الوزير الأول الموريتاني يطلق لقاءً تمهيديًا للحوار ويدعو المعارضة للمشاركة

«المنتدى الوطني للديمقراطية» وصفه بالمسرحية الفاشلة.. وكتلة «المعاهدة» دعت إلى تأجيله

الوزير الأول الموريتاني يطلق لقاءً تمهيديًا للحوار ويدعو المعارضة للمشاركة
TT

الوزير الأول الموريتاني يطلق لقاءً تمهيديًا للحوار ويدعو المعارضة للمشاركة

الوزير الأول الموريتاني يطلق لقاءً تمهيديًا للحوار ويدعو المعارضة للمشاركة

وجّه رئيس الوزراء الموريتاني يحيى ولد حدمين دعوة إلى الطيف السياسي في موريتانيا بما فيه أحزاب المعارضة من أجل المشاركة في الحوار الوطني الذي أطلقت الحكومة يوم أمس بنواكشوط لقاءً تشاوريًا بهدف التمهيد له، وهو اللقاء الذي قاطعه المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، أكبر كتلة سياسية معارضة في موريتانيا.
وقال ولد حدمين في كلمة افتتاح اللقاء التمهيدي إن الحكومة تلتزم بتطبيق جميع النتائج التي ستصدر عن الحوار الوطني، وأشار إلى أهمية الحوار بوصفه «خلقًا إسلاميًا رفيعًا، وسلوكًا إنسانيًا راقيًا»، قبل أن يؤكد أن الحكومة متمسكة بضرورة تنظيم «حوار وطني شامل ومفتوح دون شروط مسبقة توفر له كل فرص النجاح المطلوبة».
في غضون ذلك تعيش موريتانيا منذ عدة سنوات على وقع أزمة سياسية تجسدت في القطيعة التامة بين المعارضة والنظام، إذ قاطعت المعارضة الراديكالية ممثلة في «المنتدى الوطني للديمقراطية الوحدة» الانتخابات المحلية والتشريعية أواخر عام 2013، كما قاطعت الانتخابات الرئاسية عام 2014، وفشلت عدة محاولات لعقد حوار سياسي بين الطرفين بسبب «أزمة ثقة» حادة.
وكان رئيس البرلمان السابق ورئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي المعارض مسعود ولد بلخير، القيادي في كتلة المعاهدة من أجل التناوب السلمي على السلطة، قد بدأ شهر أبريل (نيسان) الماضي وساطة من أجل جمع أطراف المشهد السياسي على طاولة الحوار، ونجح في عقد لقاءات مع جميع الأطراف، إذ أصدرت الحكومة وثيقة أبدت فيها استعدادها للدخول في حوار وطني من دون أي خطوط حمراء، رد عليها منتدى المعارضة بوثيقة أخرى تضمنت ما سماه «ممهدات الحوار»، وهي عبارة عن شروط لإثبات حسن نية النظام.
من جهتها أبلغت الحكومة بصفة شفوية المنتدى بقبول جميع الشروط باستثناء تشكيل حكومة ائتلاف وطني، بينما طالب منتدى المعارضة بأن يكون رد الحكومة على الممهدات مكتوبًا وموقعًا بصفة رسمية من طرف الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية المكلف بملف الحوار من طرف الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وهو ما رفضه الأخير لتتوقف الاتصالات بين الطرفين.
في غضون ذلك دعت الحكومة شهر أغسطس (آب) الماضي جميع الأحزاب السياسية بما فيها أحزاب المعارضة الراديكالية إلى عقد لقاء تشاوري يمهد للحوار الوطني، ويهدف اللقاء الذي انطلق يوم أمس إلى تحديد موعد للحوار ووضع خطة عمل تحدد المواضيع التي ستتم مناقشتها في جلساته المرتقبة.
وشارك في اللقاء عدد من الشخصيات والأحزاب المنسحبة من صفوف منتدى المعارضة، بينما شارك فيه الرئيس الدوري لكتلة المعاهدة من أجل التناوب السلمي على السلطة بيجل ولد هميد الذي دعا خلال اللقاء التمهيدي إلى تأجيل الحوار من أجل إفساح المجال أمام مشاركة بقية الأطراف السياسية.
وأشار ولد هميد في كلمة خلال افتتاح اللقاء إلى أن كتلة المعاهدة تسعى إلى لعب دور «الوسيط المسهل» للحوار بين الحكومة ومنتدى المعارضة، مؤكدًا أن تأجيل موعد الحوار سيدعم جهودها من أجل تقريب وجهات نظر الطرفين. وأكد ولد هميد أنه سيعقد لقاءات مع جميع أطراف المشهد السياسي، بما في ذلك الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وذلك ضمن مساعيه لمشاركة الجميع في حوار وطني شامل، داعيًا في السياق ذاته المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة إلى «التعاطي الإيجابي» مع هذه المساعي.
من جانبه رفض المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة الذي يضم في صفوفه 11 حزبًا سياسيًا معارضًا، المشاركة في اللقاء التمهيدي والحوار بالصيغة التي تدعو إليها الحكومة، وقال المسؤول الإعلامي للمنتدى المختار ولد سيدي مولود في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «جميع الأحزاب المنخرطة في المنتدى أجمعت على رفض الحوار بهذه الطريقة»، وأضاف: «النظام لا يلجأ إلى الحوار إلا إذا كان لديه مشروع يريد تمريره عن طريق المعارضة، وما دام هذا المشروع لا يخدم مصلحة الشعب الموريتاني فنحن نرفض المشاركة في تمريره».
وأكد ولد سيدي مولود في حديث مع «الشرق الأوسط» على هامش ندوة أقامها المنتدى لرفض دعوة الحكومة مساء أول من أمس أن النظام يسعى إلى شق صف المعارضة، وقال: «اكتشفنا مؤخرًا أن النظام اتصل ببعض أحزاب المعارضة من أجل تفريق صفها وتفكيكه، ولكننا استطعنا تحقيق الإجماع على رفض أي حوار غير جاد ولا يفضي إلى نتائج ملموسة تخرج موريتانيا من الأزمة السياسية»، وفق تعبيره.
من جانبه قلل المسؤول الإعلامي لائتلاف أحزاب الأغلبية الحاكمة الكوري ولد عبد المولى من أهمية غياب منتدى المعارضة عن جلسات اللقاء التشاوري، وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «مشاركة منتدى المعارضة أو غيره من التشكيلات السياسية ليست هدفًا في حد ذاتها، وإنما المهم بالنسبة لنا هو أن يشارك الشعب الموريتاني».
وأضاف ولد عبد المولى: «نحن دعونا الموريتانيين الراغبين في طرح أفكار ووجهات نظر حول مواضيع تهم الجميع، ولم نحدد نصابًا لعقد جلسات التشاور، لبى الدعوة من هو مهتم، ولا يعني غياب المنتدى أو غيره أن الموريتانيين غير مهتمين».
وأوضح المسؤول الإعلامي لائتلاف أحزاب الأغلبية أن الهدف من اللقاء الذي انطلق أمس هو «التمهيد لحوار طالما طالب به المنتدى بشكل خاص والمعارضة بصفة عامة، ودومًا نستجيب لهم ونلبي مطالبهم للمشاركة في الحوار، ولكنهم يتراجعون دومًا في اللحظات الأخيرة، ومن غير المنطقي أن تتوقف الحياة السياسية ويتوقف الحوار فقط لأن المنتدى لا يريده».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.