اليمن يرفض مقترحًا حوثيًا بعودة حكومة بحاح 60 يومًا إلى صنعاء

هادي يشكل لجنة للتحقيق في حوادث انتهاكات حقوق الإنسان منذ 2011

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي
TT

اليمن يرفض مقترحًا حوثيًا بعودة حكومة بحاح 60 يومًا إلى صنعاء

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي

أكد مسؤول يمني لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن الحكومة الشرعية رفضت إحدى مطالب الانقلابيين المتمثلة في عودة الحكومة اليمنية تحت مسمى تصريف الأعمال لمدة 60 يومًا إلى صنعاء، وذلك عقب لقاء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مع إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي لليمن مساء أول من أمس بالرياض.
وأوضح المسؤول اليمني أن القوى الانقلابية طالبت خلال إحدى المقترحات السبعة التي حملها المبعوث الأممي ولد الشيخ من مسقط إلى الرياض، عودة حكومة خالد بحاح التي شكلت بتوافق الآراء، بحيث تنفذ مهامها كحكومة تصريف أعمال لمدة 60 يوما، يتم خلالها تشكيل حكومة وحدة وطنية، الأمر الذي قوبل بالرفض التام.
وقال المسؤول اليمني، إن على الانقلابيين أن يعلنوا التزامهم الصريح، بالقرارات الأممية بشكل واضح، مؤكدًا أن الحكومة اليمنية قدمت آلية واضحة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وأن على تلك القوى الانقلابية تقديم آليتهم لتطبيق القرارات الأممية.
وأضاف: «في حال تطبيق ذلك فنحن مستعدون للالتقاء لوضع النقاط على الحروف وفق آلية مزمنة، تكون لتنفيذ القرار لا الخروج عليه».
وأشار المسؤول اليمني إلى أن الحكومة الشرعية، اعتادت على معرفة الانقلابيين بعد الالتزام التام للشروط والقرارات منذ أن كانوا على طاولة الحوار الوطني باليمن، ولا يملكون أي التزام نتيجة لضعف خلفيتهم السياسية، والتأسيس على الفكر العسكري الإجرامي، خصوصا وأن المماطلات التي يقومون بها، من أجل تغطية خسائرهم على أرض الميدان داخل المناطق التي تحاصرها المقاومة الشعبية والجيش الوطني بالتنسيق مع تحالف إعادة الأمل، ووضعهم على الأرض، أصبح حرجًا للغاية.
إلى ذلك، أوضح الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، خلال لقائه مع إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي لليمن، أن ما تقوم به الميليشيات الحوثية وصالح هي «جرائم حرب» مكتملة الأركان، مشددًا على أنه لا يمكن السكوت عنها وترك مرتكبيها دون عقاب، مؤكدًا على ضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن الخاصة باليمن خصوصا القرار 2216.
وقال الرئيس اليمني، إن أي حلول سياسية يجب أن تؤدي إلى التطبيق الكامل لقرارات الشرعية الدولية، وانسحاب الميليشيات الانقلابية من جميع المحافظات وتسليم السلاح وعودة الشرعية، مشددًا على أن السلطات الشرعية، تسعى للسلام وعودة الدولة والسلطة المغتصبة بقوة السلاح إلى مؤسساتها الرسمية.
وأضاف: «الجهود والمساندة التي تقدمها قوات التحالف العربي للجيش الوطني والمقاومة الشعبية في اليمن، لها دور كبير في الانتقال من مرحلة المقاومة إلى الانتصار وتطهير المدن من القوى الانقلابية».
ودعا هادي، المجتمع الدولي إلى الإسهام الفاعل والوقوف إلى جانب الشعب اليمني في إعادة الإعمار وبناء ما دمرته الميليشيات الانقلابية، مبينًا أن الميليشيات المتمردة مستمرة في غيها، من خلال ما تقوم به من استهداف منازل السكان بمختلف الأسلحة الثقيلة في محافظات تعز وإب والحديدة ومأرب، إلى جانب استهدافها للمنشآت الطبية وفرق الهلال الأحمر اليمني والصليب الحمر الدولية وتنفيذها حملات اعتقالات تعسفية ضد المدنيين والصحافيين والناشطين الحقوقيين والسياسيين في العاصمة صنعاء وغيرها من المدن اليمنية.
من جهة أخرى، أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس، قرارًا جمهوريًا يقضي بإنشاء اللجنة الوطنية بالتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان منذ عام 2011، تتكون من تسعة أعضاء.
ووفقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، فإن القرار نص على أن يكون للجنة مقر مؤقت في عدن، ويجوز أن تنشئ مقارًا فرعية لها في المحافظات إذا لزم الأمر، وتكون مهمة اللجنة التحقيق في ادعاءات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني منذ عام 2011.
ومنح القرار اتخاذ كافة سبل التحقيق اللازمة للاطلاع أو الحصول على الأدلة والبراهين والمعلومات التي تم جمعها المتعلقة بأي انتهاكات لحقوق الإنسان منذ يناير (كانون الثاني) 2011 ويحدد النطاق الزمني المشمول بعمل اللجنة ابتداء من الشهر ذاته وانتهاء ببسط سلطات الدولة في كل أنحاء البلاد، وتكون مدة عمل اللجنة سنة من تاريخ صدور هذا القرار ويجوز تمديد هذه المدة بسنة أخرى بقرار جمهوري.
وقضى القرار تشكيل لجنة للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان منذ العام 2011 برئاسة القاضي قاهر مصطفى على إبراهيم وعضوية كل من الدكتور أبو بكر عوض محمد باصالح، وأحمد علي الوادعي، والقاضي نورة ضيف الله محمد قائد، والقاضي حسين أحمد محمد العرشي، والدكتورة كريمة مرشد حسن، وإشراق فضل ألمقطري، والقاضي نبيل عبد الحبيب محمد النقيب، وعبد الرحمن علي أحمد برمان.
كما قضى بأن تتولى اللجنة مهامها واختصاصاتها وفقًا للقرار الجمهوري رقم 140 لسنة 2012 وتعديلاته بشأن إنشاء وتشكيل لجنة وطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان منذ عام 2011.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.