أنهى مقاتلو المعارضة في مدينة الزبداني في ريف دمشق ومن تبقوا فيها من مدنيين، وما يزيد على 10 آلاف من أهالي بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، استعداداتهم لإخلاء مناطقهم تنفيذا للاتفاق الذي تم الإعلان عنه الأسبوع الماضي برعاية إيرانية - تركية، وينتظر هؤلاء الإجراءات التنفيذية التي ستتخذها الأمم المتحدة للانطلاق في تطبيق البند الثاني من هذا الاتفاق الذي تم بمباركة أممية.
وبينما توقعت مصادر معنية بالتحضيرات، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، ألا تنطلق عمليات الإخلاء خلال ساعات، إنما أيام، قال باول كرزيسياك، الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا: «إن الأطراف المعنية بالاتفاق تواصلت مع اللجنة للمشاركة في عملية الإخلاء ونقل الجرحى»، لافتا إلى أنه «تتم حاليا مناقشة التفاصيل قبل الانطلاق بمرحلة التنفيذ». وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «دورنا محدود في هذه المهمة، وستقوم السيارات التابعة لنا وتلك التابعة لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري، بعمليات الإخلاء المرتقبة».
وأكّدت مصادر معنية بالمفاوضات من جهة حزب الله والنظام السوري، لـ«الشرق الأوسط»، استمرار الهدنة في الزبداني والفوعة وكفريا على حد سواء، والتحضير لتنفيذ باقي بنود الاتفاق، لافتة إلى أن «الأمم المتحدة هي المخولة بمتابعة الموضوع مع الجهات التي ستقوم بعمليات الإخلاء وبالتالي الكرة بملعبها». وفضّل مكتب المبعوث الدولي إلى سوريا، في اتصال لصحيفتنا معه، عدم التعليق على الموضوع.
بدورها، تحدثت مصادر المعارضة في الزبداني، لـ«الشرق الأوسط»، عن «خروقات بسيطة للهدنة يقوم بها النظام وبالتحديد من خلال إطلاقه النار في مضايا»، لافتة إلى أن «المقاتلين والمدنيين على حد سواء ما زالوا ينتظرون أي إشارة للخروج من الزبداني باتجاه إدلب». وأضافت: «كما أن أهالي المدينة الذين نزحوا منها إلى بلودان ومضايا يتحضرون للعودة إلى الزبداني، علما بأن معظم منازلهم سويت بالأرض».
وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المقاتلين في الزبداني ومن تبقوا من مدنيين، تماما كالمدنيين في الفوعة وكفريا، أتموا تجهيزاتهم للمغادرة لكنّهم لا يعرفون حتى الآن ما الذي يؤخر انطلاق عمليات الإخلاء»، لافتا إلى أن «السبب الذي لا يزال يحول دون تنفيذ باقي بنود الاتفاق مجهول حتى الساعة».
وكانت الهدنة الثالثة بين أطراف الصراع في مدينة الزبداني في ريف دمشق والفوعة وكفريا في ريف إدلب دخلت حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، وأُعلن يوم الخميس الماضي عن بنود الاتفاق الذي تدعمه إيران وتركيا والذي من المقرر أن يمدد هذه الهدنة لـ6 أشهر إضافية، على أن ينسحب خلال هذه الفترة مقاتلو المعارضة من مدينة الزبداني حيث تحاصرهم قوات النظام وحزب الله، وفي المقابل سيجري إجلاء المدنيين من بلدتي الفوعة وكفريا الواقعتين تحت حصار مقاتلي المعارضة.
وبعد وقف لإطلاق النار تم يوم أول من أمس الأحد، نُقل جريحان من مقاتلي المعارضة في الزبداني للعلاج في لبنان بالتنسيق مع حزب الله، حيث كان من المقرر أن يخرجا مع بقية الجرحى، إلا أنه تم نقلهما بسرعة بسبب حالتهما الحرجة.
وقالت مصادر ميدانية مطلعة في منطقة البقاع شرق لبنان، لـ«الشرق الأوسط»، إن «سيارة تابعة للهيئة الصحية لحزب الله، بإشراف ومشاركة شخصين من الأمم المتحدة، قامت بنقل جريحي المعارضة السورية من الزبداني إلى الداخل اللبناني عبر المعابر غير الشرعية، وبالتحديد عبر الطرقات الجبلية لسلسلة جبال لبنان الشرقية»، لافتة إلى «تكتم كبير يحيط بمكان وجود الجريحين، خاصة أن كل مستشفيات المنطقة تنفي استقبالهما لضمان نجاح المفاوضات وتنفيذ البنود اللاحقة للاتفاق». ورجّحت المصادر أن «يكون الجريحان يخضعان للعلاج في مستشفى دار الحكمة عند المدخل الشرقي لمدينة بعلبك المحسوبة على حزب الله».
في هذا الوقت، نقل «مكتب أخبار سوريا» عن مصادر ميدانية أن «عناصر القوات النظامية وحزب الله أحرقوا مساحات واسعة من سهلي مدينة الزبداني وبلدة مضايا الخاضعتين لسيطرة المعارضة في ريف دمشق الغربي». وقالت المصادر: «ليست المرة الأولى التي تقوم فيها القوات النظامية بحرق المحاصيل الزراعية في سهول المنطقة»، موضحة أن «عملية الإحراق شملت تدمير عشرات الغرف في الأراضي الزراعية التي يملكها مزارعون من الزبداني ومضايا، فضلا عن عدة منازل خالية من السكان في منطقة السهل».
وفي سياق منفصل، أفاد المرصد السوري يوم أمس عن «مقتل شخصين على الأقل وإصابة أكثر من 6 آخرين بجراح، جراء سقوط قذائف استهدفت أماكن في منطقة العدوي وسط العاصمة دمشق». ورجّح رامي عبد الرحمن، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن تكون هذه القذائف أطلقت من الغوطة الشرقية أو حي جوبر من قبل مقاتلي «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» أو «جيش الإسلام» أو تنظيم داعش «باعتبار أن أحدا منهم لم يتبن هذه القذائف التي تستمر بالانهمار على العاصمة منذ يوم الخميس الماضي».
عمليات إخلاء الزبداني والفوعة وكفريا معلقة بانتظار الإجراءات التنفيذية للأمم المتحدة
سيارة لحزب الله نقلت جريحي المعارضة إلى أحد مستشفيات مدينة بعلبك اللبنانية
عمليات إخلاء الزبداني والفوعة وكفريا معلقة بانتظار الإجراءات التنفيذية للأمم المتحدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة