رياض ياسين: إيران تمارس نشاط الخارجية بصنعاء وتصدر الجوزات لعناصرها

وزير الخارجية اليمني أكد في حوار مع {الشرق الأوسط} استعداد الحكومة للذهاب إلى مشاورات هدفها تنفيذ القرار 2216

وزير الخارجية اليمني رياض ياسين
وزير الخارجية اليمني رياض ياسين
TT

رياض ياسين: إيران تمارس نشاط الخارجية بصنعاء وتصدر الجوزات لعناصرها

وزير الخارجية اليمني رياض ياسين
وزير الخارجية اليمني رياض ياسين

كشف وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عن أدلة جديدة تثبت تورط إيران في اليمن من خلال سيطرة ميليشيات الحوثي وأتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح على «ديوان وزارة الخارجية لإصدار جوازات دبلوماسية وتأشيرات لدخول عناصر إيرانية صنعاء». وقال ياسين في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»: «لدي هذه الأوراق والرسائل وقد وصلتني.. ليس مجرد اتهام». وشدد الوزير على تمسك الحكومة اليمنية والشرعية بالتفاوض واستقبال المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ لتنفيذ القرار 2216، وأفاد بأن «الحوثي يروج لرفضنا الحوار.. الطبيعي أن نكون حذرين في عدم سحبنا إلى تكرار حوار يدور في سياق آخر يتعلق بقضية الجنوب ومشاركة قيادات جنوبية ووفود استخباراتية ترغب في التعرف على ما يدور». وقال هناك أولويات وهي تنفيذ القرار الخاص بانسحاب الحوثي وتسليم السلاح والكف عن سياسة التخريب والتدمير.. وفيما يلي نص الحوار:

