ناهد العشري.. خبيرة «نزاعات العمال»

ثاني امرأة تكلف وزارة القوى العاملة والهجرة

ناهد العشري.. خبيرة «نزاعات العمال»
TT

ناهد العشري.. خبيرة «نزاعات العمال»

ناهد العشري.. خبيرة «نزاعات العمال»

أسند المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة حقيبة وزارة القوى العاملة والهجرة إلى الدكتورة ناهد العشري خلفا للوزير السابق القيادي العمالي كمال أبو عيطة. ويعد هذا التكليف ثاني تحد نسوي تشهده الوزارة التي تعد الأكثر صخبا في الحكومة المصرية، المنوط بها التعامل مع طبقة العمال على تنوع مؤسساتهم وهيئاتهم النقابية والإنتاجية، وهي طبقة تمثل الشريحة الكبرى في المجتمع، وتبلع - بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء - نحو 24 مليون عامل في القطاعين الخاص والعام، من بينهم نحو خمسة ملايين امرأة. ولعبت احتجاجات العمال الفئوية، وإضراباتهم عن العمل، دورا مهما في الإطاحة بحكومة الدكتور حازم الببلاوي السابقة.
سبقت العشري في هذا التحدي السيدة عائشة عبد الهادي، التي صعدت إلى حقيبة الوزارة من داخل التنظيم النقابي للعمال في حكومة الدكتور أحمد نظيف، آخر وزراء مصر قبل الإطاحة بنظام مبارك. كما يأتي ذلك في ظل تعاظم دور المرأة المصرية الوطني والسياسي، خاصة بعد ثورتي «25 يناير (كانون الثاني)» 2011 و«30 يونيو (حزيران)» 2103.
شغلت العشري قبل تكليفها بالوزارة منصب رئيس قطاع شؤون الهجرة والمصريين في الخارج بالوزارة نفسها، وتبلغ من العمر 58 عاما، وتخرجت في كلية الحقوق بجامعة عين شمس في عام 1979. وحصلت على الدكتورة من جامعة القاهرة عن أطروحتها بعنوان: «التوفيق والوساطة في منازعات العمل الجماعية وديا» في عام 2005.
تدرجت العشري في العديد من المناصب بوزارة القوى العاملة، حيث بدأت بالعمل في مجال علاقات العمل والمفاوضة الجماعية منذ التحاقها بالعمل في عام 1982 وحتى عام 2013، حين جرى ندبها لقطاع شؤون الهجرة والمصريين في الخارج. وخلال تلك الفترة شغلت مناصب مدير عام الإدارة العامة لعلاقات العمل، ووكيل الوزارة لعلاقات العمل وشؤون المفاوضة الجماعية، ثم وكيل أول وزارة القوى العاملة رئيس الديوان العام (ندبا)، بجانب عملها رئيسة للإدارة المركزية لعلاقات العمل، وأخيرا رئيس قطاع شؤون الهجرة والمصريين في الخارج.
كما شاركت في العديد من اللجان بالوزارة؛ منها اللجنة الدائمة لإعداد الوظائف القيادية ولاختيار المستشارين العماليين والوظائف القيادية بالمركز القومي لدراسات الأمن الاجتماعي وإدارة الأزمات، إضافة لعضوية المجلس الاستشاري للعمل وصندوق الخدمات الاجتماعية والثقافية والصحية ولجان التوفيق في المنازعات المشكلة بقرار وزير العدل واللجنة المشكلة لتطوير نظام المعاش المبكر بالشركات القابضة إضافة للعديد من اللجان الفنية بمختلف الإدارات بالوزارة مما ساهم في تنوع خبراتها.
كما حصلت الدكتورة ناهد على نوط الامتياز من الدرجة الأولى من رئيس الجمهورية تقديرا للجهد المبذول والأداء المتميز في عيد العمال مايو 2013، ومثلت مصر في العديد من مؤتمرات العمل العربية والدولية في الخارج وشاركت في مؤتمرات محلية وحصلت على العديد من الدورات التدريبية في مختلف قضايا العمل والعمال.
ويأتي اختيار العشرى كوزيرة للقوى العاملة نظرا لخبرتها الواسعة والمتنوعة في مجالات المفاوضة الجماعية مما يساهم في تسوية العديد من المشاكل ومواجهة الإضرابات العمالية والفئوية الحالية والتي تسببت في تكبد الاقتصاد المصري ملايين الجنيهات.
وتساهم علاقات الوزيرة الجديدة بالقيادات العمالية ومسؤولي شركات قطاع الأعمال والشركات القابضة على مدار عشرات السنوات في تقريب وجهات النظر بين العمال وأصحاب الأعمال والتوصل لحلول وسط للمشاكل العديدة المعلقة والتي تسببت في الإضرابات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.