إيلي صعب لف قلب بيروت بأوشحته الحريرية فتنفست الصعداء

أطلق مجموعته في متجره ضمن معرض «بيروت آرت ويك»

العالمي إيلي صعب مع وزير الثقافة روني عريجي خلال إطلاقه مجموعته -  الأوشحة الحريرية التي حملت توقيعه في متجره وسط بيروت على مجموعة من العارضات
العالمي إيلي صعب مع وزير الثقافة روني عريجي خلال إطلاقه مجموعته - الأوشحة الحريرية التي حملت توقيعه في متجره وسط بيروت على مجموعة من العارضات
TT

إيلي صعب لف قلب بيروت بأوشحته الحريرية فتنفست الصعداء

العالمي إيلي صعب مع وزير الثقافة روني عريجي خلال إطلاقه مجموعته -  الأوشحة الحريرية التي حملت توقيعه في متجره وسط بيروت على مجموعة من العارضات
العالمي إيلي صعب مع وزير الثقافة روني عريجي خلال إطلاقه مجموعته - الأوشحة الحريرية التي حملت توقيعه في متجره وسط بيروت على مجموعة من العارضات

هي رحلة تأمل بامتياز أخذنا فيها المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب، من خلال إطلاقه مجموعته للأوشحة لخريف وشتاء 2015 و2016، على هامش معرض «بيروت آرت ويك» في نسخته الثالثة.
ففي أجواء تعبق بالفن الحديث الملون بأنامل إيلي صعب التي تلامس الأنثى الأنيقة بكل معالمها، أمضى المدعوون إلى هذه المناسبة التي أقيمت في متجره الخاص الواقع في وسط بيروت، لحظات ثمينة وحالمة وهم يكتشفون أحدث تصاميمه في عالم الألبسة أو الإكسسوار. ولعل تحفة «meditation 16» للفنان الكوري Seo Young - Deok، التي توسطت صالة العرض، كانت بمثابة العنوان العريض لهذه المناسبة، ألا وهو التأمل في الصمت الراقي للوحات أزياء إيلي صعب، التي تمايلت بها العارضات أمام المدعوين نحو ساعة كاملة.
«أنا عاشق للمرأة ولبنان يأتي ضمن أولوياتي» قال إيلي صعب في دردشة سريعة مع «الشرق الأوسط»، وتابع: «إنني أشارك في معرض (بيروت آرت ويك) للسنة الثالثة على التوالي، وأنا حريص على أن يبقى بلدي لبنان منارة الشرق، فلا شيء بنظري يضاهي حبي له».
حضور إيلي صعب شخصيا لهذه المناسبة كان بمثابة الهدية المفاجئة التي تلقاها المدعوون في المعرض. وبدا سعيدا متحمسا وهو يتنقل بينهم ويلتقط الصور التذكارية معهم، ويرد على أسئلة الصحافيين القصيرة مع ابتسامة عريضة.
من المرأة التي يتوجه إليها اليوم مع مجموعته لخريف وشتاء 2015 و2016؟ يرد: «لطالما توجهت في تصاميمي إلى المرأة الراقية، فهذه هي الصورة التي تسكن أفكاري وأنا أقوم بعملي، فلذلك ليس هناك من عنوان آخر لعروض الأزياء التي أقدمها».
وعلى الرغم من أن المناسبة كانت تدور في فلك التصاميم الجديدة للأوشحة الحريرية التي تحمل توقيعه، فإن إيلي صعب لم يحرم المدعوين من فرصة التعرف على تصاميمه لأزياء موسم الشتاء المقبل من فئة الـ«prêt a porter»، التي طغى عليها الأسود المطعم بقماش الـ«gros grain» أو الـ«imprime» (القماش المطبع) الملون بدفء، الذي ولد على فساتين إيلي صعب لوحات سريالية تدفعك إلى تفكيك رموزها دون جدوى.
عمل المصمم اللبناني على تفاصيل دقيقة في مجموعة الأزياء التي قدمها، فحمل بعضها القماش المخرم والشفاف في أسفل الزي، والقصات النافرة على الخصر التي تظهره بوضوح من خلال حزام، يتداخل مع التصميم، مصنوع من قماش الـ«gros grain» الذي يلفه، فيما ساد بعضها الآخر أكثر من لمسة فنية، قسمت الزي الذي بدا بمثابة مقطوعة موسيقية تحوي النوتات الحديثة والكلاسيكية معا، فتحتار أين يقع ناظرك عليها؟ وماذا تتأمل فيها؟ وقد تراوحت بين الدانتيل والمطبع ولونت بالحزام المعدني، وقد تناثرت عليها رسوم استوحيت من الورود الضخمة وأوراقها الصغيرة والكبيرة معا.
لم يغب البنطلون أيضا عن مجموعة إيلي صعب للخريف والشتاء المقبلين، فقدمه بقصات مستقيمة وأخرى ضيقة لتناسب المرأة العملية والأنيقة معا، فيما ترك لخياله العنان من خلال تنانير تحمل تدرجات في طولها، فتأتيك قصيرة من الأمام لتحمل من الخلف وعلى الجانبين تدرجات بطول مغاير.
أما الأوشحة الحريرية التي كانت عنوان هذا العرض، الذي أتيح فيه للمدعوين فرصة تطريز الأحرف الأولى من أسمائهم عليها، وذلك من خلال تطريزها مباشرة في المتجر، فقد تألفت من مجموعة من الألوان تمازجت معا تارة وسادها واحد منها تارة أخرى. كما اختلفت أحجامها وبرزت فيها ألوان كثيرة تراوحت بين المزركش بالزهري والبني والأسود والأبيض، وبرسوم وأشكال تألفت من الورود والتمويجات والتقليمات والفرو الذي يلف بعضها.
ورغم أن التحفة الفنية «meditation16» التي توسطت ساحة العرض، تمثل الإنسان الذي أقفل فمه بإحكام وأغلق عينيه بهدوء، للإشارة إلى مدى تعبه من قسوة القلب التي تسود العالم، فإن تصاميم إيلي صعب أدخلتنا في عالم يزخر بالضوء والأمل والطاقة مما ولد لوحة فنية حديثة ترتكز على التناقض الإيجابي.
مشاريع عدة يحضر لها المصمم اللبناني العالمي للمرأة في المستقبل القريب، كما ذكر، فإضافة إلى مجموعة النظارات الشمسية الموقعة من دار إيلي صعب، التي سترى النور في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2017 بالتعاون مع شركة «سافيليو» الإيطالية، فهو يحضر لأخرى لن يفصح عن طبيعتها إلا في وقتها المحدد، ولكنها ستكون بمثابة مفاجآت جميلة للمرأة بشكل عام.
«ابتسم.. إيلي صعب في لبنان» قد يكون العنوان الأفضل لحدث فني شهدته سماء بيروت الملبدة بغيوم مشكلات اجتماعية وسياسية وبيئية، فقد أعاد إليها نجوميتها المعروفة في الوطن العربي، بعد أن تشبث بها بوصفها مدينته المفضلة. ولعل حضوره الشخصي لهذه المناسبة في مدينته الأم، ومشاركته في إقامة أحد أهم عروض «بيروت آرت ويك» في قلبها، كان بمثابة الهدية الحقيقية للبنان وأهله؛ إذ تركت لديهما شعورا بالأمان المفقود وأن لبنان ما زال بألف خير رغم كل شيء.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.