أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس، في نيويورك، أن فرنسا «تتحدث مع الجميع ولا تستبعد أحدا سعيا وراء حل سياسي في سوريا». لكنه أضاف في تصريح للصحافيين، أن «باريس تعتبر أن مستقبل سوريا لا يمكن أن يمر عبر (الرئيس السوري) بشار الأسد».
على صعيد آخر، نسبت محطة «سكاي نيوز» لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، قوله أمس، إن «الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن يبقى جزءا من حكومة انتقاليةـ ولكن ينبغي ألا يكون جزءا من مستقبل سوريا على المدى الطويل».
وقال مراسل «سكاي نيوز» الذي يرافق كاميرون في رحلته للولايات المتحدة، إن «رئيس الوزراء البريطاني لا يستبعد إمكانية أن يكون الأسد جزءا من مرحلة انتقالية. ولكن ما هو واضح جدا بشأنه، هو أنه لا يمكن للأسد أن يكون جزءا من مستقبل سوريا على المدى الطويل».
وفي وقت سابق نسبت صحيفة «تليغراف» البريطانية، إلى مصدر حكومي، قوله إن «كاميرون منفتح على بقاء الأسد في السلطة على المدى القصير في ظل حكومة وحدة، تتشكل في البلاد التي تعاني حربا منذ أكثر من أربعة أعوام».
وبحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، أمس، التدخل العسكري الروسي في سوريا والسبل نحو «عدم التعارض» واحتمال الوصول لانتقال سياسي في البلاد التي تمزقها الحرب.
وقال مسؤول أميركي كبير للصحافيين شريطة عدم الإفصاح عن اسمه «كان تبادلا للآراء بصورة مستفيضة فيما يتعلق بالتبعات العسكرية والسياسية للتدخل الروسي المتزايد في سوريا»، مضيفا أن الاجتماع هدفه الإعداد لمحادثات بين الرئيسين الأميركي والروسي اليوم.
هذا في الوقت الذي حذر فيه زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربن، أمس، من الخطر الذي قد ينتهي بحرب بالوكالة بين روسيا والآخرين في سوريا تضاف إلى الحرب الأهلية السيئة جدا في سوريا، إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي للأزمة في البلد الذي تمزقه الحرب. وصرح لتلفزيون «بي بي سي» في النهاية يجب التوصل إلى حل سياسي تشارك فيه إيران وجميع الدول المجاورة.
في السياق، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في مقابلة، أمس، إنه «مستعد لمناقشة خطة عمل حول مستقبل سوريا ما بعد الحرب عقب هزيمة تنظيم داعش». وأضاف في مقابلة مع إذاعة «إن بي آر» نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، أن «البدء في إجراء مناقشات وفتح حوارات للتوصل إلى خطة العمل التالية بعد إخراج الإرهابيين من تلك المنطقة لا يمثل مشكلة لنا في الوقت الحالي».
ويتوقع أن يتطرق روحاني إلى الأزمة في سوريا في الكلمة التي سيلقيها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم، عقب كلمتي نظيريه الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين.
وقال روحاني إن بلاده مستعدة لمناقشة «الخيارات المقبلة»، مضيفا أنه «يجب إشراك الحكومة السورية في التوصل إلى خطة عمل».
وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، الدعم الأميركي لجماعات المعارضة في سوريا، أنه غير مشروع وليس له تأثير، مضيفا، أن «مقاتلي المعارضة الذين دربتهم الولايات المتحدة ينضمون لتنظيم داعش، بالأسلحة التي أمدتهم بها واشنطن».
وفي مقابلة مع عدد من الشبكات الأميركية سجلت قبل اجتماعه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما قال بوتين إن «الرئيس السوري بشار الأسد يستحق الدعم الدولي لأنه يحارب تنظيمات إرهابية».
