رغم القصف العنيف من الميليشيات.. أبناء تعز يحتفلون في شوارعها بذكرى «ثورة 26 سبتمبر»

طائرات التحالف العربي تستهدف تجمعات ومخازن أسلحة ميليشيات الحوثي وقوات صالح

رغم القصف العنيف من الميليشيات.. أبناء تعز يحتفلون في شوارعها بذكرى «ثورة 26 سبتمبر»
TT

رغم القصف العنيف من الميليشيات.. أبناء تعز يحتفلون في شوارعها بذكرى «ثورة 26 سبتمبر»

رغم القصف العنيف من الميليشيات.. أبناء تعز يحتفلون في شوارعها بذكرى «ثورة 26 سبتمبر»

رغم القصف العشوائي بصواريخ الكاتيوشا والهاوزر من قبل ميليشيات الحوثي وصالح على الأحياء السكنية في تعز، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، وسقوط قتلى وجرحى من المدنيين، خرجت، أمس، جموع غفيرة من أهالي المدينة بمناسبة ثورة 26 سبتمبر 1962 وفجرت حربا أهلية بين الموالين للمملكة المتوكلية والموالين للجمهوريّة العربية اليمنية استمرت ثماني سنوات (1962 - 1970).
واحتفل أبناء تعز بهذه المناسبة بحضور قيادات من المقاومة الشعبية والمجلس العسكري والشيخ حمود المخلافي، رئيس مجلس تنسيق المقاومة بتعز، مجددين العهد للشعب اليمني بأنهم ماضون لإسقاط الميليشيات الانقلابية. ورفع أهالي تعز الإعلام الوطنية ورددوا الشعارات الوطنية على إيقاع أناشيد وطنية من مكبرات الصوت.
إلى ذلك، كثفت طائرات التحالف العربي، بقيادة السعودية، أمس، غاراتها العنيفة على مواقع وتجمعات ومخازن أسلحة لميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، في تعز، بما فيها الطريق الذي يصل صنعاء بالمحافظات الأخرى ليمنع بذلك تدفق أسلحة الميليشيات إلى تعز والمحافظات الواقعة في جنوب ووسط اليمن. كما نفذت غاراتها على مخازن للأسلحة في جنوب المخا الساحلية، واستهدفت مخزن أسلحة تابعا للميليشيا في منطقة الواحجة، وفي شارع الستين تجاه الكسارة شرقا، والزنقل وفي منطقة الحبيل جامعة تعز وجبل السلال، والحصب وما بعدها باتجاه بير باشا.
وفي نفس السياق، تواصل ميليشيات الحوثي وصالح قصفها العنيف على الأحياء السكنية بتعز بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة ما أسفر عنه سقوط قتلى وجرحى من المدنيين في إطار انتهاكها الممنهج لحقوق الإنسان في حين يعاني ما لا يقل عن مليوني مدني في تعز من حصار مطبق عليهم من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح منذ 5 أشهر حرمهم من الغذاء والأدوية. وتستمر المواجهات العنيفة في مختلف جبهات القتال الشرقية والغربية بتعز بين المقاومة الشعبية المسنودة من الجيش الوطني، من جهة، وميليشيات الحوثي وصالح، من جهة أخرى، خاصة في جبهة ثعبات وبالقرب من منزل المخلوع صالح في الجحملية ومحيط القصر الجمهوري.
ويقول وضاح الجليل، من أبناء تعز، لـ«الشرق الأوسط»: «يقف المجتمع الدولي أمام مسؤولية إنسانية كبيرة تتمثل في ضرورة التدخل لفك الحصار عن تعز وإيصال المساعدات العاجلة إليها، فقد وصل الوضع الإنساني حد الكارثة الإنسانية الحادة، وتتعرض المدينة لحصار حاد وقصف شديد ومتقطع من قبل ميليشيات الحوثي وصالح، وذلك عقب اشتباكات عنيفة دارت في المدينة طوال أربعة أشهر. وكل هذا ساهم في إيقاف الكثير من الخدمات عن المواطنين وزيادة الأعباء عليهم حتى وصل الوضع إلى حد إغلاق عشرات المستشفيات والمراكز الصحية ولم تعد تعمل في المدينة سوى سبعة مستشفيات تحت ضغط شديد ونقص كبير في المواد الطبية».
ويضيف الجليل: «يضاف إلى هذا توقف الحركة التجارية والاقتصادية وانقطاع الناس عن أعمالهم وهو ما أنتج حالة عوز وفقر شديدين، ووصل الوضع بالكثير من الأسر إلى تناول وجبة واحدة في اليوم مكونة من مواد غذائية غير صحية، ويترافق ذلك مع نقص حاد في المياه والمياه النظيفة خصوصًا، وانتشار القمامة والمخلفات البشرية في الشوارع وتضرر شبكة الصرف الصحي، ما نتج عنه انتشار الكثير من الأمراض والأوبئة الفتاكة وعلى رأسها حمى الضنك»، مشيرا إلى أن هذا الوضع الكارثي يتحمل مسؤوليته «طرف الحرب الذي اعتدى على المدينة وهو تحالف الحوثي وصالح والذي ما يزال يشدد الحصار على المدينة ويواصل قصفها بالمدفعية والكاتيوشا». وتواصل الميليشيات الانقلابية انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان بحق سكان تعز بقصفها بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاوزر والهاون وكثفت قصفها لأحياء الضبوعة والتحرير الأسفل والموشكي والدحى وعدد من الإحياء في بيرباشا والمدينة القديمة، ومنذ أول أيام عيد الأضحى المبارك والميليشيات الانقلابية تكثف من قصفها الهمجي على الأحياء السكنية كانتقام مما حصل لها وتكبدها الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد على أيدي المقاومة الشعبية والجيش الوطني المؤيد وضربات التحالف العربي.
ويقول مصدر من المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» بأن «عناصر المقاومة والجيش تصدوا لهجمات ميليشيات الحوثي وصالح في جميع جبهات الشرقية والغربية وأن هذه الأخيرة شهدت مواجهات عنيفة في حذران والربيعي وسط تقدم مستمر لعناصر المقاومة والجيش، كما وجهت الميليشيات قذائفها الصاروخية نحو الأحياء السكنية بما فيها حي كلابة وحي الجحملية وثعبات التي تشهد هي الأخرى مواجهات عنيفة، وسقطت قذائف صاروخية أخرى في وادي القاضي وقصف، ووقعت اشتباكات عنيفة في محيط القصر الجمهوري».
ويضيف المصدر: «ميليشيات الحوثي وصالح تواصل قصفها حتى للمستشفيات كما عملت مع قصفها لمستشفى الثورة العام وخاصة قسم الحروق وقسم الطوارئ، ما جعل المسؤولين يغلقون البوابة الرئيسية ويفتحون البوابة الخلفية حفاظا على المدنيين من قنص الميليشيات للكادر الصحي والأهالي والمصابين من المقاومة أو الجيش».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.