موسكو نشرت 28 طائرة مقاتلة في سوريا والبيت الأبيض ينتقد تحركاتها في الأجواء السورية

البنتاغون {يراقب الوضع عن كثب} لكنه لم يقدم تفاصيل حول كيفية استجابة الجيش الأميركي

موسكو نشرت 28 طائرة مقاتلة في سوريا والبيت الأبيض ينتقد تحركاتها في الأجواء السورية
TT

موسكو نشرت 28 طائرة مقاتلة في سوريا والبيت الأبيض ينتقد تحركاتها في الأجواء السورية

موسكو نشرت 28 طائرة مقاتلة في سوريا والبيت الأبيض ينتقد تحركاتها في الأجواء السورية

أعرب المتحدث باسم البيت الأبيض عن القلق من التحركات العسكرية الروسية الأخيرة في سوريا وإرسال موسكو لطائرات استطلاع من دون طيار والمزيد من المقاتلات إلى قاعدة جوية بمدينة اللاذقية.
وقال جوش إرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض، خلال المؤتمر الصحافي ظهر أمس «إن الولايات المتحدة مستمرة في إظهار القلق حول التعزيزات العسكرية التي تقوم بها روسيا، وأعربت عن هذا القلق في المحادثات الخاصة بين وزير الخارجية الأميركية جون كيري ونظيره الروسي، وأيضا خلال محادثات وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر ونظيره الروسي. ونحن في مشاورات مع المسؤولين الروس حول نواياهم، ورسالتنا إلى الروس أننا نرحب بدور روسي بناء للمشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش».
وقارن جوش إرنست بين موقف روسيا من أوكرانيا وتدخلها العسكري فيها وبين الموقف في سوريا، وقال «روسيا تحركت عسكريا في أوكرانيا انطلاقا من إحساسها بالضعف وفقدان نفوذها هناك، ونفس الموقف تواجهه في سوريا، وما وضح خلال الأيام الماضية أن الأسد فقد الكثير من قدرته على قيادة سوريا وفقد شرعيته، وروسيا قلقة من فقدان نفوذها في سوريا».
وشدد المتحدث باسم البيت الأبيض على أن روسيا تقوم بتعزيزات عسكرية في سوريا لإظهار هذا النفوذ، وكرر ترحيب الولايات المتحدة بمشاركة روسيا في التحالف الدولي لمكافحة «داعش».
وأشار جيف ديفيس، المتحدث باسم البنتاغون، إلى أن وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر يراقب الوضع عن كثب، لكنه لم يقدم تفاصيل حول كيفية استجابة الجيش الأميركي لتلك التحركات الروسية في سوريا.
وأشار مسؤولو وزارة الدفاع إلى أن روسيا لديها اثنتا عشرة طائرة مقاتلة من طراز «سوخوي SU-25s» والتي يمكن استخدامها لتوفير الدعم الجوي للقوات السورية على الأرض، ولديها اثنتا عشرة طائرة مقاتلة من طراز «سوخوي SU-24s»، وأربع طائرات من طراز «سوخوي su-30S» وهي تضاهي المقاتلات الأميركية «F-15S».
وأكد مسؤولون أميركيون لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس، أن روسيا نشرت 28 مقاتلة في سوريا. وقال أحد هؤلاء المسؤولين رافضا كشف هويته «هناك 28 طائرة مطاردة وهجوم على الأرض» تم نشرها على مدرج للطائرات في محافظة اللاذقية بغرب سوريا التي تشكل معقلا للرئيس بشار الأسد. وأكد مسؤول أميركي آخر عدد هذه الطائرات، لافتا أيضا إلى وجود «عشرين» مروحية روسية للقتال والنقل.
وأوضح المسؤولون الأميركيون أن زيادة روسيا للتعزيزات الجوية العسكرية في سوريا تؤكد الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاقيات لمنع الصراعات المحتملة في سماء سوريا بين القوات الروسية وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
ويحاول المسؤولون الأميركيون التوصل إلى اتفاق مع الجانب الروسي يضمن أن تطير الطائرات الروسية على أجزاء مختلفة من سوريا، بعيدا عن مجال طيران طائرات قوات التحالف التي تشن ضربات ضد «داعش»، لكن حتى الآن لا توجد علامات تشير إلى أن البلدين قد توصلا إلى أي تفاهم حول العمليات العسكرية في سوريا.
وخلال الأيام الماضية أشار مسؤولون أميركيون إلى أن عدد الطائرات المقاتلة الروسية في القاعدة السورية جنوب اللاذقية ارتفع من أربع مقاتلات إلى 28 مقاتلة عسكرية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.