«النصرة» تعدم 56 من قوات النظام السوري في مطار «أبو الضهور»

عشرات القتلى والجرحى بقصف الطيران الحربي على حلب وحماة وإدلب

بعض السكان يساعدون جارهم الذي أصيب بسبب غارة شنتها طائرا النظام السوري على مدينة دما أمس (رويترز)
بعض السكان يساعدون جارهم الذي أصيب بسبب غارة شنتها طائرا النظام السوري على مدينة دما أمس (رويترز)
TT

«النصرة» تعدم 56 من قوات النظام السوري في مطار «أبو الضهور»

بعض السكان يساعدون جارهم الذي أصيب بسبب غارة شنتها طائرا النظام السوري على مدينة دما أمس (رويترز)
بعض السكان يساعدون جارهم الذي أصيب بسبب غارة شنتها طائرا النظام السوري على مدينة دما أمس (رويترز)

أعدمت «جبهة النصرة» رميًا بالرصاص العشرات من أسرى قوات النظام السوري في مطار أبو الضهور العسكري في ريف إدلب بشمال غربي سوريا، الذي سيطرت عليه في التاسع من الشهر الحالي، في وقت ارتفع عدد القتلى المدنيين في مدينة حلب جراء قصف طيران النظام مناطق المعارضة إلى مائة.
«النصرة» نشرت على حسابات خاصة بها على موقع «تويتر» صورًا ادعت أنها «لعشرات العناصر من قوات الأسد، بينهم الضباط الذين شبق أسرهم خلال تحرير مطار أبو الضهور العسكري، وقد أقدمت على إعدامهم رميًا بالرصاص على مدرج الطائرات».
وبدروه أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «جبهة النصرة والحزب الإسلامي التركستاني وفصائل أخرى، أعدموا 56 ضابطًا وجنديًا من قوات النظام، ممن تم أسرهم خلال معارك السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري، ليرتفع إلى 71 عدد العناصر الذين أعدموا منذ السيطرة على المطار». وأكد المرصد أن «أي عنصر نظامي لم يتمكن حتى الآن من الفرار إلى أي منطقة آمنة، بعكس ما نشرته وسائل إعلام النظام، ليكون بذلك كل عناصر المطار بين قتيل ومفقود وأسير». وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد: «تأكدنا من ذلك، مساء أول من أمس (الجمعة) عن طريق أناس شهدوا الواقعة وعبر بعض الصور التي وصلتنا بأن الإعدام قد نفّذ».
كان مطار أبو الضهور، الذي يعد آخر موقع احتفظت قوات النظام في محافظة إدلب، قد سقط بأيدي فصائل المعارضة و«جبهة النصرة» في التاسع من سبتمبر (أيلول) الحالي، بعد أكثر من سنتين على محاصرته، ولقد بقي معطلاً منذ حصاره ولم تعد قوات النظام المنشورة فيه أو طائراته قادرة على تنفيذ عمليات عسكرية انطلاقًا منه.
إلى ذلك، قتل أمس خمسة مدنيين وأصيب آخرون، جراء قصف طيران النظام مخبزًا وسط مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة. ونقل «مكتب أخبار سوريا» المعارض عن الناشط الإعلامي سامر الحسين، أن «الطيران الحربي استهدف بالصواريخ الفراغية أحد المخابز الخاصة وسط مدينة إدلب، مما تسبب بمقتل خمسة مدنيين وإصابة 13 آخرين بجروح مختلفة بينها حالات خطرة، نقلوا على إثرها إلى المشافي الميدانية والخاصة لتلقي العلاج».
وفي مدينة حلب، أدى قصف الطيران الحربي التابع للنظام على حي الأنصاري الخاضع لسيطرة المعارضة، إلى قتل أربعة مدنيين وإصابة ثلاثة آخرين وتدمير عدد من المنازل. كذلك أفاد ناشطون، بأن الطيران الحربي «استهدف بالصواريخ الفراغية بلدتي السحارة والراشدين، الخاضعتين لسيطرة المعارضة، في ريف حلب الغربي، مما أدى إلى تدمير عشرات المنازل، من دون أن يسجّل سقوط ضحايا من المدنيين»، مشيرين إلى أن «نحو مائة مدني قتلوا، خلال الأيام الثلاثة الماضية في مناطق سيطرة المعارضة في حلب، جراء القصف الجوي على استهداف الأحياء السكنية».
أما في ريف حماة الغربي، فقد استهدفت فصائل المعارضة ظهر أمس، تجمعات القوات النظامية في مدينة السقيلبية بخمسة صواريخ من طراز «غراد»، مما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفها، بينما سمعت أصوات صفّارات الإنذار تدوي في المدينة وسيارات الإسعاف تتحرك باتجاه أماكن الاستهداف. وذكرت مصادر ميدانية، أن «هذا الاستهداف، جاء على قطع القوات النظامية الطريق الواصلة بين مدينة السقيلبية وبلدة قلعة المضيق الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حماة الغربي لليوم الرابع على التوالي، وهي تعتبر المعبر الرئيسي بين مناطق سيطرة المعارضة ومناطق سيطرة القوات النظامية في ريف حماة بشكل عام».
ولم تسلم بلدة المنصورة الواقعة في منطقة سهل الغاب أيضًا في الريف الغربي لمحافظة حماة والخاضعة لسيطرة المعارضة من قصف الطيران الحربي، الذي استهدفها بثماني غارات بالصواريخ الموجهة، أسفرت عن تهدم أربعة منازل سكنية، من دون سقوط ضحايا مدنيين نظرًا لخلوها من الأهالي، في حين ألقت المروحيات النظامية ثلاثة ألغام بحرية على بلدة اللطامنة في ريف حماه الشمالي، مما تسبب بأضرار مادية دون سقوط ضحايا أيضًا.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».