8 آلاف يمني حملوا السلاح دفاعًا عن الشرعية في إقليم تهامة

هجمات للجيش الوطني تكبد المتمردين خسائر بشرية ومادية كبيرة

8 آلاف يمني حملوا السلاح دفاعًا عن الشرعية في إقليم تهامة
TT

8 آلاف يمني حملوا السلاح دفاعًا عن الشرعية في إقليم تهامة

8 آلاف يمني حملوا السلاح دفاعًا عن الشرعية في إقليم تهامة

شنت قوات الجيش الوطني الموالي للشرعية في اليمن هجوما عسكريا وصف بالأقوى على مقار ميليشيات المتمردين في إقليم تهامة، خلال الأيام الماضية، نجحت خلاله في تدمير أكثر من 20 دبابة وآلية عسكرية، وقتل قرابة 400 شخص من ميليشيات الحوثي.
ونفذت المقاومة الشعبية في الإقليم عددا من الكمائن لمواجهة القوة العسكرية التي يمتلكها الحوثيون بعد استيلائهم على مستودعات السلاح، والقطاعات العسكرية الحيوية في الإقليم، أثناء عملية اجتياح الإقليم من قبل الحوثيين مدعومين بالحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع، في حين تسعى المقاومة خلال الأيام المقبلة مستفيدة من ضربات طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية لتغيير خططها في المواجهات العسكرية من عملية الكر والفر إلى التقدم نحو تحرير المديريات.
ويأتي هذا التحرك بعد أن تلقت المقاومة الشعبية وعدا من قوات التحالف العربي بالتحرك المباشر نحو الإقليم، وإرسال قوات عسكرية لدعم المقاومة، في أعقاب الاجتماع الذي عقد مؤخرا في العاصمة السعودية الرياض، وجمع قيادات من المقاومة الشعبية وأخرى عسكرية يمنية موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، بسرعة الدعم الذي تأخر لأسباب عسكرية وأحداث مأرب.
وتركز المقاومة الشعبية في الإقليم عمليتها على المديريات القريبة من حجة، لفرض سيطرتها لتكون مناطق آمنة لنزول قوات التحالف العربي، ومن ثم التوجه مباشرة بعد تأمين المنطقة إلى الحديدة، المدينة التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي، ومن خلال تأمين المقاومة لمديرية حرض الملاصقة للحدود السعودية، والتوجه مباشرة إلى الحديدة بعد تحرير «ميدي» المطلة على البحر الأحمر.
في سياق متصل، ارتفع عدد المجندين في المقاومة الشعبية إلى أكثر من 8 آلاف شخص، منتشرين في عدد من المديريات التابعة لإقليم تهامة، والذي يعول عليهم في الأيام المقبلة بعد أن خضعوا لعمليات تدريب مكثف على المواجهات العسكرية بالسلاح الخفيف والمتوسط، في تطهير الإقليم بدعم من قوات التحالف العربي، والتحرك نحو آخر نقطة ضمن الخطة التي رفعتها المقاومة الشعبية للقيادة العليا في الجيش اليمني. وتنص الخطة العسكرية المزمع تنفيذها من قبل المقاومة على مواجهة ميليشيا الحوثي في ثلاثة محاور، تتمثل في قطع الإمدادات التي تصل إلى المحافظات غير المحررة والتي تقع ما بين إقليم تهامة وإقليم سبأ والجوف، إضافة إلى تضييق الخناق على مركز جماعة الحوثيين في صعدة وعمران، كما تقوم المقاومة الشعبية مدعومة بلواء عسكري بتحرير نحو 11 معسكرا تابعا للجيش سيطرت عليها الميليشيا بالتنسيق مع الجيش الموالي للرئيس المخلوع، في حين يركز المحور الثالث على تحرير الموانئ الاستراتيجية التي تطل على البحر الأحمر والمتمثلة في ميناءي الحديدة وحجة.
وقال ناصر دعقين، مسؤول الإسناد للمقاومة الشعبية في إقليم تهامة، لـ«الشرق الأوسط»، إن الإقليم يقبع الآن تحت الاحتلال من قبل ميليشيا الحوثي وحليفها علي صالح، ولن ترضى المقاومة بهذا الوضع المخالف للأنظمة الدولية التي أقرت مخالفة ما تذهب إليه هذه الجماعة، لافتا إلى أن المقاومة عازمة على تحرير جميع الإقليم من قبضة الحوثيين بدعم ومساندة قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية التي تلعب دورا رئيسيا في عودة الشرعية والحافظ على مقدرات البلاد.
وأضاف دعقين أن المقاومة نجحت في تكبيد ميليشيا الحوثي خسائر كبيرة، شملت إعطاب أكثر من 20 دبابة وآلية عسكرية، وقتل في المواجهات أكثر من 400 شخص من أتباع الحوثيين، بعدما وضعت المقاومة عددا من الكمائن ورصدت تحركات الآلية وقامت باستهدافها، واصفا هذا النجاح بالأكبر خلال الفترة الماضية، خاصة أن المقاومة تقوم بعمليات الكر والفر في مواجهة الآلة العسكرية التي تمتلكها الميليشيا.
وأكد دعقين أن المقاومة لديها القدرة على تحرير الإقليم بكوادرها وأبناء الإقليم، والذين بدأوا في التدفق للانضمام إلى المقاومة بأعداد كبيرة، ليصل عدد المجندين في المقاومة إلى نحو 8 آلاف شخص، موضحا أن ما تحتاجه المقاومة يتمثل في غطاء جوي لمؤخرة المقاومة عند التحرك إلى المديريات لتحريرها، خاصة أن الحكومة وقوات التحالف وعدت بتقديم الدعم العسكري وإنزال قوات مساندة في الإقليم تتولى عملية التطهير وتغطية المقاومة عسكريا.
ولفت مسؤول الإسناد للمقاومة الشعبية في إقليم تهامة إلى أن اجتماعا عقد أخيرا جمع قيادات من المقاومة الشعبية وضباطا موالين للرئيس عبد ربه منصور هادي، لبحث آلية الدعم وكيفية تطبيق الخطة العسكرية التي كانت مقررة في وقت سابق، إلا أن أحداث مأرب وما نتج عنها أخرا عملية الإنزال والدعم العسكري.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.