في ختام زيارته الرسمية إلى إيطاليا، صرح رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأنه لا يعارض برنامجا نوويا مدنيا يستخدم في إيران للأغراض السلمية، لكنه يعارض البرنامج النووي العسكري. وقال إن «الاتفاق النووي بين القوى الكبرى وإيران، يتيح لطهران توسيع بنية تحتية هائلة والاحتفاظ بها، وهي لا تحتاجها بتاتا لأغراض مدنية، لكنها ضرورية جدا لإنتاج أسلحة نووية».
وأضاف نتنياهو أن الاتفاق النووي كان بمثابة صفقة، «ستمكن إيران بعد 13 عاما، من امتلاك أي عدد من أجهزة الطرد المركزي يريدونه، من أجل تخصيب أي كمية من اليورانيوم يريدونها لأي مستوى.. وهذا سيؤدي بالدولة الإسلامية الإيرانية، التي تمارس الإرهاب في كل بقاع الأرض، إلى مكانة تكون فيها على وشك امتلاك ترسانة نووية كاملة. ولكن قبل ذلك بكثير، ستتلقى إيران مئات المليارات من الدولارات، نتيجة رفع العقوبات، واستثمارات ستصرف على تمويل عدوانها وإرهابها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجهما. أعتقد أن هذا سيجعل إيران أغنى وأقوى عسكريا عدة أضعاف، مما سيجعل التعامل مع طموحاتها النووية مستقبلا أصعب بكثير».
وكان نتنياهو قد زار إيطاليا لثلاثة أيام، التقى خلالها مع نظيره الإيطالي ماتيو رينزي، في مدينة فلورنسا، التي حوّلها إلى منبر للصراعات وتصفية الحسابات الحضارية. فقال: «يشرفني كثيرا زيارتي إلى مدينتكم فلورنسا، وأعتقد أن لقاءنا الأول كان عندما زرتم إسرائيل.. عندما كنتم رئيس بلدية فلورنسا. وفلورنسا هي بلا شك إحدى المدن الأكثر بهاء في العالم، وقد تركت بصمات لا تمحى على حضارتنا المشتركة. وهذه الحضارة تهدَّد اليوم من قبل (الإسلام المتطرف)، والوحشية التي يمارسها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، تلفت انتباه العالم وبحق. ولكنني أعتقد أن تهديدا أكثر خطورة عدة أضعاف، يكمن في دولة إسلامية أخرى وهي الدولة الإسلامية الإيرانية، خاصة في ضوء سعيها إلى امتلاك الأسلحة النووية».
كما التقى نتنياهو في فلورنسا رؤساء الجاليات اليهودية في إيطاليا، الذين يمثلون 21 جالية تضم 24 ألف نسمة. ونفى في مستهل اللقاء، وجود تأثير حقيقي للمقاطعة العربية والدولية لإسرائيل. وقال: «العالم يؤمن بالتكنولوجيا الإسرائيلية، لأن العلوم والتكنولوجيا أقوى من جميع المقاطعات. نريد أن نقدم التكنولوجيا الإسرائيلية إلى العالم أجمع، ولكننا نشاهد كفاحا يخاض بين قوى التقدم والحداثة والقوى المظلمة التي تسعى إلى إعادتنا إلى الوراء. هذا هو كفاح بين الحرية والعبودية، بين نور النهار وظلام الليل. إننا نحارب ليس من أجل الحفاظ على أسلوب الحياة المشترك لنا وحسب، بل على الحقيقة أيضا، لأننا نحارب الأكاذيب التي تروج ضدنا. ورئيس الوزراء الإيطالي رينزي شريك أساسي في هذا الكفاح، وأتطلع إلى لقائنا غدا».
المعروف أن وفدا أميركيا بقيادة نائب وزير المالية لشؤون الإرهاب والاستخبارات، آدام زوبين، المكلف بالموضوع الإيراني، يواصل مباحثاته في إسرائيل، حول مواجهة النشاط الإيراني لدعم التنظيمات الإرهابية. وقالت مصادر سياسية في تل أبيب إن هناك أجواء إيجابية في هذه المباحثات، هدفها جعل الخلاف بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونتنياهو، بمثابة «مبارزة بين أشقاء». وأضافت أنه وعلى الرغم من النفور السائد بين الرئيسين، فإن أمرا مشتركا يجمع بينهما، وهو السعي لتحسين العلاقات.. فمع اقتراب موعد حسم السجال مع الكونغرس حول الاتفاق النووي مع إيران، ومع اقتراب ساعة الصفر التي يبدو فيها أن البيت الأبيض ضمن لنفسه تمرير الاتفاق، بعث أوباما برسالة إلى إسرائيل، من خلال حوار مباشر مع ممثلي أكبر التنظيمات اليهودية في الولايات المتحدة، ردد فيه مرة تلو الأخرى أن الجميع يؤيدون إسرائيل، وأنه يجب خفض النبرة في الحوار بين الأشقاء. كما تعهد بأن لا تقوم الولايات المتحدة بتطبيع العلاقات مع طهران. وحاول أوباما إزالة المخاوف والقلق الناتجين عن تضرر العلاقات الإسرائيلية - الأميركية، فشدد على «الالتزام الأميركي المقدس تجاه الدولة اليهودية»، وتعهد بتجديد المحادثات حول التعاون بأسرع وقت ممكن، بعد انتهاء التصويت في مجلس النواب الأميركي، «فكما في الخلاف العائلي، كانت الرسالة: كل شيء سينتهي على خير ما يُرام».
نتنياهو لا يعارض برنامجًا إيرانيًا سلميًا لكنه يعد طهران «أخطر من داعش»
بعد أن ضمن تمرير الاتفاق في الكونغرس.. أوباما يبعث برسائل تطمئن إسرائيل
نتنياهو لا يعارض برنامجًا إيرانيًا سلميًا لكنه يعد طهران «أخطر من داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة