الائتلاف يربط موافقته على خطة دي ميستورا للسلام في سوريا بتوضيح 3 نقاط

تساؤلاته تخص غياب السقف الزمني وضمانات التنفيذ وهيئة الحكم الانتقالية

الائتلاف يربط موافقته على خطة دي ميستورا للسلام في سوريا بتوضيح 3 نقاط
TT

الائتلاف يربط موافقته على خطة دي ميستورا للسلام في سوريا بتوضيح 3 نقاط

الائتلاف يربط موافقته على خطة دي ميستورا للسلام في سوريا بتوضيح 3 نقاط

تبنّت الهيئة العامة في الائتلاف الوطني السوري خلال اجتماعها الطارئ الذي استمر ثلاثة أيام في إسطنبول الملاحظات التي سبق للهيئة السياسية أن وضعتها حول خطّة عمل المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا التي تبناها مجلس الأمن، وقد ربطت موافقتها أو عدمها بالتوضيحات التي يفترض أن تحصل عليها.
وأوضح عضو الهيئة السياسية في الائتلاف محمد يحيى مكتبي، لـ«الشرق الأوسط»، أن الهيئة العامة وخلال اجتماعها الطارئ الذي استمر ثلاثة أيام في إسطنبول، والذي انتهى يوم أمس الأحد، كانت قد بحثت في الاستفسارات والتساؤلات التي سبق أن وضعتها الهيئة، وقد اتفق على تقديمها إلى دي ميستورا بانتظار الحصول على إيضاحات حولها لتبحث بعدها في الهيئة العامة ويتخذ القرار المناسب بشأنها. وذكّر مكتبي بالنقاط الثلاث التي ارتكزت عليها ملاحظات الائتلاف، وهي «عدم وضوح السقف الزمني لعمل اللجان»، و«ضمانات تنفيذ النتائج التي قد يتم التوصل إليها لا سيما أن التجارب مع النظام في هذا الإطار غير مشجعة، وخير مثال على ذلك ما حصل في (جنيف 2)، والنقطة الثالثة والجوهرية هي تلك المتعلقة بـ«هيئة الحكم الانتقالية بصلاحيات كاملة» والتي لم توضع كبند أساسي ورئيسي بل ضمن بند فرعي في قسم حمل عنوان «الشؤون السياسية والقانونية»، وهو الأمر الذي يستدعي الخوف من التقليل من دور هذا الأمر وجعله في مرحلة ثانية.
وكانت الهيئة السياسية للائتلاف قد اجتمعت مع فريق عمل دي ميستورا قبل أيام وطرحت عليه ملاحظاتها لكنها وصفت الردود بـ«غير الكافية»، وفق ما أعلنت في بيان لها «وهو الأمر الذي استدعى تقديم هذه الاستيضاحات خطيا إلى دي ميستورا وطلب الإجابة عنها بالطريقة نفسها».
وأشار مكتبي إلى أن ما توصلت إليه الهيئتان السياسية والعامة حول خطّة دي ميستورا ليس بعيدا عن موقف القوى العسكرية على الأرض، نظرا إلى التواصل الدائم بينهما. وأكّد أنّ هذا التواصل مستمر وسيتوطّد أكثر في المرحلة المقبلة، لا سيما من خلال «لجنة القيادة العسكرية العليا» التي تبحث في إعادة تشكيل القيادة العسكرية بعدما تمّ حلّ المجلس العسكري، مشدّدا على أهمية هذه القيادة والدور الذي ستلعبه عمليا عند التوصّل إلى أي اتفاق أو حل سياسي، أو حتى إذا استمر العمل العسكري. وأشار إلى أنّ هذه اللجنة قطعت شوطا كبيرا وإيجابيا في عملها في التفاوض وإجراء لقاءات كثيرة مع عدد كبير من الفصائل المعارضة والمجموعات العسكرية والضباط المنشقين في مختلف المناطق في محاولة لجمع مختلف الفئات.
وفي بيانها، قالت الهيئة السياسية: «من الواضح أن مسار العمل المقترح يستغرق وقتا طويلا، لا يمكن الموافقة على تمريره في ظل ما يقوم به نظام الأسد من سفك دماء وتدمير في بلادنا. وسوف يستفيد من هذا الوقت٬ لتعويم نفسه وتعزيز مكاسبه على الأرض، كما حصل في كل التجارب السابقة». وأضافت: «يضيع في طيات مسودة الخطة المقترحة الهدف المنشود من بيان (جنيف 1) وقرار مجلس الأمن 2118، وهو الاتفاق على تشكيل هيئة الحكم الانتقالية كاملة الصلاحيات٬ التي تُمكن من سرعة تبني خطة تنفيذية لبيان (جنيف 1)، وتوحد فرق العمل التي ستستكمل جميع التفاصيل. وما زال المجتمع الدولي يتهرب من مواجهة أساس المشكلة٬ وهو تحقيق الانتقال السياسي الجذري والشامل دون وجود الأسد وعصبته في المرحلة الانتقالية وما بعدها». واعتبرت «أنّه في الوقت الذي لم يعد فيه هنالك من شك في شرعية تمثيل قوى الثورة والمعارضة، يجري تشويه إرادة الشعب السوري من خلال الانتقائية في اختيار ممثليه٬ وأن أي عملية سياسية لا يمكن لها النجاح إلا إذا تمتعت بالنزاهة والحيادية في مصداقية التمثيل، وابتعدت عن أي إملاء أو محاولة تصنيع مسبق وخارجي». وكان مجلس الأمن الدولي أكد في 17 أغسطس (آب) الماضي أن «الحل الدائم للأزمة السورية هو من خلال عملية سياسية شاملة، بقيادة سورية، تلبي التطلعات المشروعة للشعب، بهدف التنفيذ الكامل لبيان جنيف الصادر في 30 يونيو (حزيران) 2012».
وتضمنت خطة دي ميستورا استحداث 4 مجموعات عمل تتركز على مجالات السلامة والحماية، ونصت بالأساس على إنهاء الحصار وضمان وصول المساعدات الطبية، والمسائل السياسية والدستورية،.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.