حث الدكتور صلاح السقا، أستاذ علم النفس الرياضي، اتحاد الكرة السعودي على الاحتذاء بنظيره الإنجليزي وإيجاد لوائح وأنظمة تحد من استخدام بعض اللاعبين لغة التحايل والخداع أو ما يسمى بـ(الخبث الكروي) في الملاعب السعودية.
وقال السقا لـ«الشرق الأوسط»: شاهدنا الكثير من اللاعبين للأسف يمارسون ظاهرة الضرب من دون كرة أو التمثيل داخل منطقة الجزاء وهذه ليست من سلوكيات وأخلاقيات كرة القدم.
وكان الاتحاد الإنجليزي قرر إيقاف لاعب تشيلسي دييجو كوستا ثلاث مباريات بعد خروجه من النص أكثر من مرة.
ووجد اتحاد الكرة أن كوستا مذنب بارتكابه سلوكا عنيفا لم يشاهده الطاقم التحكيمي لكن شوهد عبر النقل التلفزيوني، في حين تمت تبرئة لاعب آرسنال بعد أن عوقب بالطرد من قبل حكم المباراة.
وأكد السقا على ضرورة أن تعمل إدارات الأندية على تثقيف لاعبيها من خلال عمل دورات ومحاضرات في هذا الشأن «لأن السلوكيات والأخلاقيات في كرة القدم تأتي قبل كل شيء وقبل حسابات الفوز والخسارة ولا يمكن أن نرى إدارة نادٍ مثلا تحرض لاعبيها على التحايل أو الخداع من أجل تحقيق الفوز وكل ما قام اللاعب بسلوكيات غير أخلاقية سيعرض نفسه للعقاب وربما الإيقاف».
وواصل السقا حديثه: الكثيرون يستهجنون مثل هذه التصرفات ولكن عندما يصدر الأمر من النادي المفضل يوجدون له المبررات وكأنه لم يفعل شيئا وهذا يؤكد لنا التركيز على الفوز ولا شيء غيره بمعنى الغاية تبرر الوسيلة.
وقال السقا: عندما ينجو اللاعب من العقوبة نصفه بالذكاء والخبث الكروي وإذا شاهده الحكم ننتقده على فعلته. ولكن في نفس الوقت يصف بعض المدربين والمحللين اللاعب بالخبث الكروي ويدعمونه بقوة وكأننا نبعث برسالة للاعب بأن كل شيء مباح إلى أن يراك الحكم وإذا شاهدك وطبق عليك العقوبة سننتقدك، وهذه مشكلة.
وتابع: عندما نرسل رسائل وأفكارا مزدوجة للاعبين بشأن أخطائهم غير الرياضية فنحن نعتمد غالبا على الانتماء ومثل هذه الأمور ستسهم في اتساع المشكلة وللمعلومية هذا السلوك مستشرٍ بيننا منذ زمن طويل. وأكد السقا أنه على اللاعب إدراك أنه متابع في كل صغيرة وكبيرة وربما أن الحكم لا يستطيع مشاهدته عندما يرتكب سلوكا مشينا ولكن الكاميرا ربما تصطاده ويصبح مادة دسمة للآخرين، وما أريد الوصول إليه هو أنه إذا أردنا منع هذه التصرفات بغض النظر عن فاعلها أو مشاهدة الحكم لها من عدمها، يجب أن ندين اللاعب على سلوكه الغير رياضي.
وتابع بقوله يجب أن ندرك خطورة هذه السلوكيات على الناشئين فعندما يكبرون ويعرفون أن الخداع أو الخبث أو التحايل شيء مقبول في الملاعب سيعود الأمر عليهم بالسلب.
وواصل: إحدى الحالات التي تدل على الأخلاقيات المميزة في الملاعب الأوروبية هو اعتراف اللاعب بأنه وقع دون احتكاك بالمنافس رغم أن الحكم احتسب ركلة جزاء لصالحه وبالتالي تراجع الحكم عن قراره وهذا يؤكد أن السلوكيات قبل الفوز وللأسف لو حدثت هذه الحالة في ملاعبنا فقد نسميها ذكاء من اللاعب ولا يمكن أن يعترف لاعب للحكم أنه أخطأ في قراره وهذه التصرفات تعتبر غير مسؤولة.
وقال السقا: للأسف مشكلتنا في كثير من الأحيان هو أننا لا نربط بين الفوز والانضباطية والأخلاق وإذا حللنا الأخلاقيات بناء على من ارتكب الفعل بمعنى إذا كان اللاعب من النادي المفضل فيعتبر حقا مشروعا حتى لو كان خبثا كرويا وإذا كان الفعل من الفريق المنافس يعتبر خداعا وتحايلا ولا بد من تطبيق العقوبة، وهذه بحد ذاتها مشكلة كبيرة ولو كان هناك لائحة واضحة فيمكن تلاشي مثل هذه الحالات ولكن المجتمع الرياضي كما ذكرت بشكل عام يهمه الفوز ومن ثم ينظر إلى الأخلاقيات وبالتالي يجب على المجتمع الرياضي أن يكون لديه وقفات صادقة «ماذا نريد وكيف نعزز الثقة باللاعب الناشئ ودوره الرئيسي من مشاركته من أجل البعد عن هذه السلوكيات».
السقا: «عقوبة كوستا» حافز لإنهاء التحايل في ملاعبنا
قال إنه من الواجب استحداث لائحة لمحاربة «الخبث الكروي»
السقا: «عقوبة كوستا» حافز لإنهاء التحايل في ملاعبنا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة