مبعوث الأمم المتحدة يستبق تقاعده بتفاؤل عن إمكانية توقيع اتفاق سلام في ليبيا

حزب الإخوان يتحدث عن اتفاق وشيك.. واستمرار القتال في بنغازي ودرنة

مبعوث الأمم المتحدة يستبق تقاعده بتفاؤل عن إمكانية توقيع اتفاق سلام في ليبيا
TT

مبعوث الأمم المتحدة يستبق تقاعده بتفاؤل عن إمكانية توقيع اتفاق سلام في ليبيا

مبعوث الأمم المتحدة يستبق تقاعده بتفاؤل عن إمكانية توقيع اتفاق سلام في ليبيا

توقع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، برناردينو ليون، الذي سيغادر منصبه على ما يبدو، التوصل إلى اتفاق بحلول العشرين من الشهر الحالي لحل الأزمة الليبية، بينما أعلن محمد صوان، رئيس حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، «عن قرب التوصل لاتفاق نهائي»، معتبرًا أن الأجواء كانت إيجابية بمدينة جنيف السويسرية، حيث عقدت الجولة الأخيرة من الحوار الذي تقوده بعثة الأمم المتحدة بين الأطراف المتنازعة على السلطة في ليبيا.
وقال صوان في بيان له: «نبشر شعبنا بأن مجهودات ما يقارب من عام من العمل المتواصل من أجل إنهاء الانقسام وإطفاء لهيب الحرب بين الأشقاء، قد أوشكت على تحقيق توافق بين الفرقاء الليبيين». وأضاف: «ندرك طول الطريق وصعوبته.. وأنه ما زال هناك الكثير من العقبات في الطريق؛ لكنها لن تعيق إنهاء حالة الانقسام ورأب الصدع وتحقيق المصالحة الكاملة بين أبناء الشعب الليبي»، موضحًا أنه «تمت الاستجابة إلى تلبية أغلب مطالب المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته، والتحفظات التي أبداها حزب العدالة والبناء والنواب المقاطعون لمجلس النواب ومجالس البلديات، ولم يبق إلا القليل ليكون هذا الاتفاق قابلاً للتوقيع النهائي».
من جهته، قال رئيس وفد برلمان طرابلس، إن ليون «اقترح أفكارًا جديدة وصيغًا جديدة لمعالجة بعض هواجس المؤتمر الوطني»، وإن ليون قال إنه يعتقد أنه يمكن إضافتها إلى الاتفاق إذا وافق عليها الجانبان.
وأضاف أنه يجب ألا يتوقع من أحد مساندة نهائية للاتفاق إذا لم يتم معالجة مخاوفه، معربًا عن أمله أن يقام حفل توقيع الاتفاق في ليبيا في نحو 20 من سبتمبر (أيلول) الحالي، مع أنه لم يتم بعد مناقشة هذا الأمر وأن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ بعد ذلك بشهر.
وقالت السفيرة الأميركية لدى ليبيا، ديبورا جونز، إن الأغلبية الساحقة من الليبيين تريد أن تنجح جهود الأمم المتحدة، وأن تسفر عن تشكيل حكومة وإنهاء الاقتتال في ليبيا ومن ثم إعادة الأمن وسيادة القانون وبيئة تنظيمية ملائمة.
ونقلت عنها وكالة «رويترز» قولها: «ما نحاول فعله وما يحاول المبعوث الخاص فعله هو إنجاز مهمة صعبة وإن كانت غير مستحيلة»، كما عدت أن مسودة اتفاق ليون «أساس سليم» لبناء الدولة الليبية؛ مما يساعد على معالجة المشكلات الملحة مثل الإرهاب».
وكان المبعوث الأممي ليون الذي اجتمع مع مفاوضين من برلمان طرابلس على مدى خمس ساعات، أول من أمس، قد أعلن أنه يتوقع عقد جولة محادثات جديدة، (الأربعاء) القادم، بينما قال دبلوماسيون إنها «ستكون في الصغيرات بالمغرب».
وأضاف ليون: «لدينا، حقًا، فرصة للتوصل إلى اتفاق نهائي في الأيام القادمة، وليس بوسعنا وليس بوسع ليبيا أن تضيع هذه الفرصة»، لافتًا إلى أن «أكثر الأمور صعوبة لم تحل بعد، وأن الجانبين لم يحسما بعد مسألة من ستتألف منهم الحكومة».
وينقضي تفويض مجلس النواب للحكومة الليبية المعترف بها دوليًا في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل؛ لكن ليون قال في المقابل إن «حلول هذا الموعد دون التوصل لاتفاق سيكون أمرًا بالغ الخطورة».
وتأتى تصريحات ليون بعدما أعلن دبلوماسيون أنه قد يتطلع أيضًا إلى التنحي عن منصبه قريبًا، علمًا بأن الدبلوماسي الألماني مارتن كوبلر، الذي يترأس بعثة الأمم المتحدة في الكونغو الديمقراطية حاليًا، هو المرشح الأول لخلافة ليون.
وعمل كوبلر كمبعوث للأمم المتحدة في العراق وأفغانستان والكونغو الديمقراطية، كما تولى منصب سفير ألمانيا لدى القاهرة وبغداد.
إلى ذلك، قال مسؤولون عسكريون إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين تنظيم داعش ووحدات من الجيش الليبي قرب مدينة درنة بشرق البلاد؛ مما أسفر عن مقتل أربعة جنود.
وقال ناصر الحاسي، المتحدث باسم القوات الجوية الليبية، إن «القوات الجوية هاجمت أيضًا أهدافًا يشتبه بأنها تابعة لـ(داعش) في بنغازي، التي لقي فيها 5 أشخاص مصرعهم وأصيب 28 آخرون من المدنيين، جراء استهداف الأحياء السكنية خلال أغسطس (آب) الماضي».
في غضون ذلك، كشفت وكالة الأنباء الموالية لحكومة طرابلس غير المعترف بها دوليًا، النقاب عن زيارة مفاجئة لرئيس الحكومة خليفة الغويل إلى تركيا، مشيرة إلى أنه اجتمع بنظيره التركي أحمد داود أوغلو في أنقرة. وقالت إن الاجتماع ناقش توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين والاتفاق على تفعيل التأشيرة الإلكترونية، بالإضافة إلى عودة الشركات التركية للعمل في ليبيا ومناقشة الوضع الاقتصادي للبلدين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.