المظاهرات المطالبة بإقالة رئيس مجلس القضاء تنتقل إلى مقره

مستشار قانوني: المحمود تحول إلى جدار تتحطم عليه إصلاحات العبادي

متظاهرون يرددون هتافات تطالب بإقالة رئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود أمام مقر المجلس في بغداد أمس (رويترز)
متظاهرون يرددون هتافات تطالب بإقالة رئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود أمام مقر المجلس في بغداد أمس (رويترز)
TT

المظاهرات المطالبة بإقالة رئيس مجلس القضاء تنتقل إلى مقره

متظاهرون يرددون هتافات تطالب بإقالة رئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود أمام مقر المجلس في بغداد أمس (رويترز)
متظاهرون يرددون هتافات تطالب بإقالة رئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود أمام مقر المجلس في بغداد أمس (رويترز)

بعدما خصص المتظاهرون المطالبون بالإصلاح في العراق آخر جمعتين من تظاهراتهم في ساحة التحرير في قلب بغداد للمطالبة بإصلاح القضاء وإقالة رئيسه مدحت المحمود، نظم العشرات منهم أمس تظاهرة أمام مبنى مجلس القضاء الأعلى رفعوا خلالها شعارات ورددوا هتافات طالبت بإقالة المحمود.
وكان المتحدث الرسمي باسم السلطة القضائية عبد الستار البيرقدار استبق تظاهرات أمس ببيان أول من أمس أكد فيه أن مجلس القضاء الأعلى كان سيناقش أمس «المقترحات التي وردته من دوائر القضاء في العراق»، مشيرًا إلى أن «الجلسة ستشهد اتخاذ قرارات مهمة على صعيد تطوير المسيرة القضائية ومعالجة كل السلبيات، إن وجدت، بكل موضوعية وشفافية». وأكد المتحدث أن «القضاء حريص على اطلاع الرأي العام على جميع القرارات التي ستتخذ».
وكانت المرجعية الدينية العليا، قد شددت الجمعة الماضية على ضرورة إصلاح الجهاز القضائي كخطوة أساسية لتحقيق الإصلاحات التي أعلنتها الحكومة مؤخرًا. وقال ممثلها في كربلاء عبد المهدي الكربلائي: «إن من أهم متطلبات العملية الإصلاحية إصلاح الجهاز القضائي كونه يشكل ركنا مهما لاستكمال حزم الإصلاح، ولا يمكن أن يتم الإصلاح الحقيقي دونه». وأضاف أن «الفساد وإن استشرى حتى في القضاء إلا أنه من المؤكد وجود عدد غير قليل من القضاة الشرفاء الذين لم تتلوث أيديهم بالرشوة ولا تأخذهم في الحق لومة لائم فلا بد من الاعتماد على هؤلاء في إصلاح الجهاز القضائي ليكون المرتكز الأساس لإصلاح بقية مؤسسات الدولة».
من جانبه، دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي السلطة القضائية عقب دعوة المرجعية لإصلاح القضاء إلى القيام بسلسلة إجراءات جذرية «لتأكيد هيبة القضاء واستقلاله وتمكينه من محاربة الفساد وتكريس مبدأ العدالة بين المواطنين». وكان رد السلطة القضائية هو رفضها بالإجماع طلب رئيسها القاضي مدحت المحمود بإحالته على التقاعد.
وفي هذا السياق، أكد المستشار القانوني أحمد العبادي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «القاضي مدحت المحمود قد تسلط على القضاء العراقي منذ 12 عاما بأوامر أميركية وأنه يمارس صلاحيات مطلقة منذ ذلك التاريخ بسبب أنه جلب إلى القضاء مسؤولين ضعاف يأتمرون بأمره بدءا من المدعي العام إلى رئيس الإشراف القضائي إلى أعضاء محكمة التمييز وبالتالي فإن أي إصلاح يريد أن يحققه رئيس الوزراء حيدر العبادي يصطدم بجدار قوي اسمه مدحت المحمود».
وأضاف أحمد العبادي أن «كل قرارات المحكمة الاتحادية صاغها المحمود لصالح رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وهو ما يعني أن إرادة التعطيل موجودة في حال لم يجر تغيير جذري في السلطة القضائية». وأوضح العبادي أن «المحمود يحاجج دائما من يعترض على السلطة القضائية أو إنه يتفرد في القرارات أن لدينا 12 عضوًا في محكمة التمييز، وهذا صحيح من الناحية الشكلية، لكن أيا من هؤلاء لا يستطيع أن يقول للمحمود (ثلث الثلاثة كم)». وأشار إلى أن «المحكمة الاتحادية جاهزة الآن للطعن في معظم ما أعلنه العبادي من إصلاحات، وهذه مشكلة كبيرة ما لم توضع حلول جذرية ومنها إما إلزام المحمود بتقديم استقالته أو صدور مرسوم جمهوري بذلك لأن العبادي كرئيس سلطة تنفيذية لا يستطيع التدخل في عمل القضاء، وبالتالي ليس من صلاحياته إقالة المحمود».
وبشان الطريقة التي يمكن بها الخروج من هذا المأزق، قال المستشار القانوني: «إن الحل يكمن في أن يتخذ البرلمان قرارًا بإلغاء قانون المحكمة الاتحادية الذي أقره الحاكم المدني الأميركي بول بريمر ويضع شروطا لمدة رئاسة السلطة القضائية كما يفصل بين مجلس القضاء الأعلى والمحكمة الاتحادية العليا».
وردًا على سؤال بشأن لماذا لا يتم الاتفاق على فصل المحكمة الاتحادية العليا عن مجلس القضاء، كشف العبادي أن «هناك أطرافا نافذة في التحالف الوطني (الكتلة البرلمانية الشيعية) تريد أن يكون رئيس مجلس القضاء الأعلى هو نفسه رئيس المحكمة الاتحادية لأنه في حال تم الفصل سيكون على رأس السلطة القضائية اثنان، واحد شيعي وواحد سني، بينما الذي يقود القضاء حاليًا واحد وهو شيعي رغم أنه تحول إلى أكبر عقبة أمام الإصلاحات التي يقوم بها رئيس الوزراء الشيعي حيدر العبادي علمًا أن غالبية المطالبين بإقالة المحمود اليوم هم من الشيعة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار جغرافية التظاهرات التي تدور رحاها في محافظات ذات غالبية شيعية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.