11 Minutes
* أول فيلم بريطاني أنجزه المخرج البولندي ييرزي سكوليموفسكي حمل عنوانًا معبّرًا (وموضوعًا شائكا) هو «نهاية عميقة»: عن شاب تشوبه عقدة نفسية ذات طبيعة جنسية تجعله غير قادر على التعبير عن رغباته ونهايته هي في الجانب العميق من المسبح الذي يرمي نفسه فيه ويموت.
نهاية «11 دقيقة» هي نهاية عميقة بدورها لكن لعدة شخصيات لم يختر لأحدها أن ينتحر بل ساقته الأقدار إلى الموت. إنه فيلم بولندي الإنتاج وأحداثه تقع في العاصمة البولندية، وهو ثالث فيلم بولندي له منذ أن قرر العمل في بلاده مرّة أخرى عندما أخرج «أربع ليالٍ مع آنا» (2008) وتبعه بـ«قتل أساسي» (2010).
فيلمه الجديد مجموعة من الأحداث بشخصيات متعددة لا تعرف بعضها البعض تلتقي عند نقطة معيّنة. هذه النقطة هي في الدقائق الأخيرة من الفيلم عندما يندفع زوج غيور إلى شقة في فندق مرتفع معتقدًا أن زوجته الممثلة تخونه مع المنتج الذي لم يكن يمانع في أن تستجيب له الممثلة لو وافقت لكنها لم تفعل. قبل اقتحامه المكان هائجًا تسقط على أرض شرفة الشقة فيحاول المنتج إنعاشها، وعندما لا تفيق من غيبوبتها يحملها بين يديه ويدخل بها الشقة. في هذه اللحظة يندفع الزوج من الباب ويرتطم بالمنتج ما يؤدي إلى ارتطام المنتج بحمله الثقيل بعارضة الشرفة التي تنكسر فيسقط المنتج من علٍ، بينما ينجح الزوج في القبض على يد زوجته قبل أن تسقط بدورها.
قد يبدو المشهد بكامله جزءًا من كوميديا، لكن سكوليموفسكي لا يمزح وهذه الشخصيات الثلاث ليست سوى بعض الموزاييك الذي يستعرضه في 81 دقيقة، وتشمل حكاية مدمن مخدرات وبائع «هوت دوغ» جوّال وسارق فاشل ومسعفة طبية تحاول إنقاذ امرأة حامل ومنظف زجاج في المبنى المرتفع. لكل حكايته غير السارة (ليس هناك من شخصية ناصعة)، وعندما يسقط المنتج من عل يقع على رأس منظّف الزجاج المعلّق على رافعته بين السماء والأرض، وهذا يشاركه السقوط، وكلاهما يقع فوق سيارة الإسعاف التي حاول المدمن فوق دراجته تحاشيها فتسبب في انقلاب حافلة عمومية استقلتها ثلاث راهبات كن يشترين الهوت دوغ.
ما قيمة كل ذلك؟ إذا كان المخرج يعرف فإن ما يعرفه ليس واضحًا على الشاشة. إذا لم يكن يعرف فهو شريك في هذا الالتباس الكبير الذي يتسبب فيه. لكن الفيلم من الناحية البصرية ومن الناحية الصوتية والتقنية عمومًا بالغ الجودة، وهو يبدأ بتحديد لغات التواصل العصرية: تصوير بالهاتف، تصوير بالكومبيوتر، تصوير بالديجيتال.. وينتهي بشاشة كبيرة مليئة بالشاشات الصغيرة التي يجلس أمامها البعض ليرصدوا حياة الناس عبر الكاميرات الخفية.
شاشة الناقد
شاشة الناقد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة