«داعش» ينسحب من الرمادي.. ودوريات أمنية أميركية تمشط محافظات الأنبار

اتفاق يتضمن مشاركة طائرات الأباتشي والمدفعية في الحرب ضد المتطرفين

«داعش» ينسحب من الرمادي.. ودوريات أمنية أميركية تمشط محافظات الأنبار
TT

«داعش» ينسحب من الرمادي.. ودوريات أمنية أميركية تمشط محافظات الأنبار

«داعش» ينسحب من الرمادي.. ودوريات أمنية أميركية تمشط محافظات الأنبار

كشفت مصادر عسكرية أمس الاثنين أن «داعش» أصدر أمرا بسحب قياداته البارزة من مدينة الرمادي العراقية إلى الأراضي السورية، وذلك بعد الاستعداد لعملية عسكرية في محافظة الأنبار التي أعلن عنها القوات المحالفة لمحاربة «داعش».
وقال المقدم ستار محمد الدليمي، من قيادة شرطة محافظة الأنبار لوكالة الأنباء الألمانية، إن «معلومات استخباراتية دقيقة وصلت إليهم بأن قائد (داعش) الذي يدعى أبو بكر البغدادي أصدر أمرا إلى قياداته بالانسحاب من مناطق الرمادي إلى داخل الأراضي السورية»، مضيفا أن سبب الانسحاب يأتي على خلفية زيادة الطلعات الجوية التي تنفذها الطائرات العسكرية الأميركية والعراقية على معاقل التنظيم التي قتلت كثيرا من عناصر «داعش»، فضلا عن وجود عملية عسكرية كبرى ستنفذ في الأيام المقبلة لتحرير المحافظة من التنظيم بدعم أميركي. وأضاف الدليمي أن قيادات «داعش» الموجودة في الرمادي تعد العقل المخطط للتنظيم، الذي غالبا ما يعتمد عليهم في التخطيط لتنفيذ ما يسمى بالغزوات ضد القوات الأمنية العراقية، فضلا عن قيامهم بصنع الأسلحة المختلفة لاستخدامها في عملياتهم، خاصة وأن القياديين الموجودين في المدينة أغلبهم من جنسيات روسية وألمانية وأميركية، فضلا عن جنسيات عربية.
إلى ذلك، بدأت دوريات برية عسكرية أميركية بدوريات استطلاعية بدأت تتحرك في مناطق متفرقة تخضع لسيطرة «داعش» بمدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، وقال أحد الضباط العسكريين لوكالة الأنباء الألمانية إن «دوريات برية أميركية تقوم بجولات استطلاعية يومية حول محيط الرمادي القريبة من خط التماس مع (داعش) وتقوم بأخذ معلومات وإحداثيات على شكل خرائط، وإن الدوريات تشمل دبابات عسكرية ومدرعات ترافقها طائرات الأباتشي».
وأضاف أن الجيش الأميركي الموجود في قاعدتي الحبانية وعين الأسد قام بتجميد عمليات تحرير الأنبار التي انطلقت منذ أشهر قريبة بمشاركة الجيش العراقي والحشد الشعبي، وقام بمسك الملف الأمني وحصره بيد قادة التحالف الدولي في إشارة إلى تدخل عسكري أميركي خلال الأيام المقبلة.
وأوضح أن الأميركيين قاموا بنصب منطاد جوي في قاعدة الحبانية العسكرية لمضاعفة الضربات الجوية على معاقل «داعش» بالمحافظة. وأضاف أن المستشارين الأميركيين قاموا بتجهيز أكثر من ألف مقاتل من الحشد العشائري من أبناء الأنبار بالأسلحة والتجهيزات المختلفة، وإبلاغهم بضرورة استعدادهم في الأيام القريبة للمعركة الكبرى لتحرير المحافظة من «داعش».
وفي غضون ذلك، أكد المتحدث باسم محافظ الأنبار حكمت الدليمي في تصريح صحافي أمس وجود «اتفاق يتضمن مشاركة طائرات الأباتشي والمدفعية الأميركية في معارك تحرير الأنبار».
وأضاف أن هناك اتفاقا أبرمه محافظ الأنبار خلال زيارته إلى واشنطن بالتنسيق مع الحكومة العراقية لإشراك طيران الأباتشي ونيران المدفعية الأميركية بالمعارك ضد تنظيم داعش بالأنبار لحسم المعركة ضد «داعش» والإسراع لتحرير الأنبار.



«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».