11 مسجدًا في درعا دمرتها نيران النظام السوري أبرزها المسجد الأثري «العمري»

لا توجد إحصائيات توثيق عدد المساجد التي طالها الدمار في عموم سوريا

أحد مساجد درعا التي دمرتها نيران النظام السوري خلال ما يقارب السنوات الخمس (الأناضول)
أحد مساجد درعا التي دمرتها نيران النظام السوري خلال ما يقارب السنوات الخمس (الأناضول)
TT

11 مسجدًا في درعا دمرتها نيران النظام السوري أبرزها المسجد الأثري «العمري»

أحد مساجد درعا التي دمرتها نيران النظام السوري خلال ما يقارب السنوات الخمس (الأناضول)
أحد مساجد درعا التي دمرتها نيران النظام السوري خلال ما يقارب السنوات الخمس (الأناضول)

يقوم الأهالي في درعا جنوب سوريا إذ انطلقت الثورة في ربيع 2011، بإجراء إصلاحات أولية في بعض المساجد المتضرّرة من القصف النظامي لها جوا وبرا، لإعادة الصلاة فيها وإحيائها، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها سكان المحافظة.
ورصدت وكالة الأناضول 11 مسجدًا كانت في مرمى النيران في أنحاء متفرقة من مدينة درعا الواقعة إلى الجنوب من سوريا، والتي تعرضت للنسف بالألغام، أو القصف بالطيران والمدفعية من قبل قوات النظام.
وبلغ عدد المساجد المدمرة بشكل كامل ثلاثة، فيما ثمانية مساجد دُمرت جزئيًا.
ومن المساجد التي جرى تدميرها بشكل كامل، جامع أبو بكر الصديق الذي تعرض للقصف المدفعي في أغسطس (آب) 2013، والشيخ عبد العزيز أبازيد، الذي جرى نسفه بالألغام في أكتوبر (تشرين الأول) 2014.
كذلك تعرض مسجد بلال للحرق والقصف في فبراير (شباط)، ومارس (آذار) عام 2014، الأمر الذي أدى إلى تدميره بالكامل.
ومن بين أبرز وأهم تلك المساجد التي دُمرت بشكل جزئي، يُطل المسجد العمري الأثري، وسط المدينة، والذي يُعد رمزًا للثوار، حيث كان مهد انطلاق المظاهرات المناهضة للنظام عام 2011. إذ بعد انسحابها من المنطقة المحيطة بدرعا عام 2012، استهدفت قوات النظام، المسجد بعدد من القذائف الصاروخية، مما أدى إلى انهيار مئذنته، وتدمير أجزاء منه.
مسجد المنصور هو الآخر تعرض للقصف في يونيو (حزيران) 2013، وأسفر القصف عن سقوط مئذنته. كما تعرضت مساجد الأربعين، والقدس، وأبو هريرة، للقصف بقذائف صاروخية عام 2014، مما أدى إلى تدمير مآذنها.
وفي يناير (كانون الثاني) 2015، نال القصف من مسجدي حمزة، والعباس، مما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة بهما. وفي مطلع العام نفسه تعرض مسجد الحسين للقصف، قبل أن يتم استهدافه مرة أخرى في منتصف العام، مما أسفر عن إلحاق أضرار جسيمة به.
ويقول الناشط الإعلامي المعارض محمد أبازيد لـ«الأناضول»، إنّ «قوات النظام كانت تتخذ من مساجد المدينة مقرات عسكرية لها، وتعبث بها دون أي احترام لمكانتها كدور للعبادة».
وأضاف: «النظام أحرق عددًا من مساجد المدينة ونسفها، مثل مسجد الشيخ عبد العزيز أبازيد، حيث قامت قواته بوضع ألغام في محيطه وتفجيره بشكل كامل، أما المساجد التي لم يتمكن من نسفها فقام بقصفها إما بطائراته أو مدفعياته».
وقبل نحو شهرين، بدأت المعارضة السورية المسلحة، عملية عسكرية، أطلقت عليها اسم «عاصفة الجنوب»، بهدف السيطرة على مدينة درعا الاستراتيجية المحاذية للحدود الأردنية، وقطع الطريق الدولي الواصل بين المدينة والعاصمة دمشق، لكنها لم تتمكن حتى الآن من تحقيق تقدم يذكر.
يشار إلى أنه لا توجد إحصائيات وتوثيقات حقوقية لعدد المساجد التي طالها الدمار في عموم سوريا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.