الجيش اليمني يشكل لواء «حزم سلمان» يضم 4800 مقاتل من الجنوب

انسحاب الحوثيين من الحويمي وشمال لحج.. وضبط أمني في عدن

يمنيون ضمن قوة من 4800 جندي موالين للرئيس هادي خلال تدريبهم في عدن أمس (أ.ف.ب)
يمنيون ضمن قوة من 4800 جندي موالين للرئيس هادي خلال تدريبهم في عدن أمس (أ.ف.ب)
TT

الجيش اليمني يشكل لواء «حزم سلمان» يضم 4800 مقاتل من الجنوب

يمنيون ضمن قوة من 4800 جندي موالين للرئيس هادي خلال تدريبهم في عدن أمس (أ.ف.ب)
يمنيون ضمن قوة من 4800 جندي موالين للرئيس هادي خلال تدريبهم في عدن أمس (أ.ف.ب)

أعلن في عدن، أمس، عن تشكيل لواء عسكري جديد، يضم نحو 4800 مقاتل جنوبي في صفوفه، وأطلق على اللواء العسكري اسم «لواء حزم سلمان»، ويجري أفراده تدريباتهم، في الوقت الحاضر، في «قاعدة العند» العسكرية الاستراتيجية، بمحافظة لحج في جنوب اليمن، وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن اللواء العسكري المشكل، يشرف عليه العميد فضل حسن، قائد عملية تحرير عدن، وإن اللواء العسكري يتكون من مقاتلي المقاومة الجنوبية الذين التحقوا بقوات الجيش والأمن، في ضوء القرار الصادر، مؤخرا، عن مجلس الدفاع الوطني، برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي صادق على تشكيل هذا اللواء، وقال قائد عسكري جنوبي مسؤول لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يمكن إعلان حجم قوة اللواء وتسليحه «لأن هذه من الأسرار العسكرية، ولكن الأرقام المعلنة تقريبية».
وكانت «كتيبة سلمان الحزم»، هي أولى القوات اليمنية المدربة التي وصلت إلى جنوب اليمن وبدأت في خوض العمليات الأولى لعملية «السهم الذهبي» لتحرير محافظة عدن، عبر منطقة رأس عمران والبريقة والوهط، وكان العميد فضل حسن، المسؤول في المنطقة العسكرية الثانية، في مقدمة المقاتلين في العملية التي خاضتها «كتيبة سلمان الحزم».
إلى ذلك انسحبت الميليشيات الحوثية من فرق الحويمي ولمسافة تتجاوز 5 كيلومترات، وقال لـ«الشرق الأوسط» قائد نصر الردفاني، المتحدث باسم جبهة كرش عقان: «إن الميليشيات انسحبت مسافة خمسة كيلومترات من مناطق مفرق الحويمي وأطراف ضيق وماوية شمال وشرق كرش، علاوة على تقهقرها من مناطق جنوبية للمركز شمال لحج».
ولفت إلى أن الميليشيات وبعد هزيمتها قامت بتفخيخ وتشريك مساحات متفرقة في مناطق كرش المركز ومناطق شمال وغرب وشرق كرش بخط عرض 13 كيلومترا، يصل إلى نقيل المدرجة ووادي القيفي وذر.
وأشار إلى أن الميليشيات لجأت إلى احتجاز الأهالي العزل، وجعلهم دروعا بشرية، وتلغيم منازلهم بالمتفجرات وبديناميت تي إن تي، ومنعهم من الهرب من مناطق القتال. وفي محافظة أبين، شرق عدن، أقدمت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، على تفجير مسجد في بلدة بركان بمديرية مكيراس بمحافظة أبين، شرق عدن، وكذا هدمها لمنازل مواطنين نزحوا من المنطقة.
وقال المكتب الإعلامي للمقاومة الجنوبية في مكيراس «إن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح دمرت مئات المنازل في عدة قرى بمكيراس قبل أن تقدم الخميس على تدمير مسجد في بلدة بركان، فيما شرع مسلحون من الميليشيات في نهب منازل المواطنين الذين نزحوا صوب الجبال».
وذكر المكتب الإعلامي للمقاومة الجنوبية في بلاغ صحافي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن «مئات المنازل بعضها تم تدميره بشكل كامل والبعض الآخر تضرر من قذائف الدبابات»، مشيرًا إلى أن المقاومة الجنوبية تخوض معارك شرسة ضد الميليشيات التي تتفوق بالعتاد والآليات في حين أن المقاومة الجنوبية وبعض رجال القبائل يخوضون معارك شرسة وبأسلحتهم الشخصية دون أن يصلهم إي دعم لوجستي لا من الحكومة اليمنية ولا من قوات التحالف.
من جهته قالت لجنة الإغاثة والمتابعة، لضحايا الحرب في محافظات الجنوب، والمكلفة من الحكومة اليمنية، إن الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون في عدد من محافظات الجنوب، حصدت ما لا يقل عن 100 قتيل، و225 جريحا خلال شهر يوليو (تموز) المنصرم فقط.
وأشارت اللجنة، من مكتبها المؤقت في العاصمة الأردنية عمّان، إلى أن هذه الألغام والذخائر تم زرعها في الطرق العامة وبعض الشوارع بداخل المدن، ونتيجة لذلك كان تضرر المدنيين يفوق بشكل كبير تضرر أفراد الجيش ورجال المقاومة.
وأوضحت اللجنة أن بعض التقارير الميدانية أشارت إلى أن ميليشيات الحوثي قامت بزرع الألغام في بعض المناطق السكنية والقرى الريفية على امتداد المحافظات الجنوبية الأربع - عدن وأبين والضالع ولحج - التي تم تحريرها من هذه الميليشيات.
وذكر التقرير الحكومي، أن مشكلة الألغام لم تقتصر على المحافظات الأربع المذكورة فقط، بل طالت محافظات وسط اليمن أيضًا، حيث ظهرت حوادث الألغام الأرضية في كل من تعز والبيضاء ومأرب وشبوة.
وأفادت أن «المقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية، قاموا بنشر بعض فرق من الخبراء المحليين لتفكيك الألغام، ولكن هذه الجهود اقتصرت على تطهير الطرق التي توصل بين المدن والطرق الرئيسية داخلها».
وشددت اللجنة على أنه «ما زالت هناك حاجة واضحة وملحة لمعالجة هذه المشكلة في المناطق السكنية والقرى لحماية المدنيين وتمكين النازحين من العودة بأمان إلى منازلهم».
وكشفت اللجنة أن المركز التنفيذي للبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام فرع عدن، يبذل جهودًا حثيثة في نزع الألغام وجمع الذخائر التي لم تتفجر، واستطاع جمع نحو 1173 لغما وقطعة ذخيرة غير متفجرة، خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وطبقا للتقرير، فإن ما يقيد عمل المركز هو عدم وجود خرائط للألغام والخطورة التي تحيط بالأفراد الذين يعملون على نزع الألغام، حيث تسببت الألغام في وفاة نحو ثمانية أشخاص من فرق المركز وجرح 23 آخرين بعضهم بإصابات بالغة.
على صعيد آخر عقدت السلطة المحلية لمحافظة عدن لقاء موسعا رأسه المحافظ نايف البكري، وضم قيادات في السلطة المحلية والمقاومة، وقف فيه المجتمعون في منزل المحافظ، مساء الخميس، تجاه الأوضاع الأمنية، وسبل ضبط الأمن في المدينة. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن اللقاء ساده التفاهم والاتفاق، إذ اتفق فيه على وضع خطة أمنية، من شأنها ضبط الأعمال المخلة بالنظام والقانون والسكينة.
وأضافت أن المقاومة الجنوبية عثرت مؤخرا على أسلحة وأجهزة استخباراتية في إحدى الفلل السكنية، في المدينة الخضراء، شمال عدن.
وأشارت أنه تم القبض على خلية، كشفت التحقيقات بتبعيتها للرئيس الأسبق صالح، مشيرة إلى عثورها على كشوفات بأسماء ناشطين سياسيين جنوبيين، ولقيادات عسكرية جنوبية وللمقاومة الجنوبية، وأكدت أن المضبوطات، التي عثرت عليها في المكان، تم تسليمه للجهات الأمنية والعسكرية، في دول التحالف العربي.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.