صمود متذبذب لـ«اتفاق الزبداني».. والمعارضة تتخوف من «مناورة» تغيير ديموغرافي

إجلاء اثنين من مقاتلي المعارضة المصابين من بلدة سورية إلى لبنان

صمود متذبذب لـ«اتفاق الزبداني».. والمعارضة تتخوف من «مناورة» تغيير ديموغرافي
TT

صمود متذبذب لـ«اتفاق الزبداني».. والمعارضة تتخوف من «مناورة» تغيير ديموغرافي

صمود متذبذب لـ«اتفاق الزبداني».. والمعارضة تتخوف من «مناورة» تغيير ديموغرافي

عاد الهدوء الحذر يوم أمس إلى ريف إدلب بعد الخرق الذي سجّل ليلا لاتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه في كل من كفريا والفوعة ومدينة الزبداني في ريف دمشق برعاية الأمم المتحدة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «الاتفاق يبدو أنه صامد بعد انتهاكه لأول مرة أثناء الليل»، بينما حذّر أبو المهاجر، القائد الميداني في الزبداني من مناورة يقوم بها النظام وحلفاؤه لنقل المعركة إلى مناطق أخرى بعد مدينة الزبداني.
ووفقا لاتفاق الهدنة الذي أعلن عن بنوده النهائية الخميس الماضي بدعم من إيران وتركيا بعد وقف لإطلاق النار استمر خمسة أيام، وافق الجانبان على وقف الاعتداءات في بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين بمحافظة إدلب في شمال غربي البلاد ومدينة الزبداني قرب الحدود اللبنانية لمدة تصل إلى ستة شهور.
وخلال هذه الفترة ينسحب مقاتلو المعارضة من مدينة الزبداني حيث تحاصرهم قوات النظام وحزب الله. وفي المقابل سيجري إجلاء المدنيين من بلدتي الفوعة وكفريا الواقعتين تحت حصار المعارضة.
وتنص المرحلة الثانية بشكل رئيسي على إطلاق سراح 500 معتقل وتتضمن اللائحة أسماء 180 معتقلا بينهم مقاتلون و320 معتقلة، موزعين بين مناطق سورية عدّة، وفق ما سبق أن أعلنت المعارضة.
وأشار أبو المهاجر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ النظام لم يلتزم بشكل دقيق بوقف إطلاق النار منذ البداية، وسجل خروقات من قبله مرات عدة ولا سيما بقصفه جرود الزبداني، مؤكدا أن «قيادة جيش الفتح كادت تعلن انسحابها من الاتفاق بعد قصف بلدة تفتناز، لكن تراجعت عن قرارها إثر مباحثات مع فصائل المعارضة وأحرار الشام في الزبداني، واتفقنا على الاستمرار في الهدنة حتى إشعار آخر وتغليب العقل حفاظا على سلامة المدنيين».
وبعدما كانت قد بدأت خطوات الاتفاق التنفيذية بإجلاء 130 جريحا من مقاتلي المعارضة من الزبداني يوم الجمعة إلى مستشفيات إدلب، من المتوقع أن يتم إجلاء ما تبقى منهم وعددهم 270 مقاتلا في اليومين المقبلين، بحسب القائد الميداني، مشيرا في الوقت عينه، إلى أنّه ووفقا لما نقل لهم وسيط الأمم المتحدة، بدأ الاستعداد لإخراج العائلات الراغبة بترك الفوعة وكفريا أيضا في الأيام القليلة.
وحذّر أبو المهاجر من أن يكون اتفاق الهدنة الذي وافق عليه حزب الله وإيران هو مناورة تهدف فيما بعد إلى نقل المعركة إلى مناطق أخرى، وتحديدا، مضايا وسرغايا ووادي بردى في ريف دمشق، لتنفيذ خطة التهجير القسري والتغيير الديموغرافي التي يسعون إليها، مضيفا: «طرحنا هذا الموضوع على الجهات المعنية بالمفاوضات وطلبنا الحصول على تعهدات رسمية لكن لم يتخط الأمر الوعود».
وكان «جيش الفتح» الذي يقاتل في المنطقتين الشيعيتين، قال في بيان له يوم أمس «إن مقاتلي المعارضة قصفوا بلدة الفوعة ردا على هجمات القوات الحكومية على مناطق قريبة وعلى مدينة حمص إلى الجنوب». وذكر المرصد أن المعارضة قصفت الفوعة بعدما عمدت قوات النظام إلى قصف بلدة تفتناز بريف إدلب، التي يشملها أيضا وقف إطلاق النار، بالبراميل المتفجرة.
وأشار «جيش الفتح» إلى قيامه بقصف بلدتَي الفوعة وكفريا ردًّا على خرقه للهدنة، مؤكدا أنّ «قوات الأسد قامت مساء السبت بقصف مدينة تفتناز في ريف إدلب بستة براميل متفجرة، أدت إلى مقتل وجرح العشرات من المدنيين».
وأضاف: «في ظل الاعتداء السافر الذي سبقه قصف النظام لمدينة سراقب وارتكابه مجزرة في حي الوعر الحمصي، فقد قام جيش الفتح بالرد بالمثل وقصف مواقع قوات النظام وحزب الله في الفوعة وكفريا».
واعتبر جيش الفتح في ختام بيانه «أن النظام لا يكترث بحياة مؤيديه وتفريطه فيهم، كما أظهر هذا الخرق عجزه عن الالتزام بأي اتفاق أو هدنة».
والهدنة الأخيرة هي الثالثة من نوعها حول الزبداني والفوعة وكفريا، بعدما كان قد سبقها خلال الشهر الماضي محاولتان باءتا بالفشل، ولم تنجحا في فرض وقف إطلاق النار بشكل نهائي، إضافة إلى رفض المعارضة ما قالت: إنه طلب إيراني كان يقضي بإخراج المقاتلين والمدنيين من الزبداني والقرى المحيطة بها، في مقابل نقل أهالي كفريا والفوعة إلى بلدة القصير بريف حمص الحدودية الخاضعة لسيطرة حزب الله والذي يندرج ضمن إطار ما يسمى بـ«مشروع التغيير الديموغرافي». قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه تم إجلاء اثنين من مقاتلي المعارضة المصابين إلى لبنان، أمس، بعد نقلهم من بلدة سورية تحاصرها قوات موالية للقوات الحكومية، في أول مؤشر على تنفيذ اتفاق محلي لوقف إطلاق النار.
وأضاف المرصد أن مركبة تابعة للأمم المتحدة نقلت المقاتلين ووالد أحدهما من الزبداني إلى لبنان بعد اتفاق مع القوات الحكومية وحزب الله حليف دمشق على منح المركبة مرورا آمنا.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».