ليبيا: الجيش يعلن تقدم قواته في المعارك ضد «داعش» في بنغازي

سلطات طرابلس تحبط محاولة تهريب سجناء وإيطاليا تنفي تورطها في اغتيال المسخوط

ليبيا: الجيش يعلن تقدم قواته في المعارك ضد «داعش» في بنغازي
TT

ليبيا: الجيش يعلن تقدم قواته في المعارك ضد «داعش» في بنغازي

ليبيا: الجيش يعلن تقدم قواته في المعارك ضد «داعش» في بنغازي

أعلنت القيادة العامة للجيش الليبي، أن قواتها تحرز ما وصفته بـ«تقدم مستمر» في جميع محاور القتال ضد الجماعات الإرهابية في مدينة بنغازي بشرق البلاد، مشيرة إلى أن الجيش قتل 7 وأسر 9 آخرين من عناصر تنظيم داعش خلال المواجهات التي جرت أمس.
وقال الجيش الليبي في بيان رسمي إن قواته البرية (المشاة) تمكنت من اقتحام فندق النوران بمنطقة الصابري، حيث قتلت سبعة أفراد وأسرت تسعة من عناصر «داعش» بينهم ثلاثة أجانب.
من جهته، قال الملازم فرج أقعيم مسؤول المحور الشرقي لمدينة بنغازي إن القوات المشتركة من الجيش والقوات التابعة لوزارة الداخلية تتقدم بخطى ثابتة لتحرير الصابري، مشيرا إلى أن الطيران قصف مواقع العناصر الإرهابية بمحوري الصابري وسوق الحوت. كما قصف الجيش مواقع عناصر تنظيم داعش بمحور سيدي فرج، بينما تحدث أقعيم عن استمرار الاشتباكات العنيفة مع تقدم القوات الخاصة باتجاه مواقع الإرهابيين.
ورغم هذا التقدم، نفى الجيش سيطرة قواته الخاصة (الصاعقة) على معسكر 319 بمنطقة بوعطني، حيث قال الناطق باسم القوات الخاصة العقيد ميلود الزوي إن القوات الخاصة بمساندة قوات المدفعية وسلاح الجو ما زالت تحاصر الميليشيات الإرهابية بمعسكر 319 ومعسكر 36 وشارع البيلاح.
وأكد في المقابل سيطرة قوات الجيش على كامل معسكر الدفاع الجوي بمحور المهشهش، ومصنع البيبسي ومبنى الإدارة الزراعية بمنطقة بوعطني، مشيرا إلى مقتل جندي تابع للكتيبة رقم 17 بالقوات الخاصة خلال اشتباكات مع الميليشيات الإرهابية بمحور معسكر 319.
وأعلن مستشفى محلي في المدينة وصول ثلاثة قتلى جراء الاشتباكات الدائرة بمحور الصابري.
إلى ذلك، أعلنت السلطات الأمنية في العاصمة الليبية طرابلس، أنها أحبطت أمس محاولة اقتحام مسلحين لسجن عين زارة، لتهريب نزلاء من داخله ما أسفر عن إصابة أحد عناصر الحراسة.
وقال مصدر قضائي إن مسلحين تابعين لقوة عسكرية تنتمي لكتيبة لواء المحجوب بمدينة مصراتة، هاجمت في وقت متأخر من ليلة السبت مؤسسة الإصلاح والتأهيل بعين زارة، في محاولة لتهريب نزلاء من داخل السجن، مشيرا إلى أن اشتباكا بالأسلحة وقع خلال محاولة الاقتحام ما نتج عنه إصابة أحد عناصر حماية السجن.
وأوضح أن عناصر الحراسة اعتقلت عددا من المهاجمين وتم احتجازهم داخل السجن، حيث بدأ التحقيق معهم للوقوف على علاقتهم مع النزلاء الذين أراد المسلحون تهريبهم.
وقال المصدر لوكالة أنباء شينخوا الصينية إن «لواء المحجوب» أنكر خلال اتصالات رسمية معه إصداره أي تعليمات للعناصر المسلحة المحسوبة عليها، بمحاولة اقتحام السجن.
من جهة أخرى، نفت وزارة الخارجية الإيطالية، ضلوع القوات الخاصة الإيطالية في عملية اغتيال صلاح المسخوط أحد قيادات ميليشيات فجر ليبيا وأبرز المسؤولين عن عمليات الهجرة غير المشروعة.
وقالت الخارجية الإيطالية في بيان رسمي نشرته عبر موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت إنها «تنفي بشكل قاطع ما تردد في وسائل الإعلام، عن تورط قوات خاصة إيطالية في واقعة قتل المسخوط في ليبيا».
كما نفت مديرية أمن طرابلس تلقيها أي معلومات عن وقوع عمليات اغتيال خلال فترة أيام عيد الأضحى المبارك بمنطقة الفرناج تحديدًا، وبقية المناطق التي تقع في نطاق المديرية.
وكانت ميليشيات فجر ليبيا نفت مقتل المسخوط الذي زعمت تقارير صحافية مصرعه مع تسعة من مرافقيه خلال تبادل لإطلاق النار في منطقة الفرناج بالعاصمة طرابلس.
وينتمي المسخوط لميليشيات مدينة زوارة، علما بأنه من سكان طرابلس ويشاع عنه امتلاك عشرات القوارب البحرية التي تستخدم في تهريب اللاجئين إلى أوروبا.
وعلى صعيد سياسي، دعا رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، المجتمع الدولي مجددا إلى المساهمة في بناء الدولة الليبية وتسليح جيشها.
واستعرض عقيلة في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أول من أمس الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية في ليبيا، حيث سرد التحديات التي تواجه الشعب الليبي بعد تمكن الجماعات الإرهابية من التوغل في أجزاء من البلاد بمساندة ودعم بعض الدول.
وطالب عقيلة المجتمع الدولي بتقديم الدعم السياسي لسلطات البلاد الشرعية للمساهمة في استقرار الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية، لافتا إلى أن الشعب الليبي ينتظر الدعم من الجهات الدولية.
وعد أن الإسراع في بناء مؤسسات الدولة الليبية ومساندة جيشها الوطني في حربة على الإرهاب هام للغاية ويساهم في وقف نزيف الدماء على أرض البلاد.
وتعيش ليبيا منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي، فوضى أمنية وسياسية في ظل صراع على السلطة بين البرلمان المنتخب وحكومته المعترف بهما دوليا في شرقي البلاد، والمؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق المنتهية ولايته وما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني غير المعترف بها في طرابلس.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.