شريف إسماعيل.. الباحث عن الغاز

تولى وزارة البترول منذ الثورة ضد «الإخوان».. وعاصر 3 تغييرات وزارية

شريف إسماعيل.. الباحث عن الغاز
TT

شريف إسماعيل.. الباحث عن الغاز

شريف إسماعيل.. الباحث عن الغاز

رغم بقاء اسمه في الظل طويلا، وعدم معرفته على نطاق واسع بالشارع المصري، ما جعل اختياره رئيسا جديدا للحكومة مفاجأة كبرى في نظر الكثيرين، فإن الدائرة التي تعرف عن قرب شريف إسماعيل، وزير البترول في الحكومة المصرية المستقيلة، ترى أن تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة «إيجابي» ويتناسب مع توجهات المرحلة في مصر.
وكانت آخر عبارة ذكرها إسماعيل قبل توليه رئاسة الحكومة، «سوف نكثف أعمال البحث عن البترول والغاز».. مما دعا البعض لأن يطلق عليه «الباحث عن الغاز».
وأعلنت الحكومة المصرية عن اكتشاف أكبر حقل للغاز الطبيعي، الذي اكتشفته شركة إيني الإيطالية مؤخرا قبالة السواحل المصرية.. وهو ما يحسب لإسماعيل.
وعين إسماعيل وزيرا لوزارة البترول والثروة المعدنية المصرية ضمن وزارة رئيس الوزراء الأسبق حازم الببلاوي في 16 يوليو (تموز) عام 2013 خلفا لشريف هدارة، وذلك في أول وزارة يجري تشكيلها عقب الإطاحة بحكومة «الإخوان» في ثورة 30 يونيو (حزيران). واستمر إسماعيل وزيرا للبترول ضمن وزارتي إبراهيم محلب الأولى والثانية، ليتولى مسؤولية تشكيل ثالث حكومة بعد ثورة 30 يونيو.
ويرى إسماعيل، الذي تخرج عام 1978 في كلية الهندسة قسم الميكانيكا جامعة عين شمس، أن هناك «احتمالات بترولية جيدة» في مختلف مناطق مصر البرية والبحرية، وهو ما يمثل حافزا أمام الشركات العالمية لضخ مزيد من الاستثمارات خلال الفترة المقبلة.
ويرى خبراء بترول، أن تكليف إسماعيل بالحكومة الجديدة إيجابي ويتناسب مع توجهات الدولة المصرية في الفترة الحالية، حيث التوسع في اﻻكتشافات البترولية، ودليل على اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاستثمار المباشر أكثر من غير المباشر.
وكلف الرئيس السيسي، إسماعيل (60 عاما)، باتخاذ ما يلزم من إجراءات نحو تشكيل الحكومة الجديدة خلال أسبوع من تاريخه، اعتبارا من أمس.
وإسماعيل من مواليد يوليو عام 1955 وله من الأبناء ولد وبنت، وحصل على بكالوريوس هندسة ميكانيكا قوى عام 1978 من جامعة عين شمس بتقدير عام جيد جدا، وتدرج منذ عمله في وزارة البترول في عدة مناصب بدأت في عام 1978 وحتى 1979 من خلال عمله بوصفه مهندسا بشركة موبيل للبحث والاستكشاف، ثم في الفترة من 1979 وحتى 2000 تدرج بالعمل بشركة «إنبي» (الهندسية للصناعات البترولية والكيماوية ENPPI، إحدى شركات قطاع البترول المصري)، حتى وظيفة مدير عام الشؤون الفنية وعضو مجلس إدارة، ومن عام 2000 حتى عام 2005 شغل منصب وكيل وزارة البترول لمتابعة عمليات البترول ووكيل وزارة البترول لشؤون الغاز. ومنذ عام 2005 حتى 2007 تولى رئاسة مجلس إدارة الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية، وخلال الفترة من 2007 حتى عام 2013 تولى رئيس مجلس إدارة شركة جنوب الوادي القابضة للبترول، حتى تم تكليفه بوزارة البترول في عام 2013.
ورغم الإعلان عن تعرض إسماعيل لأكثر من وعكة صحية مؤخرا، من بينها عندما غاب في رحلة غامضة لمدة ثلاثة أسابيع في يوليو الماضي، حتى تكشفت أسباب سفره لإجراء جراحة في ألمانيا، فإن أغلب المراقبين يرون أن رئيس الحكومة الجديد من أفضل الكوادر القيادية، وحقق نجاحات كبرى خلال توليه حقيبة البترول، ما يؤهله لتولي الوزارة الجديدة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.