بان كي مون يفتتح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدعوة أوروبا لحل أزمة الهجرة

المفوضية الأوروبية تنتقد تعامل ألمانيا مع المهاجرين المرفوضة طلبات لجوئهم

بان كي مون يفتتح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدعوة أوروبا لحل أزمة الهجرة
TT

بان كي مون يفتتح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدعوة أوروبا لحل أزمة الهجرة

بان كي مون يفتتح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدعوة أوروبا لحل أزمة الهجرة

افتتح الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، اليوم (الاثنين)، أعمال الجمعية العامة للمنظمة الدولية بدعوة أوروبا لبذل مزيد من الجهود لحل ازمة الهجرة.
وقال بان كي مون امام قادة العالم خلال الجمعية العامة التي تضم 193 دولة، "احث اوروبا على القيام بمزيد" من الجهود.
واكد كي مون أمام الجمعية ان معالجة هذه الأزمة يجب ان تكون "بموجب القوانين الدولية وحقوق الانسان والتعاطف". وقال ان الحل في مواجهة هذه الظاهرة "ليس عبر بناء جدران" - كما فعلت المجر على سبيل المثال- وانما عبر معالجة اسباب هذا النزوح مثل الحروب والاضطهاد الديني.
واكد بان كي مون ان "مائة مليون شخص في العالم بحاجة لمساعدة انسانية فورية" وان 60 مليونا نزحوا من منازلهم او لجأوا الى دول اخرى. وقال "لم يحدث ابدا ان نزح الناس بمثل هذه الاعداد" هربا من نزاعات او كوارث او مجاعة.
ولفت من جانب آخر الى انه دعا الى اجتماع وزاري الاربعاء في الامم المتحدة على هامش اعمال الجمعية العامة، في محاولة لتحديد "مقاربة شاملة" لمواجهة ازمة الهجرة.
على صعيد متصل، حذر الرئيس الالماني يواخيم جاوك من أن هناك حدودا لأعداد من تقبلهم بلاده من اللاجئين.
وجاءت تصريحات جاوك بينما تستعد ألمانيا لاستيعاب 800 ألف لاجئ هذا العام.
ومنصب الرئيس الالماني شرفي بدرجة كبيرة، لكن تصريحاته لها قيمة أدبية وتتجه لاذكاء جدل محتدم في البلاد حول أعداد اللاجئين الذين يجب أن يصبحوا جزءا من المجتمع الالماني.
وقال جاوك الذي كان ناشطا حقوقيا في ألمانيا الشرقية السابقة، في خطاب ألقاه مساء أمس (الأحد) "نريد أن نمد يد العون. في صدرنا قلب كبير. ومع ذلك هناك حد لما يمكن أن نفعله". وأضاف "قدرتنا على استيعاب آخرين محدودة رغم أننا لا نعرف الى الآن أين تقع تلك الحدود".
وتبدو لهجة جاوك أكثر حذرا من المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل؛ التي قالت ان ألمانيا تستطيع أن تستوعب التدفق القياسي الحالي عليها من اللاجئين.
وجاءت تصريحاته وسط اشارات الى توترات بين طالبي اللجوء وهم جزء من هجرة جماعية الى دول الاتحاد الاوروبي من الشرق الاوسط وأجزاء من أفريقيا.
بدورها، انتقدت المفوضية الأوروبية نهج ألمانيا في ترحيل اللاجئين الذين رفضت السلطات المختصة طلبات لجوئهم.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية اليوم في بروكسل إن المفوضية أرسلت خطابات إلى عدة دول اعضاء في الاتحاد، ذكرت فيها أن عدد قرارت الترحيل أقل بكثير من عدد المهاجرين غير الشرعيين وأيضا من عدد الحالات التي تم ترحيلها بالفعل.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الألمانية مطالبة حاليا بايضاح موقفها.
وأكدت المتحدثة أهمية التوازن في سياسة اللجوء، موضحة أن المضطهدين سياسيا يتعين حصولهم على حماية في أوروبا، بينما يتعين أيضا ترحيل المهاجرين الذين ليس لديهم حق في البقاء في الاتحاد الأوروبي.
وأكدت المتحدثة أن هذا هو هدف أجندة الهجرة التي طرحها رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر.
تجدر الإشارة إلى أنه في حال توصل المفوضية الأوروبية إلى أن ألمانيا انتهكت قانون الاتحاد الأوروبي، فإنها من الممكن أن تتخذ إجراءات قضائية ضد ألمانيا.
وكانت المفوضية اتخذت بالفعل إجراءات قضائية ضد ألمانيا بسبب عدم تطبيقها قواعد الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بشروط استقبال اللاجئين وإجراءات اللجوء.
وبحسب بيانات صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونغ" الألمانية، أمس، استنادا إلى مكتب الإحصاء الأوروبي، بلغ عدد الأشخاص الموجودين في ألمانيا العام الماضي بدون تصاريح اقامة 128 ألف شخص.
وطالبت السلطات الألمانية 34 ألفا منهم فقط بمغادرة البلاد، ولم ينفذ ذلك سوى 22 ألف فرد منهم، ما أدى إلى اتساع الفجوة بين قرارات الترحيل والعدد الفعلي للمرحلين مقارنة بعام 2013.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.