لجنة الانتخابات المصرية: عقوبات حازمة لاستغلال بعض المرشحين صلاة العيد في الدعاية

المستشار عادل الشوربجي قال لـ «الشرق الأوسط» إن أعداد المتقدمين تؤشر لمنافسة قوية

لجنة الانتخابات المصرية: عقوبات حازمة لاستغلال بعض المرشحين صلاة العيد في الدعاية
TT

لجنة الانتخابات المصرية: عقوبات حازمة لاستغلال بعض المرشحين صلاة العيد في الدعاية

لجنة الانتخابات المصرية: عقوبات حازمة لاستغلال بعض المرشحين صلاة العيد في الدعاية

لم تفلح تحذيرات السلطات المصرية في منع مرشحي الانتخابات البرلمانية المقبلة من استغلال صلاة عيد الأضحى أمس في الترويج لأنفسهم بجميع المحافظات. وقال المستشار عادل الشوربجي، عضو اللجنة العليا للانتخابات، لـ«الشرق الأوسط»، إن «اللجان الفرعية بالمحافظات رصدت العديد من المخالفات، يجري التعامل معها بحزم لاتخاذ العقوبات ضد المخالفين وفقا للائحة المقررة».
وتجرى المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب (البرلمان) بالنسبة للمصريين المقيمين في الخارج يومي 17 و18 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وفي الداخل يومي 18 و19 أكتوبر، بينما تجرى المرحلة الثانية يومي 21 و22 نوفمبر (تشرين الثاني) بالنسبة للمصريين المقيمين بالخارج، ويومي 22 و23 نوفمبر للمصريين داخل مصر.
واعتاد مرشحو الانتخابات في مصر تعليق لافتاتهم وصورهم بالشوارع الرئيسية للتعريف بهم في المناسبات الدينية للترويج لأنفسهم. ويجرم القانون بدء الدعاية قبل موعدها الرسمي، والذي حددته اللجنة في 29 سبتمبر (أيلول) الحالي.
وانتشرت في ساحات صلاة العيد أمس بجميع الميادين الرئيسية في المدن ومحافظات مصر لافتات الدعاية الانتخابية للمرشحين المحتملين، مرفقة بعبارات التهنئة بعيد الأضحى المبارك، والتعريف بأنفسهم وصورهم. كما قام البعض بتوزيع اللحوم والهدايا والألعاب على الأطفال وأعلام مصر مدونا عليها أسماؤهم، فيما تجول مرشحون محتملون بين أهالي دوائرهم الانتخابية عقب الصلاة لتقديم التهنئة بأنفسهم. وفي بعض الأحياء الشعبية، تجولت سيارات نقل تحمل مكبرات صوت وصورا للمرشحين لتهنئة المواطنين بعيد الأضحى.
وقال المستشار الشوربجي إن اللجنة العليا للانتخابات قد تشطب أي مرشح يثبت في حقه ارتكاب مخالفة للضوابط الواردة في الدستور أو القانون أو قرارات اللجنة بشأن الدعاية الانتخابية، والتي من بينها استخدام دور العبادة والشعارات الدينية أو تقديم هدايا أو تبرعات أو مساعدات نقدية أو عينية.
في المقابل، شهدت مصر عقب صلاة العيد اشتباكات محدودة بين قوات الأمن وأنصار جماعة الإخوان «المحظورة»، حيث فضت قوات الأمن بالإسكندرية ساحات صلاة تابعة لهم بثلاث مناطق في المحافظة، وألقت القبض على 27 شخصا، إثر قيامهم بإشعال شماريخ وألعاب نارية عقب صلاة عيد الأضحى. كما أزالت قوات الأمن بعض اللافتات الخاصة بالدعوة السلفية والجمعية الشرعية شرق وغرب الإسكندرية.
وسبق أن حذرت وزارة الأوقاف من استغلال ساحات صلاة العيد في الدعاية الانتخابية، وطالبت المواطنين بتقديم البلاغات من خلال استمارة نشرتها على موقعها الإلكتروني. وقالت الوزارة إنها «ستقوم بتحرير محاضر لجميع المخالفين ودون أي استثناءات، وستقوم بإبلاغ اللجنة العليا للانتخابات بجميع المخالفات».
ويتألف مجلس النواب المقبل من 568 عضوًا، ينتخبون بالاقتراع العام السري المباشر، بينهم 448 يتم انتخابهم وفقا للنظام الفردي، و120 يفوزون من خلال قوائم تحتوي على عناصر من الشباب والمسيحيين والنساء.
وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات - في القائمة الأولية للمرشحين - قبول ترشح 5420 على النظام الفردي، وتسع قوائم حزبية على مستوى الجمهورية. فيما ينتظر الإعلان عن القوائم النهائية للمرشحين، عقب انتهاء الفترة المحددة للطعون القضائية يوم الاثنين المقبل.
وقال الشوربجي إن أعداد المتقدمين الكبيرة تؤشر على وجود منافسة قوية بين الأحزاب والقوى السياسية المشاركة، وتنبئ بانتخابات قوية، مؤكدا استعداد اللجنة لتقديم كل التيسيرات للمواطنين والمرشحين من أجل انتخابات نزيهة وشفافة تليق بسمعة مصر وتجربتها الديمقراطية.
وتعد انتخابات مجلس النواب هي الخطوة الثالثة والأخيرة في خارطة المستقبل، التي أعلن عنها الجيش بمشاركة قادة سياسيين عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013، إثر احتجاجات شعبية حاشدة ضده.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.