الجيش اللبناني يعتقل قياديا سوريا في «جبهة النصرة»

القضاء العسكري يصدر مذكرة بتوقيف نعيم عباس

الجيش اللبناني يعتقل قياديا سوريا في «جبهة النصرة»
TT

الجيش اللبناني يعتقل قياديا سوريا في «جبهة النصرة»

الجيش اللبناني يعتقل قياديا سوريا في «جبهة النصرة»

اعتقلت استخبارات الجيش اللبناني، أمس، مسؤولا في «جبهة النصرة»، يعتقد أنه مسؤول العمليات فيها، في حين أصدر القضاء العسكري مذكرة وجاهية بتوقيف القيادي في «كتائب عبد الله عزام» المرتبطة بتنظيم القاعدة نعيم عباس.
وأوقفت عناصر الجيش اللبناني السوري (نضال. س) في منطقة مشاريع القاع الحدودية مع سوريا، شرق لبنان: «للاشتباه به لتورطه في عمليات أمنية في المنطقة». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني قوله إن الاستخبارات «اعتقلت أحد قادة جبهة النصرة في منطقة مشاريع القاع».
وتعد «النصرة»، الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سوريا التي تحارب إلى جانب مقاتلي المعارضة، وتضم جهاديين سوريين وأجانب. ويأتي هذا الاعتقال بعد عمليات أمنية واسعة نفذها الجيش اللبناني خلال الشهرين الماضيين، أسفرت عن توقيف أكثر من ستة قياديين في مجموعات متشددة، يشتبه في ضلوعهم في التفجيرات التي طالت مناطق لبنانية منذ الصيف الماضي، وأسفرت عن مقتل العشرات.
وفيما يحاكم القيادي في كتائب عبد الله عزام، نعيم عباس، أمام القضاء العسكري اللبناني، أوقفت استخبارات الجيش اللبناني أمس عمر الجوني بتهمة تزويد نعيم عباس بالمال مقابل القيام بأعمال إرهابية. وأصدر قاضي التحقيق العسكري عماد الزين، أمس، مذكرة وجاهية بتوقيف عباس في ملف جمال دفتردار، بجرم «الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح بقصد القيام بأعمال إرهابية وتزوير أوراق ثبوتية». واستمهل عباس لتوكيل محام فأرجأ استجوابه إلى الأسبوع المقبل مع مدعى عليهما آخرين لم يحضرا الجلسة أمس، أحدهما لم يبلغ، ستجري إعادة إبلاغه، والثاني سيجري استدعاؤه بالإحضار.
وكان عباس اعتقل مطلع الشهر الحالي خلال عملية أمنية في بيروت، أسفرت عن توقيفه وتعطيل سيارة مفخخة كانت معدة للتفجير. وتبنت مجموعات متطرفة مثل كتائب «عبد الله عزام» و«جبهة النصرة في لبنان» مسؤولية الاعتداءات، مؤكدة أنها رد على التدخل العسكري لحزب الله في سوريا.
وفي سياق متصل بالتفجيرات، أثبتت فحوص الحمض النووي DNA أن الانتحاري الذي فجر نفسه في منطقة الهرمل (شرق لبنان) في حاجز للجيش اللبناني، السبت الماضي، ليس مروان حمادي الذي يتحدر من بلدة البيسارية في جنوب لبنان.
وكان شبان غاضبون في البلدة أحرقوا سيارة والده أول من أمس، في البيسارية التي عقد فيها لقاء مصالحة أمس بين أبناء البلدة والسكان الفلسطينيين وأبناء بلدة يارين الحدودية، برعاية مسؤول مخابرات الجنوب في الجيش اللبناني العميد علي شحرور ومسؤول مخابرات الزهراني المقدم جورج سابا.
وأكد المجتمعون في بيان «وحدة الصف، ورفض الإرهاب والتكفير، وعدم تضييع البوصلة عن العدو الإسرائيلي»، وأشادوا «بأواصر العيش الواحد الذي تجسده بلدة البيسارية بمختلف أطيافها»، منوهين بدور الجيش بحفظ مسيرة الأمن والاستقرار.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».