14 قتيلًا حصيلة تفجيرين استهدفا بغداد

تنظيم «داعش» يتبنى الهجومين الانتحاريين

14 قتيلًا حصيلة تفجيرين استهدفا بغداد
TT

14 قتيلًا حصيلة تفجيرين استهدفا بغداد

14 قتيلًا حصيلة تفجيرين استهدفا بغداد

أفادت مصادر أمنية وطبية عراقية بمقتل 14 شخصا على الاقل واصابة 55 في تفجيرين استهدفا وسط بغداد صباح اليوم (الخميس)، تبناهما تنظيم "داعش" المتطرف، الذي قال إنّ منفذهيما انتحاريان يرتديان حزاما ناسفا.
وأفاد ضابط في الشرطة برتبة عقيد بأن تفجيرا وقع عند مدخل شارع يؤدي إلى سوق شعبية قرب ساحة الطيران وسط بغداد، ما أدى إلى مقتل ثمانية اشخاص على الاقل واصابة 33 بجروح.
وأوضح المصدر أنّ غالبية ضحايا هذا التفجير كانوا من المدنيين. ورأى مصور لوكالة الصحافة الفرنسية سترة مضادة للرصاص مضرجة بالدماء، قال شهود إنّها تعود لشرطي قضى في الهجوم.
كما أدّى تفجير ثان في ساحة الوثبة بوسط العاصمة العراقية، إلى مقتل ستة اشخاص على الاقل واصابة 22، حسب المصدر نفسه.
ووقع التفجير على مقربة من دائرة حكومية كان يتجمع قربها العديد من المتقاعدين في انتظار تحصيل مخصصاتهم.
واكدت مصادر طبية في مستشفيات بغداد حصيلة الضحايا.
وفي حين تباينت المصادر وآراء شهود العيان في طبيعة التفجيرين، تبنى تنظيم "داعش" الذي يسيطر على مساحات واسعة من العراق منذ يونيو (حزيران) 2014، الهجومين، قائلا إنّهما نتجا عن تفجيرين انتحاريين.
وجاء في البيان الذي تداولته حسابات الكترونية متطرفة ان المدعو الانغماسي أبو الليث وأبو عبيدة هما من نفذا الهجوم الانتحاري.
ويتبنى التنظيم معظم التفجيرات التي تستهدف بغداد بشكل دوري. وغالبا ما يقول إنّها تستهدف الحشد الشعبي المؤلف بمعظمه من فصائل شيعية مسلحة تقاتل إلى جانب القوات الامنية لاستعادة مناطق سيطر عليها المتطرفون.
وهجوما اليوم هما الابرز منذ مقتل 11 شخصًا على الاقل في تفجير سيارة في منطقة مدينة الصدر في شمال بغداد.
وتمكنت القوات العراقية مدعومة بضربات جوية يشنها ائتلاف دولي تقوده واشنطن، من استعادة بعض المناطق التي سقطت بيد المتطرفين خلال الاشهر الماضية، لا سيما في محيط بغداد وإلى الشمال منها.
إلّا أنّ التنظيم لا يزال يسيطر على مناطق ومدن رئيسة في العراق، ابرزها الموصل (شمال) والرمادي (غرب).



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.