أمين عام «الأصالة والمعاصرة» المعارض: لا يوجد رئيس حكومة في المغرب

تحدى ابن كيران في تجمع خطابي أن يقدم حصيلة ما أنجزته حكومته

الباكوري يحيي تجمعا انتخابيا في الدار البيضاء مساء أول من أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
الباكوري يحيي تجمعا انتخابيا في الدار البيضاء مساء أول من أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

أمين عام «الأصالة والمعاصرة» المعارض: لا يوجد رئيس حكومة في المغرب

الباكوري يحيي تجمعا انتخابيا في الدار البيضاء مساء أول من أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
الباكوري يحيي تجمعا انتخابيا في الدار البيضاء مساء أول من أمس (تصوير: مصطفى حبيس)

وجه مصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة (المعارضة)، انتقادات لاذعة لعبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية. وقال الباكوري الذي كان يتحدث، مساء أول من أمس، أمام تجمع خطابي في الدار البيضاء، إن ابن كيران لا يتحدث باسم الحكومة أو الأغلبية، وعزا ذلك إلى غياب إنجازات الحكومة وعدم القدرة على التحدث عن حصيلتها، مضيفا أنه لا يوجد رئيس حكومة في المغرب، وأنه «يوجد فقط ابن كيران فقد توازنه وبدأ يشوش على من يعملون ويستعدون للعمل».
وتأسف الباكوري لغياب حصيلة للحكومة، متحديا ابن كيران في تقديمها والدفاع عنها أمام الشعب المغربي، كما دعاه إلى زيارة كثير من الجهات، ومواجهة الناس بالإنجازات حتى يتسنى له رؤية التهميش والعوائق الاجتماعية التي تعاني منها بعض المناطق في غياب التنمية، مشيرا إلى أن ابن كيران يكتفي فقط بالتهجم على الآخرين، لا سيما أنه سب في السابق قادة أحزاب يشكلون معه اليوم الأغلبية الحكومية. وتساءل الباكوري: «ماذا أعدت الحكومة في ما يخص مشروع الجهوية من أجل التفوق على العدو الكبير وهو الفقر والتهميش والجهل؟»، وأكد على ضرورة أن تكون الجهوية فرصة لنقل البلاد نقلة نوعية في البنيات التحتية واستغلال الموارد البشرية واندماج الثقافة.
وانتقد الباكوري زعماء بعض الأحزاب في إطار حملاتهم الانتخابية، متهما إياهم بالكسل. وقال إن زمن الزعماء الحقيقيين لم يبقَ سوى في مخيلة الناس. وأضاف: «كل واحد يود أن ينصب نفسه زعيما، بينما الزعامة هي العمل الذي تجند له حزب الأصالة والمعاصرة بقيادته وبمسؤولية».
يشار إلى أن التجمع الخطابي لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي نظم في المركز الدولي للمؤتمرات والمعارض التابع لمكتب الصرف في الدار البيضاء، شهد حضور أعضاء المكتب السياسي للحزب، وأكثر من عشرين ألف مشارك.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».