* هل تعطل جماعة الحوثي وصالح جهود المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد من خلال رسائل شفهية غير مضمونة؟
- القرار 2216 ملزم وعلى جماعة الحوثي تنفيذ والإعلان عن قبوله وهذا لا يحتاج للتفاوض وجدل هنا وهناك بعد ذلك تنصب جهود المبعوث الأممي على كيفية التنفيذ والآليات التي تضمن الالتزام بكل خطواته التي تبدأ بالانسحاب من المدن وتسليم السلاح ووقف عملياتهم الإرهابية التي طالت أعدادًا كبيرة من الشعب اليمني.
وللتوضيح فإن إرهاب الحوثي وصالح هو الذي أدى إلى خسائر بشرية وهدم البنية الأساسية للدولة أما عمليات التحالف فقد ركزت على ضرب مخازن السلاح الذي يحاربون به الشعب اليمني، وللعلم لا بد من التأكيد أن الشرعية اليمنية والحكومة لم ترفض على الإطلاق الذهاب لأي مشاورات من أجل تنفيذ القرار 2116 بدليل أننا ما زلنا نستقبل ولد الشيخ ونتشاور معه وأي مبالغة إعلامية بأن الحكومة ترفض التفاوض أمر غير مقبول لأن المشاورات ما زالت مستمرة حتى نضمن الالتزام عندما نذهب للتفاوض المباشر للاتفاق على كيفية التنفيذ ولا نريد أن نسحب إلى حوار لا ينتهي والذي يدفع الثمن هو الشعب اليمني.
* هل يستمر مكان التفاوض في مسقط؟
- نحن نفضل انتقالها إلى مكان آخر لتعطي رسالة بأن هناك بداية جديدة وليس مجرد الاستمرار في التشاور، وتفسير ذلك على أنه امتداد لحوار ليس له سقف زمني كما أن المشاورات السابقة في مسقط كانت بين الحوثيين وبعض القيادات الجنوبية السابقة وكذلك مشاركة وفود أميركية استخباراتية ووفود من دول أخرى ونحن لا نرغب في يرتبط تطبيق قرار 2216 بموضوع قضية الجنوب ولا يرتبط أيضا بموضوع استخباراتي أو أميركي أو غيره، وبالتالي نريد بداية جديدة لأن هناك دولاً أخرى تريد أن تستطلع ما يدور.
* هل ترون أن جماعة الحوثي قدمت تنازلا خلال الجولة الأخيرة كما ظهر في تقرير المبعوث الأممي؟
- نحن نرحب بأي تنازل، لكن يجب أن يكون واضحا وليس مجرد نقل رسائل شفهية قد يتنصل منها الحوثي ومن يتحالف معه ومن الأهمية أن يأتي إلينا ولد الشيخ بالتزام مكتوب من الحوثي بأنه قبل وينفذ القرار 2216 ونخشى من وقوعه في مطبات مجربة مع هذه المجموعة وقد خضنا مهام تجارب كثيرة منها محاولة إحراج الحكومة وتصويرها على أنها ترفض الحوار والحل السياسي وهذا غير صحيح جملة وتفصيلا.
* كيف ترون هيكل الحوار الذي وضعته الأمم المتحدة، وهل لدى المنظمة الدولية تأكيدات بالتزام الحوثي؟
- هذه الترتيبات وضعتها الأمم المتحدة.. قد يحالفها التوفيق.
* كيف هو الوضع على الأرض في اليمن، وما مدى سيطرة قوات الشرعية؟
- الشرعية اليمنية تسيطر تماما على الأرض وكل يوم تكسب مواقع ومناطق جديدة ونعتبر تعز مع الشرعية، لكن هناك جيوبا نقوم بالتخلص منها وتنظيفها، وكذلك في مأرب وهي أكثر المواقع التي تقاتل جماعة الحوثي منذ البداية ولم تسمح لهم بالدخول وبالتالي المسألة مجرد وقت لتحرير هذه المناطق وكل ساعة هناك تقدم كبير بمساعدة دول التحالف الأشقاء والجيش الوطني، بينما تنشر جماعة الحوثي الفوضى والدمار في اليمن وليس لديهم سوى مشاهد التخريب في كل مكان.
* تقصدون أن الحوثي سبب رئيسي في فراغ السلطة وأحدث الفوضى؟
- بالتأكيد الحوثي لا يسيطر وإنما ينشر الفراغ في السلطة.
* سبق وأن أشرتم لدور السفارة الإيرانية في اليمن وإدارتها للمعارك العسكرية وبعدها دار حديث حول خروج السفير من اليمن، كيف غادر السفير في ظل الحصار البحري والبري والجوي الذي تفرضه قوات التحالف على اليمن؟
- هناك جدل حول مسألة مغادرة السفير الإيراني في صنعاء وقد زاد حجم التورط الإيراني حيث طال وزارة الخارجية في صنعاء واستخدامها في إصدار جوازات وتأشيرات لعناصر إيرانية وإدخالها إلى صنعاء لمساندة جماعة الحوثي وصالح التي تسيطر على ديوان وزارة الخارجية في صنعاء وتستخدم الأوراق الرسمية والجوازات الرسمية لعدد كبير للإيرانيين وما زالت إيران تساعد في التمويل والتدريب والتسليح.
* تقصدون أن نشاط السفير الإيراني انتقل من مقر السفارة لوزارة الخارجية اليمنية التي تسيطر عليها الميليشيات؟
- بالضبط هذا ما يحدث.
* مرة ثانية سيادة الوزير هل تقصدون أن إيران مشتركة مع الحوثي وصالح في إدارة وزارة الخارجية اليمنية في صنعاء؟
- هناك عملاء يسهلون كل شيء لإيران.
* وماذا عن وضع السفير الإيراني في اليمن؟
- الكلام كثير حول خروجه من عدمه وهذا ما ذكرته سالفا دليل على تورط إيراني وتشابك غير طبيعي وما زال النشاط الإيراني يتسع في صنعاء.
* هل تستبعدون وصولهم إلى إدارة الأمور من وزارة الدفاع؟
- كل شيء وارد في داخل صنعاء.
* هل هناك مساعدات للحوثي من تنظيمات غير إيران؟
- هناك عناصر من حزب الله في صنعاء وكذلك بعض المجموعات الإرهابية التي تنشط في سوريا وانتقلت للعمل في اليمن.
* على ماذا تراهن إيران بتمسكها في مساعدة الحوثي؟
- إيران الآن بدأت تلمح بأنها يمكن أن تتعامل مع الحل السلمي ونتمنى أن يكون ذلك صحيحًا ونحن من جانبنا نكرر ليس لدينا مشكلة مع إيران وإنما هي التي تجلب المشكلات لنفسها وعليها أن تلتزم بالقوانين الدولية بعدم التدخل أو تحاول عملها للتمدد الفارسي، وإذا أرادت أن تتعامل معنا كدولة تحترم سيادتنا وخصوصيتنا فنحن نرحب بذلك.
* هل استعدت الخارجية اليمنية للذهاب إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ77 وهل سيتوجه الرئيس هادي؟
- الرئيس عبد ربه منصور هادي سوف يشارك في الاجتماعات وسيلقي كلمة وهذا مهم بالنسبة لليمن وفرصة للحوار مع كل الأطراف الدولية وللتأكيد على تنفيذ القرار 2216 وفي هذا الصدد لا بد وأن نقر بالدور المهم للأمم المتحدة ونقدر كذلك دور ولد الشيخ وجهوده في حل الأزمة السياسية والتي نعتبرها ضمانة ملزمة للأطراف المختلفة.
* هل لديكم سقف زمني للحل في اليمن وانتهاء العمليات العسكرية؟
- هناك سقف سياسي، أما السقف الزمني الآخر فيحدده العسكريون. سياسيا نحاول إعادة الأمل للمناطق التي تم تحريرها وستبقى هناك جيوب تؤدى إلى قلاقل وميليشيات الحرب غير المنضبطة التي تحقق ما تريد بالقوة ولها مطالب تعجيزية وبالتالي يمكن تحديد السقف السياسي عندما تسيطر الدولة على كل اليمن ويبدأ الحوار السياسي وتتوقف العمليات العسكرية من قبل ميليشيات الحوثي ومن كل المكونات والأطراف الوضع سيكون أفضل، لأن ما فعلته جماعة الحوثي هو نفس ممارسات «داعش» في سوريا والعراق والفارق أنها لم تدخل بغداد ودمشق، أما في اليمن دخلت إلى صنعاء ولو كان الحوثي قد بقي في صعدة لكان الحل أسهل من خلال الدخول في حوار له سقف زمني محدد ومن دون تدمير وعمليات عسكرية والسؤال هو هل يسكت العالم لو دخلت «داعش» إلى دمشق وبغداد؟ بالتأكيد الوضع يختلف ستكون حتما هناك مواجهة.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».