مسؤول إماراتي: الحل السياسي في سوريا السبيل الوحيد للتصدي لأزمة اللاجئين

قرقاش قال إن حجم المساعدات المتراكمة من بلاده بلغ 1.1 مليار دولار منذ بداية الصراع

لاجئون معظمهم سوريون يتظاهرون بالقرب من مدينة إدرنه التركية لمطالبة السلطات بالسماح لهم بعبور الحدود إلى اليونان أمس (أ.ب)
لاجئون معظمهم سوريون يتظاهرون بالقرب من مدينة إدرنه التركية لمطالبة السلطات بالسماح لهم بعبور الحدود إلى اليونان أمس (أ.ب)
TT

مسؤول إماراتي: الحل السياسي في سوريا السبيل الوحيد للتصدي لأزمة اللاجئين

لاجئون معظمهم سوريون يتظاهرون بالقرب من مدينة إدرنه التركية لمطالبة السلطات بالسماح لهم بعبور الحدود إلى اليونان أمس (أ.ب)
لاجئون معظمهم سوريون يتظاهرون بالقرب من مدينة إدرنه التركية لمطالبة السلطات بالسماح لهم بعبور الحدود إلى اليونان أمس (أ.ب)

أرجع مسؤول إماراتي رفيع المستوى مسؤولية أزمة اللاجئين السوريين إلى الأزمة السياسية والأمنية في سوريا، مشيرا إلى أنها - الأزمة السورية - تمثل همًا رئيسيًا للسياسة الخارجية الإماراتية، حيث يأتي ذلك من إدراك واضح لانعكاسات الأزمة على سوريا ومحيطها العربي، حيث تشكل مأساة إنسانية عميقة وأولوية قصوى لبلاده.
وقال الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، إن بلاده بذلت منذ بداية الأزمة السورية في عام 2011 جهودا حثيثة مع شركائها العرب والدوليين لرفع معاناة الشعب السوري، مؤكدا ضرورة الوصول إلى حل مستدام للأزمة.
وأشار قرقاش إلى أن مضاعفات الأزمة السورية وتحولاتها أتت بالعديد من القضايا الإنسانية والأمنية المصاحبة للأزمة السياسية، ومن هنا تأتي أهمية الحل السياسي إيمانا بأن هذه المعالجة الجذرية هي الكفيلة بالتصدي لأزمة اللاجئين وغيرها من التداعيات الأخرى الخطيرة، مضيفا «في هذا الجانب تؤكد الإمارات دعمها للحل السياسي الانتقالي على أساس مبادئ (جنيف 1)، مدركة أن هذا هو الحل الوحيد الذي يحقق الأمن والاستقرار للشعب السوري».
ولفت إلى أن حكومة الإمارات استقبلت - منذ اندلاع الأزمة في عام 2011 - نحو 101 ألف و364 سوريًا من كل أطياف المجتمع السوري وطوائفه، ومنحتهم تصاريح للإقامة في أرضها، ليرتفع بذلك إجمالي عدد السوريين المقيمين في الدولة إلى 242 ألفا و324 سوريًا.
وأضاف: «إدراكا منها للظروف الحالية الصعبة أظهرت حكومة الإمارات تعاضدا كبيرا عبر السماح لعشرات الآلاف من السوريين، الذين انتهت إقامتهم أو وثائق سفرهم، بتعديل أوضاعهم مما يمكنهم من البقاء في البلاد، حيث تنعم العائلات السورية الموجودة في الدولة بحياة طبيعية وكريمة»، مشيرا إلى أن عدد الطلاب السوريين الجدد والمسجلين في مدارس الإمارات منذ بداية الأزمة في وطنهم بلغ 17 ألفا و378 طالبا وطالبة، كما بلغ عدد المستثمرين السوريين الجدد في البلاد 6087 مستثمرا، مما يشير وبكل وضوح إلى ممارسة هذه الأسر لحياتها الطبيعية في بيئة الإمارات الآمنة والمرحبة.
وأكد قرقاش، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية «وام»، أن بلاده تعد إحدى أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية للاجئين السوريين داخل سوريا، والدول المحيطة، إذ وصل إجمالي المساعدات الإماراتية المتراكمة منذ بداية الصراع في سوريا إلى أكثر من 4 مليارات درهم (1.1 مليار دولار)، ولقد شملت هذه المساعدات 581.5 مليون دولار في هيئة مساعدات إنسانية، استفاد منها اللاجئون السوريون بشكل مباشر، بالإضافة إلى أكثر من 420 مليون دولار للتصدي لإرهاب «داعش» في سوريا والعراق ونتائجه من تهجير داخلي ودعم إغاثي وإنساني للنازحين.
وقال قرقاش: «قدمت المساعدات الإماراتية الإنسانية الطعام والمأوى لعشرات الآلاف من اللاجئين السوريين من خلال عدد من المشاريع التي تقودها البلاد، واليوم يقدم مخيم مريجيب الفهود - الذي تموله الإمارات في الأردن - رعاية ذات جودة عالية من حيث المأوى والتعليم لـ6 آلاف و437 لاجئًا سوريًا، وتم توسيع المخيم ليتسع لنحو 10 آلاف لاجئ». فيما يقدم المستشفى الإماراتي الأردني الميداني في المفرق خدمات طبية احترافية متنوعة للاجئين السوريين، حيث تم توفير العلاج لـ482 ألفا و801 حالة حتى أغسطس (آب) 2015.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.