الجزائر: رجل أعمال يهدد بتنظيم مظاهرة لدفع السلطات إلى اعتماد حزبه

رشيد نكاز اشتهر بدفع الغرامات المتوجبة على المنتقبات في فرنسا وبلجيكا

الجزائر: رجل أعمال يهدد بتنظيم مظاهرة لدفع السلطات إلى اعتماد حزبه
TT

الجزائر: رجل أعمال يهدد بتنظيم مظاهرة لدفع السلطات إلى اعتماد حزبه

الجزائر: رجل أعمال يهدد بتنظيم مظاهرة لدفع السلطات إلى اعتماد حزبه

أعلن رشيد نكاز، رجل الأعمال الفرنسي من أصل جزائري، عزمه على تنظيم مسيرة بالجزائر للضغط على السلطات المحلية بهدف حملها على اعتماد حزبه الذي أسسه حديثا.
ونظم نكاز، الذي عرف بمبادرة أطلقها في فرنسا عام 2011 لدفع الغرامات المتوجبة على النساء بسبب ارتدائهن النقاب في الأماكن العامة بفرنسا وبلجيكا، أمس تجمعا بوسط مدينة سيدي بلعباس، (450 كلم غرب العاصمة)، حضره متعاطفون معه اكتشفوه قبيل انتخابات الرئاسة التي جرت في ربيع العام الماضي، حينما جرى سرقة توقيعات الترشح قبل ساعة من انتهاء مهلة استقبال ملفات المرشحين بـ«المجلس الدستوري»، واشتكى نكاز حينها من «فعل فاعل»، ملمحا إلى أن أنصار الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة هم من كانوا وراء إقصائه.
وصرح نكاز بأنه يعتزم تنظيم مسيرة في 23 من الشهر المقبل، تنطلق من مدينة تلمسان بالحدود مع المغرب إلى مبنى وزارة الداخلية وسط العاصمة، رغم أن المسافة الفاصلة بين المدينين تفوق 600 كلم. وقد سبق لنكاز أن جاب الجزائر طولا وعرضا مشيا على الأقدام خلال عام ونصف، وكان الدافع وراء ذلك حسب تصريحاته، «التعرف عن قرب على الجزائر العميقة»، تحسبا لحشد التأييد لحزبه الناشئ «حركة الشباب والتغيير».
وقال نكاز (50 سنة) في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إنه يحتج على «التعدي على قانون الأحزاب الذي يكفل لكل مواطن جزائري تأسيس حزب، والمشاركة في الانتخابات. وقد وضعت أوراق اعتماد حزبي في وزارة الداخلية مستوفيا كل الشروط المطلوبة، ولكن السلطات تمارس التسويف، ولا تريد تمكيني من الرخصة التي تسمح لي بالتحرك في إطار القانون، وهي بذلك تريدني أن أغادر البلاد عائدا إلى فرنسا، ولكن الجزائر بلدي وبلد آبائي وأجدادي، وقد قررت البقاء إلى جانب شعبي لمساعدته على الخروج من أزمته».
وبسؤاله عن سر هذا «التعطيل» أوضح نكاز «لا أعرف السبب، ولكن العراقيل المفتعلة تلاحقني منذ الانتخابات الرئاسية التي أقصيت منها بعد سرقة آلاف الإمضاءات التي جمعتها».
وشهد لقاء نكاز بالمتعاطفين مع قضيته حضورا مكثفا لرجال الأمن، الذين استعدوا لمنع مظاهرة محتملة. وقد تعرض نكاز مطلع العام للاعتقال أثناء مظاهرة في الصحراء، نظمت للاحتجاج على مسعى الحكومة التنقيب عن الغاز الصخري، واتهم بـ«التحريض على التجمهر»، لكن أطلق سراحه بعد فترة قصيرة.
وأسس نكاز عام 2011 تنظيما بفرنسا سماه «لا تمس بدستوري»، كما أنشأ صندوقا حمل اسم «الدفاع عن العلمانية والحرية» خصص له مبلغًا قيمته مليون يورو، موجها لدفع الغرامات بحق النساء لارتدائهن النقاب في الأماكن العامة في كل بلدان أوروبا التي تمنع ذلك. أما في الجزائر فهو مقصد الآلاف ممن يعانون من مختلف المشكلات، خاصة أزمة السكن، إذ اشتهر بمساعدة الكثيرين على شراء شقق.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.