دعا نواب أميركيون الولايات المتحدة إلى القيام برد فعل أقوى إزاء قيام الصين بإنشاءات على جزر وشعاب مرجانية في بحر الصين الجنوبي، وذلك قبل أسبوع من زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى البيت الأبيض.
وقال السيناتور جون ماكين، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، خلال جلسة استماع حضرها مسؤولون كبار بالبحرية الأميركية مساء أول من أمس إن بحر الصين الجنوبي ليس أرضًا صينية، ويتعين أن تتوافر «حرية الملاحة» في هذه المنطقة، حسبما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست».
وأضافت الصحيفة أن ماكين يؤيد إطلاق عملية تسمى «حرية الملاحة»، تهدف إلى إرسال سفن للإبحار في حدود 12 ميلا من هذه الجزر، وذلك لتأكيد الموقف الأميركي بأن هذه المنطقة تمثل مياهًا دولية.
ونقلت الصحيفة عن ماكين قوله إن «أفضل إشارة على احترام الحريات في البحار هو عدم الاعتراف بالحدود البحرية التي تبلغ 12 ميلا كأمر واقع، وأفضل طريقة للتأكد من عدم الاعتراف بهذه الحدود هو أن تبحر بسفنك في المياه الدولية، وهذه المنطقة تمثل مياهًا دولية بشكل واضح، فهذه جزر صناعية، وعليك أن تمر بجانبها مباشرة».
وعادة ما ينظر إلى المياه التي تمتد لمسافة 12 ميلا قبالة سواحل كل دولة باعتبارها جزءا من مياهها الإقليمية.
وفي أول رد فعل من سلطات الصين على هذه التصريحات، قالت وزارة الخارجية الصينية أمس إن بكين تشعر «بقلق بالغ إزاء تصريحات قائد عسكري أميركي، قال فيها إنه يجب على الولايات المتحدة تسيير دوريات قرب جزر صغيرة في بحر الصين الجنوبي».
في إشارة إلى تصريحات هاري هاريس، قائد القوات الأميركية في المحيط الهادي، الذي قال إن على واشنطن أن تتصدى لمزاعم السيادة الصينية في البحر من خلال دوريات قرب الجزر الصناعية التي شيدتها الصين هناك، حيث تتنازع بكين الهيمنة على بحر الصين الجنوبي مع دول في جنوب شرقي آسيا.
وقال هونغ لي، المتحدث باسم الخارجية الصينية، في إفادة دورية، إن الصين تطالب الولايات المتحدة باحترام سيادتها، وبالامتناع عن أي إجراءات استفزازية.
وكانت الإجراءات التي اتخذتها الصين لتعزيز مطالبها بالسيادة في بحر الصين الجنوبي قد شملت ردم أراض، وإنشاء موانئ ومنشآت جوية في الكثير من الشعاب المرجانية في جزر سبراتلي. وقد أثارت هذه الإجراءات قلق جيران الصين، وخصوصا الفلبين حليفة واشنطن، كما أثارت مخاوف في الولايات المتحدة.
لكن الصين تقول إن سيادتها على جزر سبراتلي لا تقبل الجدل، مؤكدة أنه ليس لديها نيات عدوانية.
وقال قائد القوات الأميركية في المحيط الهادي في جلسة بمجلس الشيوخ إن قيام الصين ببناء ثلاثة مطارات على جزر صغيرة وزيادة وجودها العسكري يسبب «قلقا كبيرا على الصعيد العسكري»، ويفرض مخاطر على كل الدول في المنطقة، مضيفا أنه يجب على الولايات المتحدة أن تمارس حرية الملاحة والطيران «في بحر الصين الجنوبي أمام تلك الجزر التي هي ليست جزرا». فيما قال هونغ لي إن الصين تعارض «أي بلد يتحدى سيادتها وأمنها باسم حماية حرية الملاحة.. ونحن نطالب بأن يتحدث البلد المعني، وأن يتصرف بحرص ويحترم بجدية سيادة الصين ومصالحها الأمنية، وألا يتخذ أي إجراءات مستفزة».
أميركا تعترض على إنشاءات داخل بحر الصين الجنوبي
بكين طالبت واشنطن باحترام سيادتها والامتناع عن أي إجراءات استفزازية
أميركا تعترض على إنشاءات داخل بحر الصين الجنوبي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة