هادي يزور البشير لتنسيق الجهود ودعم العلاقات الثنائية

نائب الرئيس الأميركي يثمن جهود سلطنة عمان لحل الأزمة في اليمن

عبده ربه منصور هادي
عبده ربه منصور هادي
TT

هادي يزور البشير لتنسيق الجهود ودعم العلاقات الثنائية

عبده ربه منصور هادي
عبده ربه منصور هادي

من المتوقع أن يبدأ الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي زيارة رسمية للسودان لمدة يومين تبدأ اليوم، يجري خلالها مباحثات مع الرئيس السوداني عمر البشير، تهدف لتنسيق الجهود ودعم العلاقات بين البلدين والتشاور حول الأوضاع في اليمن والمنطقة العربية.
وتأتي الزيارة في إطار مواقف السودان الداعمة للشرعية في اليمن، والتواصل بين الأشقاء العرب لتنسيق الجهود، ودعم العلاقات الثنائية بين البلدين، والتشاور في الأوضاع التي يمر بها اليمن والمنطقة العربية.
وكان الرئيس منصور التقى بمقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض سفير السودان عبد الحافظ إبراهيم الأربعاء الماضي، وأبلغه إشادته بمواقف السودان، وتقديره العالي لتوجيهات الرئيس عمر البشير، بشأن الدعم والمساعدات التي قدمها للشعب اليمني.
وتأتي الزيارة ضمن مشاركة حكومة الخرطوم في دعم الشرعية، وتقديم المساعدات الإنسانية، المتمثلة في فريق الأطباء واستقبال الجرحى للعلاج في المستشفيات السودانية.
من جهته أعلن البيت الأبيض في بيان صباح الجمعة أن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث هاتفيا مع السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد، ووجه نائب الرئيس الشكر للسلطان لجهوده المتواصلة في محاولات نزع فتيل التوترات الإقليمية وإنهاء إراقة الدماء في اليمن.
وقال البيت الأبيض إن نائب الرئيس الأميركي أكد على ضرورة السعي إلى حل سياسي تفاوضي للصراع في اليمن، فيما أشارت مصادر أممية إلى أن بوادر انفراجة في الجهود التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد مع الحوثيين في العاصمة العمانية مسقط، ورجحت المصادر التوصل لنتائج إيجابية للمساعي الحالية للتوصل إلى اتفاق للحل السلمي، مع دعم أميركي وأوروبي لإنجاح تلك المفاوضات، ووفقا للمصادر بالأمم المتحدة، يسعى إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى التوصل إلى هدنة إنسانية، ويناقش مقترحات جميع الأطراف بكيفية التوصل لإنهاء القتال وإقناع الحوثيين بالانسحاب من المدن، خاصة مدينتي تعز وإب، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وعدم إعاقة جهود الإغاثة، والالتزام باحترام القانون الإنساني.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.