتر. وفي ساعات بعد الظهر، تبين أن شرطة الاحتلال أوقفت حافلة تقل عربًا (فلسطينيي 48)، توجهت إلى المسجد الأقصى، عند باب العامود، وصادرت بطاقات ركابها، ولاحقتهم واعتدت عليهم بوحشية فور إنزالهم من الحافلة، وامتدت المواجهات بسرعة لتشمل شوارع البلدة القديمة في القدس الشرقية.
وحسب تلخيصات الشرطة الإسرائيلية، فقد دخل من باب المغاربة، الذي يدخله عادة الزوار غير المسلمين، نحو 450 سائحا أجنبيا و24 مستوطنا يهوديا إلى باحات الأقصى. وأصيب بعض السياح إصابات طفيفة.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن السلطات الإسرائيلية حولت القدس وضواحيها إلى سجن كبير ضمن محاولاتها فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى. وأدانت الوزارة في بيان صحافي أمس: «اقتحام مجموعات المستوطنين المتطرفين، بحماية قوات الاحتلال وشرطته لباحات المسجد صبيحة هذا اليوم، في حين تواصل منع المسلمين من الدخول إلى المسجد، وتفرض القيود على حركة التنقل والعبادة». وذكرت الوزارة أنها تواصل اتصالاتها بشكل حثيث لفضح هذه الانتهاكات وتداعياتها، ودعوة العالمين العربي والإسلامي ودول العالم لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ومقدساته.
تجدر الإشارة إلى أن المسجد الأقصى ومحيطه يشهدان توترا كبيرا منذ أسابيع، بسبب عودة المستوطنين اليهود لزيارته والصلاة فيه، وانفجر التوتر على شكل صدامات عندما قام وزير الزراعة الإسرائيلي، أوري ارئيل، أحد قادة المشروع الاستيطاني بزيارته الاستفزازية فصلى هناك ووعد بإعادة بناء الهيكل اليهودي في المكان.
إصابة 22 فلسطينيًا وتركية خلال اعتداءات جديدة على المسجد الأقصى
المستوطنون شاركوا قوات الجيش الإسرائيلي.. والقنابل تتسبب في إشعال حرائق فيه
إصابة 22 فلسطينيًا وتركية خلال اعتداءات جديدة على المسجد الأقصى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة