جدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، تعازيه ومواساته في المتوفين في حادث سقوط إحدى الرافعات بالمسجد الحرام، داعيًا الله سبحانه وتعالى لهم بالرحمة والمغفرة، وتمنياته لجميع المصابين بعاجل الشفاء، وقال: «نحتسب عند الله حسن الخاتمة لهؤلاء الحجاج والزوار الذين وافاهم الأجل في هذا المكان الطاهر وهم متوجهون إلى المولى عز وجل قاصدين بيته الحرام لأداء مناسك الحج، نسأل الله لهم المغفرة والرحمة»، مقدمًا شكره لقادة الدول، وكل من عبر عن عزائه ومواساته في هذا المصاب الجلل، وقال: «نقدم لهم ولكل أسر وذوي المتوفين صادق العزاء والمواساة وتمنياتنا للمصابين بالشفاء العاجل، ونؤكد على توجيهاتنا لجميع القطاعات ذات العلاقة بخدمة ضيوف الرحمن برعاية المصابين ومساعدتهم لأداء مناسك الحج مع إخوانهم المسلمين».
جاء ذلك ضمن جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز في قصر السلام بمدينة جدة بعد ظهر أمس، حيث رفع المجلس تعازيه لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد والأمة الإسلامية ولذوي المتوفين، سائلاً الله عز وجل أن يتقبلهم في «الشهداء»، وأن يدخلهم جنات النعيم، وأن يعجل بشفاء جميع المصابين وأن يمنّ عليهم بإكمال حجهم.
سياسيًا، اعتبر مجلس الوزراء، المستوطنات الإسرائيلية «من أشد القضايا خطرًا على عملية السلام في المنطقة»، مناشدًا المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته واتخاذ التدابير الضرورية لحماية الشعب الفلسطيني من الإجراءات العدوانية «الإسرائيلية» التي تُعد استفزازًا لمشاعر المسلمين والعرب كافة، حيث عبّر عن إدانته واستنكاره الشديدين لاقتحام سلطات الاحتلال الإسرائيلي، المسجد الأقصى المبارك، وانتهاك حرمته، والاعتداء على المصلين، مطالبًا بوضع حد لهذه الجرائم والانتهاكات المتكررة. وطالب المجلس بوضع حد لبناء المستوطنات الإسرائيلية وإزالة ما أنشئ منها.
ورحب مجلس الوزراء بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتماد رفع علم دولة فلسطين، بصفتها دولة مراقبة، على مقرات الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف وفيينا، وعده إنجازًا دبلوماسيًا وخطوة إضافية باتجاه حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
عربيًا، استعرض مجلس الوزراء القرارات الصادرة عن أعمال الدورة الرابعة والأربعين بعد المائة لمجلس جامعة الدول العربية، وما تضمنته من مواقف ثابتة للدول العربية تجاه مختلف القضايا التي تهم الأمة العربية. وكان المجلس استمع إلى جملة من التقارير عن مستجدات الأحداث وتطوراتها على الساحات العربية والإقليمية والدولية، وأعرب عن إدانته للهجوم الإرهابي الذي استهدف رجال الأمن بمركز شرطة الخميس في مملكة البحرين، وعده «عملاً إرهابيًا يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البحرين»، مؤكدًا وقوف بلاده وتأييدها لمملكة البحرين في كل ما تتخذه من إجراءات للتصدي لهذه الأعمال الإرهابية.
من جانب آخر، هنأ المجلس، خادم الحرمين الشريفين، على نجاح زيارته الرسمية للولايات المتحدة، وما حققته من نتائج، وما جرى خلالها من مباحثات وتوقيع اتفاقيات، وعبر الملك سلمان، في هذا السياق عن شكره وتقديره للرئيس الأميركي باراك أوباما لما لقيه والوفد المرافق من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مجددًا التأكيد على أن المباحثات التي عقدها مع أوباما «لا سيما ما يتعلق منها بالشراكة الاستراتيجية الجديدة للقرن الحادي والعشرين بين البلدين ستسهم في تعميق العلاقات ومتانتها وفي تعزيز أواصر التعاون المشترك بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين الصديقين».
وخلال الجلسة، أطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس على نتائج مباحثاته مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، منوهًا بعمق العلاقات بين البلدين الشقيقين وحرصهما على دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات.
وعقب الجلسة، أوضح الدكتور عادل بن زيد الطريفي وزير الثقافة والإعلام لوكالة الأنباء السعودية، أن المجلس ناقش ما أُثير من اتهامات خاطئة ومضللة عن جهود السعودية بخصوص اللاجئين السوريين، مجددًا التأكيد على أن السعودية «ستظل دائمًا في مقدمة الدول الداعمة للشعب السوري الشقيق والمتلمسة لمعاناته الإنسانية، ولن تقبل المزايدة عليها في هذا الشأن أو التشكيك في مواقفها»، مشددًا في هذا الخصوص على الإجراءات التي اتخذتها السعودية منذ بدء الأزمة السورية «في مساعدة الأشقاء السوريين، حيث استقبلت منذ اندلاع الأزمة ما يقارب المليونين ونصف المليون مواطن سوري داخل المملكة ودعم ورعاية الملايين من السوريين اللاجئين في الدول المجاورة لوطنهم».
وأكد الوزير الطريفي أن مجلس الوزراء تطرق إلى جهود قوات التحالف في إطار عملية «إعادة الأمل» في الجمهورية اليمنية، معبرًا عن الفخر والاعتزاز بما يبذله جنود السعودية البواسل من شجاعة وإقدام لصد العدوان الآثم على الجمهورية اليمنية من المتمردين وأعوانهم، كما نوه بمختلف الجهود التي تقوم بها قوات التحالف في هذه العملية، سائلاً الله الرحمة والمغفرة لجميع من «استشهدوا» في ميدان الشرف من القوات السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، ويوفق أبطال قوات التحالف لدحر المعتدين، وإعادة الشرعية للجمهورية اليمنية، والحفاظ على أمنها واستقرارها.
وأشار وزير الثقافة والإعلام إلى أن المجلس استعرض جملة من الخطط والاستعدادات من قبل القطاعات الحكومية والأهلية المعنية بخدمة ضيوف الرحمن الذين توافدوا على السعودية من كل فج عميق، حيث وجه خادم الحرمين الشريفين الجميع بمضاعفة الجهود «لتقديم أفضل الخدمات وتوفير الرعاية الشاملة لراحة ضيوف الرحمن لأداء مناسك الحج بيسر وسهولة، وتسخير كل الإمكانات للحفاظ على سلامتهم في الحرمين الشريفين وفي مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وعلى مختلف الطرق المؤدية لها، ومنذ قدومهم وحتى عودتهم سالمين»، وقال: «إن من نعم الله على هذه البلاد أن شرفها بخدمة ضيوف الرحمن الحجاج والمعتمرين والزوار وخدمة الحرمين الشريفين، وهذا واجب وشرف نعتز به ولله الحمد منذ توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، رحمه الله، وسنظل بمشيئة الله وقدرته ماضين في أداء هذه الرسالة وبذل كل الجهود لتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن راجين الجزاء والثواب من الله عز وجل».
وأفاد الدكتور عادل بن زيد الطريفي بأن مجلس الوزراء اطلع على الموضوعات المدرجة على جدول أعمال جلسته، ومن بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، وقرر الموافقة على الترخيص لبنك قطر الوطني بفتح فرع له في السعودية، على أن يلتزم البنك في مزاولته الأعمال المصرفية بالأنظمة واللوائح والتعليمات المعمول بها في السعودية، وأن تنسق مؤسسة النقد العربي السعودي مع البنك لاستكمال الإجراءات اللازمة لذلك.
كما قرر المجلس اعتبار الإجراءات التي اتخذتها وزارة الحج لضبط إجراءات منح تراخيص شركات ومؤسسات العمرة وتجديدها وتراخيص الشركات التي قدمت خدماتٍ مساندةً في مجال الاستقبال والتوديع والخدمات الإلكترونية والإسكان «مكملةً ومنفذةً لتنظيم خدمات المعتمرين وزوار المسجد النبوي الشريف القادمين من خارج المملكة ولائحته التنفيذية»، ووافق على تعيين الدكتور عبد الله بن إبراهيم الشريف عضوًا في مجلس الضمان الصحي التعاوني، ممثلاً عن وزارة الصحة.
وقرر المجلس، بعد الاطلاع على ما رفعه وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، والنظر في قرار مجلس الشورى رقم 86/ 45 وتاريخ 21/ 8/ 1436هـ، الموافقة على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات بين هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية وسلطة ضبط البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية في الجزائر، الموقعة في مدينة الرياض بتاريخ 11/ 2/ 1436ه، حيث أُعد مرسوم ملكي بذلك.
وقرر مجلس الوزراء، بعد الاطلاع على ما رفعه وزير الدولة عضو مجلس الوزراء لشؤون مجلس الشورى، والنظر في قرار مجلس الشورى رقم 79/ 40 وتاريخ 1/ 8/ 1436ه، الموافقة على تطبيق العقوبات المنصوص عليها في نظام العمل للمملكة العربية السعودية، الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/ 3 وتاريخ 10/ 2/ 1393هـ، عند التعرض لعلم مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقد أعد مرسوم ملكي بذلك.
ووافق مجلس الوزراء على تعيين كل من: فوزي بن عليان بن مفرح السعود على وظيفة «مستشار مشاريع» بالمرتبة الخامسة عشرة بالصندوق السعودي للتنمية، ومساعد بن عبد الله بن عبد الله الحميدان على وظيفة «خبير اقتصادي» بالمرتبة ذاتها بوزارة الاقتصاد والتخطيط، والمهندس عبد العزيز بن محمد بن عبد الله العبد الجبار على وظيفة «مستشار لشؤون النقل» بالمرتبة الخامسة عشرة بوزارة النقل، والمهندس إبراهيم بن محمد بن عثمان السنتلي على وظيفة «مدير عام إدارة الطرق والنقل بمنطقة الرياض» بالمرتبة الرابعة عشرة بوزارة النقل، والمهندس عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن الهدلق على وظيفة «رئيس بلدية محافظة ينبع» بالمرتبة ذاتها بوزارة الشؤون البلدية والقروية، وشباب بن ناصر بن عليان السبيعي على وظيفة «مدير عام الإدارة القانونية» بالمرتبة الرابعة عشرة بوزارة الشؤون البلدية والقروية، ومحمد بن إبراهيم بن عيد العلي على وظيفة «مدير عام فرع الوزارة بمنطقة عسير» بالمرتبة الرابعة عشرة بوزارة الخدمة المدنية.
واطلع مجلس الوزراء على تقارير سنوية لوزارة الخدمة المدنية وصندوق التنمية العقارية والمؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق، للعام المالي 1434 - 1435هـ، وقد أحاط المجلس علمًا بما جاء فيها ووجه حيالها بما رآه.