ومن المقرر أن يجري أوباما وبوتين محادثات اليوم، بعد أن يلقي الرئيس الروسي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. لكن مسؤولي البيت الأبيض والكرملين اختلفوا بشأن القضايا التي سيبحثها الرئيسان ولم يتفقوا على ما إذا كان الاجتماع سيعقد بمبادرة من بوتين أم أوباما.
وقال بوتين في مقتطفات من مقابلة مع شبكتي «سي بي إس» و«بي بي إس» الأميركيتين: «في رأيي تقديم دعم عسكري لكيانات غير مشروعة يتعارض مع مبادئ القانون الدولي الحديثة وميثاق الأمم المتحدة». وكثفت روسيا مشاركتها العسكرية في سوريا في الأسابيع الأخيرة بينما اتهم مسؤولون أميركيون موسكو بإرسال مقاتلات ودبابات ومعدات أخرى لمساعدة الجيش السوري. وزادت الدعوات المطالبة بسرعة حل الصراع السوري بعد أن عززت روسيا وجودها العسكري في سوريا دعما للأسد وأزمة اللاجئين التي امتدت آثارها من المنطقة إلى أوروبا.
وتدهورت العلاقات الأميركية الروسية بسبب الأزمة في أوكرانيا وإن كانت الدولتان تتشاطران المخاوف بشأن التهديد الذي يمثله تنظيم داعش، لكنهما مختلفتان على أسلوب معالجته. ويقول بوتين إنه يجب ضم دمشق إلى الجهود الدولية لمحاربة «داعش»، وهو مطلب ترفضه الولايات المتحدة وانتقد الخطط الأميركية لتدريب 5400 من مقاتلي المعارضة السورية لقتال «داعش».
وقال «تبين أن 60 فقط من هؤلاء المقاتلين تلقوا تدريبا ملائما ولا يحمل سوى أربعة أو خمسة أشخاص السلاح».
أما فيما يخص، وجود الروس في سوريا، فقال بوتين، إنه «يكمن إلى اليوم، في توريد الأسلحة للحكومة السورية وتدريب الكوادر وفي تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري». ودعا منتقدون أوباما إلى تبني سياسة أكثر حزما إزاء الشرق الأوسط وسوريا - حيث تقول الأمم المتحدة إن «250 ألف شخص قتلوا بعد مرور أكثر من أربع سنوات على بدء الصراع - ويقولون إن غياب سياسة أميركية واضحة أتاح لتنظيم داعش الفرصة للتوسع». وقال بوتين إن «دعم روسيا لحكومة الأسد يستند إلى ميثاق الأمم المتحدة». وأضاف «لا نقدم المساعدة إلا للكيانات الحكومية المشروعة».
ونشرت صحيفة «الأوبزرفر» الأسبوعية، أمس، مقالا حول التحركات روسيا العسكرية في البحر الأبيض المتوسط وسوريا، وصفتها بالخطيرة. وقالت إن «موسكو حشدت، في قواعدها العسكرية بسوريا، طائرات عمودية هجومية، ومقاتلات وقوات برية، وهو تطور خطير، وتسوقه على أنه حملة دولية ضد تنظيم داعش».
وأرجعت التحرك الروسي، إلى فشل السياسة الغربية، مما دفع بوتين، لتقديم نفسه، على أنه يقوم بالعمل الذي عجز أوباما عن القيام به. وذكّرت الأوبزيرفر أن تحركات بوتين لا تقوم على توكيل دولي، كما أن تهديده بإرسال طائرات، إلى حيث حيث توجد الطائرات الأميركية والتركية، من شأنه أن يعقد النزاع. وترى الصحيفة في لقاء بوتين بالرئيس بأوباما وقادة دول الدول الغربية، محاولة لإبعاد الأنظار عن الوضع في شرق أوكرانيا، وإعادة الاعتبار لموسكو في الساحة الدولية.
عشية لقاء أوباما وبوتين.. طوق النجاة حول الأسد يتسع
مسؤول أميركي: كيري ولافروف ناقشا عملية انتقالية محتملة في سوريا
عشية لقاء أوباما وبوتين.. طوق النجاة حول الأسد يتسع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة