عيد الأضحى في سوريا.. بلا لون في عامه الخامس

سعر الأضحية ارتفع عن العام الماضي نحو 70 %

حلواني في سوق دمشقية شعبية يعرض حلوياته قبل أيام قليلة من عيد الأضحى المبارك  -  ارتفاع أسعار الملابس في دمشق حرم الكثير من السوريين من شراء ألبسة جديدة للاحتفاء بقدوم عيد الأضحى
حلواني في سوق دمشقية شعبية يعرض حلوياته قبل أيام قليلة من عيد الأضحى المبارك - ارتفاع أسعار الملابس في دمشق حرم الكثير من السوريين من شراء ألبسة جديدة للاحتفاء بقدوم عيد الأضحى
TT

عيد الأضحى في سوريا.. بلا لون في عامه الخامس

حلواني في سوق دمشقية شعبية يعرض حلوياته قبل أيام قليلة من عيد الأضحى المبارك  -  ارتفاع أسعار الملابس في دمشق حرم الكثير من السوريين من شراء ألبسة جديدة للاحتفاء بقدوم عيد الأضحى
حلواني في سوق دمشقية شعبية يعرض حلوياته قبل أيام قليلة من عيد الأضحى المبارك - ارتفاع أسعار الملابس في دمشق حرم الكثير من السوريين من شراء ألبسة جديدة للاحتفاء بقدوم عيد الأضحى

