انطلاق أسبوع نيويورك لربيع وصيف 2016 في مقر جديد وبروح متفائلة

محاولات للتركيز على الابتكار لكن يبقى التسويق التجاري سيد الموقف

من عرض ماثيو ميرانو،  من عرض «بي سي بي جي ماكس ازريا»، .. من تاداشي شوجي ، من عرض «كريتشورز أوف كامفورت»، .. من نيكولاس كي.
من عرض ماثيو ميرانو، من عرض «بي سي بي جي ماكس ازريا»، .. من تاداشي شوجي ، من عرض «كريتشورز أوف كامفورت»، .. من نيكولاس كي.
TT

انطلاق أسبوع نيويورك لربيع وصيف 2016 في مقر جديد وبروح متفائلة

من عرض ماثيو ميرانو،  من عرض «بي سي بي جي ماكس ازريا»، .. من تاداشي شوجي ، من عرض «كريتشورز أوف كامفورت»، .. من نيكولاس كي.
من عرض ماثيو ميرانو، من عرض «بي سي بي جي ماكس ازريا»، .. من تاداشي شوجي ، من عرض «كريتشورز أوف كامفورت»، .. من نيكولاس كي.

مع انطلاق أسبوع نيويورك لربيع وصيف 2016 أول من أمس، تشير الدلائل إلى أن رياح التغيير هبت عليه وبأنه سيكون مختلفا هذا الموسم. فالخضة التي تعرض لها في المواسم الأخيرة، بسبب افتقاده لبعض حيويته القديمة، فضلا عن انسحاب شركة مرسيديس بنز للسيارات كراع له بعد نحو سبع سنوات، كان لها أثر بليغ على ديناميكيته. لحسن الحظ أن منظمة الموضة الأميركية تعاملت مع الأمر بإيجابية يقول المتابعون أنها ستنعكس عليه وتعيد له توازنه.
رياح التغيير مست أيضا بعض بيوت أزيائها القديمة مثل «دي كي نيويورك» التي سيقدم مصمماها الفنيان الجديدان، داو يي تشاو وماكسويل أوسبورن أول تشكيلة لهما بعد انسحاب المؤسسة دونا كاران للتركيز على مشروعها الخاص، حسب تصريحها منذ أشهر. لكن التغيير الأكبر هو المكان نفسه، فبعد حديقة «براينت بارك» ومركز لنكولن، الذي تسبب في الكثير من المشاكل مع السكان، سيكون مقره الجديد هو «سكايلايت» في محطة «موينهان» و«سكايلايت كلاركسون سكوير».
ما يحسب لنيويورك سابقا أنها كانت دائما الترمومتر الذي يشير إلى اتجاهات موضة الشارع تحديدا، لأنها اعتمدت أساسا عليه، ما جعلها تتمتع دائما بحيوية شبابية تعكسها منصات عروض الأزياء، فضلا عن قدرتها العجيبة على احتضان مصمميها الشباب وتسويقهم للعالم بطريقة ذكية. وبما أن كل شيء يزيد على حده ينقلب إلى ضده، فإن تسويقها القوي أثر عليها وحُسب ضدها إلى حد جعل لندن تتقدم عليها في أول سابقة منذ أكثر من 25 عاما. فبينما بقيت هذه الأخيرة عاصمة الابتكار تشجع مصمميها على الإبداع بفنونه وجنونه مع ترويض جنوحهم وشطحاتهم الخيالية من ناحية التفاصيل حتى يبيعوا منتجاتهم، فإن نيويورك تبنت الجانب التجاري أولا وثانيا ليأتي الفني في المرتبة الأخيرة، ما جعل البعض يعزف عنها، باستثناء وسائل الإعلام التي لزاما عليها حضوره بسبب قوتها الإعلانية. كل هذا قد يتغير مستقبلا، وبشكل إيجابي حسب رأي المتابعين، لأن عدد مصمميها زاد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، الأمر الذي يمكن أن يخلق تنوعا من جهة، وتنافسا بينهم للاختلاف والتميز من جهة ثانية. لكن رغم كل هذا فإن التجاري بالنسبة للمتسوق العادي ليس سلبيا في كل الحالات، بل العكس فهو في أرض الواقع وبعيدا عن منصات عروض الأزياء وما تتطلبه من إبهار وبهارات، يبيع ويروق لعاشقات الموضة، لأنه لا يحتاج منهن إلى تفكير. فالمصمم يبيع لها «الإطلالة» متكاملة وما عليها إلا أن تختار منها ما يروق لها. وليس أدل على هذا من مصممين مثل توري بيرش ومايكل كورس. فهذا الأخير يحقق مبيعات عالية أثارت غيرة الملياردير برنار أرنو، مالك مجموعة «إل.في.آم.آش» الذي اعترف منذ سنوات أنه يتمنى أن تحقق دار «مارك جايكوبس» نفس النجاح «التجاري». وصفة مايكل كورس، كما يكرر دائما تتلخص في طرح أزياء أنيقة وواقعية في الوقت ذاته. بمعنى أنها لا تحتاج إلى تغيير أو ترجمة في أرض الواقع، بل يمكن للمرأة أن تتصور نفسها فيها، كما هي تماما من دون تغييرات. وحسب اعتراف المصمم: «أنا لا أصممها لمناسبات السجاد الأحمر، أو لتلائم متطلبات عروض الأزياء، بل أصممها ونصب عيني امرأة يمكن أن تلبس أي قطعة تراها في حياتها اليومية». لا شك أن هذه الوصفة لم تكن ناجحة بالنسبة له فحسب، بل أيضا طبعت أسبوع نيويورك ككل، بتجنبه الفذلكات الفنية والتعقيدات الكثيرة باسم الابتكار. ولا ننكر أنه يسوق لنا اتجاهات مثيرة بين الفينة والأخرى، وليس أدل على هذا من الموضة «السبور» التي اجتاحت أوساط الشباب في المواسم الأخيرة على شكل بنطلونات بسحابات وأحزمة مطاطية، وقمصان مستوحاة من ملابس الرياضة وغيرها. من قائدي هذه الموجة نذكر ألكسندر وانغ و«راغ أند بون» وغيرهما. في المقابل، هناك مصممون آخرون، شباب ومخضرمون، حملوا شعار الأناقة العصرية من أمثال «ذي رو»، التوزارا، «أوسكار دي لا رونتا»: «كارولينا هيريرا» وآخرين. وهذا المزيج بين المخضرمين الذين يتمتعون بخبرات طويلة وعايشوا عدة أزمات وتغييرات تجاوزوها بنجاح، والشباب الذين يتمتعون بخبرات تكنولوجية عالية، يخلق ديناميكية جديدة تحاول منظمة الموضة الأميركية استغلالها لصالحها. والحديث هنا ليس على التقنيات المستعملة في التصميم، بحيث تعتمد على الكومبيوتر والليزر والتأثيرات الثلاثية الأبعاد مثلا، بل على الخبرة في مجال التواصل الاجتماعي. فالشباب مثلا، علموا الكبار أنه لا حاجة إلى عرض أزياء ضخم يكلف أكثر من مائة ألف دولار ليصل إلى الزبون ويحصل على تغطيات إعلامية، وبأنهم يمكنهم الحصول على كل هذا وأكثر بتنظيم عروض تُبث عبر الإنترنت لتصل إلى شرائح أكبر في أماكن متفرقة من العالم، وفوق هذا تنتشر صورها من خلال تغطيات مهمة على الإنستغرام. يقول المصمم جايسون وو في هذا الصدد: «تعجبني فكرة أن عروض الأزياء الآن تحصل على مشاهدين أكثر من خلال التكنولوجيا الحديثة، ونيويورك تعتبر في قلب هذه التغيرات، إذ يمكن لأي أحد أينما كان في العالم، أن يتابع عرض الأزياء ويتمتع به». ويتابع: «أتمنى أن تساعد هذه التكنولوجيا والتغييرات التي أحدثتها في تسليط الضوء على مصممين شباب مستقبلا يكون حظهم أحسن من حظنا من هذه الناحية». طبعا التكنولوجيا ليست حكرا على التفاحة الكبيرة، فقد عانقتها كل عواصم الموضة، لكن بما أن نيويورك تتمتع بقدرة تسويقية هائلة، فإن هذا الجانب يلعب دورا مهما فيها، ويستغله المصممون الأميركيون أحسن استغلال لخلق حوار مباشر مع الزبائن، بمن فيهم مايكل كورس.
فهو من النشطاء على وسائل التواصل، ويعترف بأنه يستعملها أحيانا لجس نبض الزبونات وما إذا كان المنتج الذي نشره نال الإعجاب أم لا. فالوقت تغير، ولم يعد المصمم مضطرا أن ينتظر ستة أشهر بعد العرض لمعرفة ما إذا كانت المنتجات التي قدمها ناجحة «تجاريا» أم لا. الآن بإمكانه أن يعرف ذلك مباشرة بعد العرض، ما يسمح له بتغيير بعض التفاصيل قبل طرحها في السوق. وربما تكون هذه قمة الخبرة التسويقية والتجارية، ومهما حاولت نيويورك فإنها لن تستطيع أن تغير من جلدها.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.