«كلاريدجز».. شاي لا بد منه

150 عامًا على تقديم أفضل نوع إنجليزي

تدريب مكثف للعاملين لمعرفة كيفية تحضير الشاي، ساندويتشات بنكهات مختلفة، صالة انيقة لتقديم الشاي، حلوى السكونز مع المربى والقشدة
تدريب مكثف للعاملين لمعرفة كيفية تحضير الشاي، ساندويتشات بنكهات مختلفة، صالة انيقة لتقديم الشاي، حلوى السكونز مع المربى والقشدة
TT

«كلاريدجز».. شاي لا بد منه

تدريب مكثف للعاملين لمعرفة كيفية تحضير الشاي، ساندويتشات بنكهات مختلفة، صالة انيقة لتقديم الشاي، حلوى السكونز مع المربى والقشدة
تدريب مكثف للعاملين لمعرفة كيفية تحضير الشاي، ساندويتشات بنكهات مختلفة، صالة انيقة لتقديم الشاي، حلوى السكونز مع المربى والقشدة

تقليد الشاي الإنجليزي لا يمكن أن يضاهيه أي تقليد آخر في بريطانيا، وفي الآونة الأخيرة تبنت هذا التقليد عدة مطاعم وفنادق في العاصمة لندن، ولكن تبقى هناك عناوين نخبوية لا تقبل المقارنة ولا تدخل حتى في صراع المنافسة مع الأماكن الأخرى التي تقدم الشاي الإنجليزي المعروف باسم Afternoon Tea أو 5 O’clock Tea نسبة لمنشأ الفكرة لتناول الإنجليز الشاي مع تشكيلة من الساندويتشات عند الساعة الخامسة بعد الظهر، وهذه هي الفترة التي تفصل الغداء عن العشاء، واستمر التقليد ولمعت أسماء محدودة ولا تتعدى عدد أصابع اليد في لندن تقدم هذا الشاي الإنجليزي التقليدي كما يجب وبكل ما فيه من كلاسيكية وجمالية.

* كلاريدجز من بين الأفضل
ويبقى اسم «كلاريدجز» من بين أهم الأسماء التي يتداولها عشاق الشاي في لندن، وما يساعد الفندق على احتلال المرتبة الأولى في تقديم الشاي عصر كل يوم هو تصميم الفندق وتاريخه، عراقته وكلاسيكيته، ففي وقت أدخلت فيه عددت من التعديلات على طريقة تقديم الشاي الإنجليزي، حافظت فنادق على طراز كلاريدجز والريتز في لندن على الكلاسيكية المعهودة مع التشديد على النوعية والجو العام للمكان.
عندما تصل إلى «كلاريدجز» تستقبلك قاعة تقديم الشاي الواقعة في صدر البهو الرئيسي على أنغام البيانو والتشيللو، ولا يمكن إلا أن تلاحظ روعة الأواني والأكواب وحاويات السكر باللونين الأخضر الفاتح المقلم باللون الأبيض، وهذه هي علامة فارقة في كلاريدجز تعرف من خلالها أن الشاي فريد تماما مثل الأواني التي صممت خصيصا للفندق من قبل «بيرناردو».
لكلاريدجز باع طويل في تقديم الشاي الإنجليزي يمتد على مدى أكثر من 150 عاما من الحرفية والجودة، وعلى مر السنين أضيفت أنواع أخرى من الشاي ليصل عددها إلى أكثر من ثلاثين صنفا يتم اختيارها بعناية من سريلانكا والهند وأفريقيا والصين وحتى المملكة المتحدة.
وتتولى اختصاصية الشاي هنريتا لوفيل مهمة اختيار الشاي وتنسيقه مع الساندويتشات والنكهات الأخرى في الأطباق التي ترافقه.
ومن بين أنواع الشاي الفريدة التي تقدم في كلاريدجز الشاي الأبيض ومصدره أعالي جبال فيجي في أقاصي جنوب الصين، وهذا النوع من الشاي هو الأكثر شهرة وحائز أكبر عدد من الجوائز العالمية. بالإضافة إلى نوع آخر يستورد من مالاوي ولا يمكن أن تجده إلا في كلاريدجز.
ونوعية الشاي ليست هي الوحيدة سر نجاح الشاي الإنجليزي في كلايردجز، لأن هناك تركيزا قويا على تدريب العاملين والندل على كيفية غلي الشاي وتقديمه بحيث يتم تحديد وزن كمية الشاي قبل إحضاره إلى الطاولة، كما يجب أن يغلي الماء بحرارة معينة وتؤخذ بالحسبان عملية إضافة الشاي إلى الماء الساخن على الطاولة لتكون الخلطة ناجحة في كل مرة نسكب فيها الشاي.
وتقدم مع الشاي تشكيلة رائعة من الساندويتشات، ويمكنك الحصول على أي نوع تفضله منها من دون تحديد الكمية، وبعد الساندويتشات يأتي دور الحلويات المنمقة، فيصعب عليك أكلها من شدة حلاوة تصميمها وطريقة تقديمها، ولكن بالنهاية فهي مصنوعة لكي تؤكل لأن مذاقها لا يقل روعة عن شكلها.
وبحسب مارتن نيل الطاهي التنفيذي في كلاريدجز فيتم تحضير أكثر من 200 قطعة من كل نوع حلوى يوميا في مطبخ الفندق الذي يشبه خلية النحل، فحجمه كبير جدا والعاملون فيه منظمون بشكل لافت، فلا يتزاحم أحد على صنع أي شيء، وأجمل ما يمكن أن تراه هو الطاهية المختصة بالحلوى وهي تحضر كل قطعة حلوى بحب وعناية فائقة.
ولا يكتمل الشاي الإنجليزي من دون حلوى السكونز Scones مع الزبيب أو من دون، وتأكله مع المربى والقشدة أو الزبدة، فالمذاق رائع وهش ويذوب بالفم.
وبحسب كل من جرب الشاي الإنجليزي في مكان راق في لندن، فهناك رهبة لهذا التقليد الذي يشهق بالأناقة التي تترجم في الجو العام وفي هندام الموجودين، في أماكن من كلاريدجز والريتز يمنع ارتداء الجينز والثياب غير اللائقة، فالأناقة وبذل الجهد للحصول على هندام لائق مهم جدا.
يتم تقديم الشاي الإنجليزي في كلاريدجز ما بين الساعة 2.45 والساعة 5.30 من بعد ظهر كل يوم، وكلفة الشاي للشخص الواحد 50 جنيها إسترلينيا (نحو 80 دولارا أميركيا). من الضروري الحجز المسبق، ويمكنك ذلك من خلال زيارة الموقع التالي: www.claridges.co.uk أو الاتصال بالرقم: 0207 409 6307



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.