رغم أن الكثير في أسواق دمشق تغلق يوم الجمعة في عطلتها الأسبوعية في حين أسواق أخرى تغلق يوم الأحد كعطلة أسبوعية فإنه وفي يومي الجمعة والأحد قبل قدوم يوم عيد الأضحى المبارك تفتح جميع هذه الأسواق لاستقبال الزبائن الذين يستعدون لشراء حاجيات العيد. ولكن أي عيد في سوريا؟!.. أحمد. ع وهو صاحب محل لبيع الألبسة الرجالية في سوق الصالحية الدمشقية يقول «لسان معظم الناس هنا يقول (عيد بأي حال عدت يا عيد؟!..) فكما ترى أجلس أمام دكاني أنتظر قدوم زبون ومع أن اليوم جمعة وعطلتي الأسبوعية ولكن قلت لعلّ وعسى نسترزق اليوم ببيع ولو فيه ربح قليل».
الأسواق مفتوحة ولكن المشترين قلائل رغم أننا أعلنا عن تخفيضات جيدة بمناسبة نهاية موسم الصيف والعيد ولكن القوة الشرائية للسوري ضعيفة جدًا، والليرة فقدت خلال الشهرين الأخيرين أمام العملات الأجنبية نسبة لا بأس بها، حيث وصل سعر الدولار الأميركي لنحو 337 ليرة بينما كان قبل شهرين نحو 270 ليرة، وهذا انعكس على المواد الاستهلاكية حيث ارتفعت أسعارها من جديد وهي بالأساس أسعارها مرتفعة.
في أسواق دمشق ترى الناس تتجول ولكن لا تشتري، تقول عبير حلبي، وهي موظفة لدى شركة تصنيع مواد غذائية تابعة للقطاع الخاص: لقد جاء عيد الأضحى المبارك هذا العام في وقت صعب جدًا على الأسرة، فشهر سبتمبر (أيلول) كما هو معروف شهر افتتاح المدارس وشهر تحضير مونة الشتاء وهذا يتطلب مصروفات ونفقات كثيرة فأنا لدي ثلاثة أولاد في المدارس احتاجوا معظم راتبي وجزءا من راتب زوجي حتى أمّنا لهم مستلزمات المدرسة من لباس وحقائب وقرطاسية وكتب وما تبقى من راتبنا تركناه لشراء القليل من حاجيات العيد ولكنني فوجئت بالأسعار المرتفعة جدًا، حتى البن ارتفع خلال أسبوع من 1500 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد إلى 2200 ليرة كذلك حال الحلويات والشوكولا وفي حال اشتريت هذه المستلزمات لن يبقى معنا شيء لمونة (المكدوس) وغيرها ولذلك سنعيش الشتاء القادم بلا مونة ماذا نفعل؟!
وبالفعل، وكما تشرح عبير فالسوري حاليًا الذي يعمل ولديه دخل ثابت يعاني من نفقات مجهدة فرضتها الحرب والأزمة التي دخلت عامها الخامس دون بريق أمل. فالأسعار ترتفع بشكل جنوني والدخل (القليل) يتناقص كلما انخفضت قيمة الليرة وهناك عشرات الآلاف من الناس عاطلون عن العمل اضطر الكثير منهم لركوب البحر ومغامرة الهجرة نحو أوروبا لعلّه يجد استقرارًا هناك. فيما الأسرة السورية وفي ظل هذا الوضع الصعب تتنازل عن شراء الكثير من مستلزمات العيد وخاصة (الأضحية) فسعر اللحوم الحمراء هي الأخرى ارتفعت بشكل كبير عن العام السابق وحسب أحد بائعي الأضاحي في منطقة العمارة فإن الضحية الواحدة ثمنها يتجاوز الثمانين ألف ليرة بينما كان ثمنها في عيد الأضحى السابق في العام الماضي نحو خمسين ألف ليرة والسبب ارتفاع أسعار لحم الغنم الحي الواقف حيث يباع حاليًا بـ(1150) ليرة، بينما كان يباع في العام الماضي بفترة عيد الأضحى بنحو (650) ليرة والسبب تصدير الأغنام إلى البلدان المجاورة وتهريبها إلى لبنان وارتفاع تكاليف نقل الأغنام من مناطق تربيتها إلى دمشق وكذلك ارتفاع أسعار الأعلاف بشكل كبير، وهذا رفع سعر الكيلوغرام من لحم الخروف إلى نحو 4000 ليرة.
الحال نفسه للحم العجل فهو الآخر قد ارتفع في الشهرين الأخيرين ليصل إلى أكثر من 2200 ليرة ولحقته اللحوم البيضاء وبشكل مفاجئ في الأسبوع الأخير قبل عيد الأضحى ارتفع سعر كيلو الدجاج النيئ بنحو 30 في المائة عما كان عليه قبل أسبوع ونفس الشيء للأسماك حيث وصل سعر الكيلوغرام منها لنحو الألف ليرة بينما كان سعرها قبل أيام نحو 700 ليرة سورية.
(منال ك) امرأة سورية كانت تجادل بائع بسطة في سوق شعبية بمنطقة باب الجابية الدمشقية حول سعر بنطال لابنها ذي الخمس سنوات. تقول منال: (طنشنا) على تقنين الكهرباء القاسي وعلى توفر المياه في منازلنا لساعات قليلة وعلى عدم شراء اللحوم منذ زمن بعيد ولكن قلنا العيد قادم فعلى الأقل أن أشتري لباسًا جديدًا لابني وسمعت أن هناك بسطات ودكاكين تبيع الألبسة بسعر رخيص نسبيًا في سوق باب الجابية والذي تعودنا على تسميتها (سوق الفقراء أو الدراويش) ولكنني فوجئت بالأسعار المرتفعة هنا حتى على البسطات فلم تعد سوق فقراء ولا سوق الدراويش، فهذا البائع يطلب مني ثمن بنطال صغير 1500 ليرة يعني دخل زوجي لثلاثة أيام وعندما جادلته بالسعر وأنه كان سعره أقل مما كنت تطلبه قبل أسابيع قليلة جاوبني وبكل برودة أعصاب (الدولار ارتفع فسعر البنطال ارتفع أيضًا؟!).
وبرغم الوضع الصعب فإن الكثير من مطاعم وفنادق وملاهي دمشق والمدن الأخرى أعلنت عن حفلات لمطربين محليين بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وبأسعار مرتفعة.
ولكن من يحضر هذه الحفلات؟!..يعلّق (عادل. ح) وهو يقرأ إعلان علّق في ساحة دمشقية عن حفل بفندق خمس نجوم: أكيد لسنا نحن من يحضر نحن المعترين أصحاب الدخل المحدود ولكن هناك من يحضر بالفعل وهم ما تبقى من أثرياء البلد وأولئك الأثرياء الجدد من تجار الأزمة والحرب وأولئك المستفيدون منها!



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.