في الوقت الذي تشهد فيه المرحلة الثانية من الدوري الإسباني لكرة القدم مواجهة قوية بين إشبيلية وأتلتيكو مدريد، يخوض برشلونة حامل اللقب وريـال مدريد وصيفه اختبارين سهلين حيث يستضيفان مالقة وريـال بيتيس على التوالي. وسيكون الملعب الأولمبي في العاصمة الإيطالية مسرحا لقمة مبكرة في الدوري الإيطالي بين روما وصيف البطل في الموسمين الماضيين ويوفنتوس حامل اللقب أربع مرات متتالية.
* الدوري الإسباني
رغم أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها رافاييل بينيتيز المدير الفني لريـال مدريد لمثل هذه الظروف، ستكون أي نتيجة أخرى سوى الفوز المقنع على ضيفه ريـال بيتيس اليوم بمثابة لطمة كبيرة لهذا المدرب حيث ستفجر بركان الغضب في استاد «سانتياغو برنابيو» بالعاصمة الإسبانية مدريد. ويحتاج الريـال إلى الفوز وتقديم عرض مقنع أمام جماهيره بعدما استهل مسيرته في البطولة هذا الموسم بتعادل سلبي مخيب للآمال مع مضيفه سبورتنغ خيخون يوم الأحد الماضي. وسبق لبينيتيز أن تعرض لكثير من الضغوط خلال عمله مع أندية نابولي الإيطالي وتشيلسي الإنجليزي وإنترميلان الإيطالي وليفربول الإنجليزي وفالنسيا الإسباني. ولكنه يبدو الآن في مواجهة العاصفة بشكل أكبر من أي وقت آخر لا سيما وأن الفريق كان مطالبا ببداية قوية في الموسم الحالي بعد خروجه صفر اليدين من جميع بطولات الموسم الماضي. ولهذا، ستكون أي نتيجة سوى الفوز المقنع على بيتيس اليوم بمثابة الشرارة التي تدفع أنصار الفريق إلى الانقلاب ضد بينيتيز في مدرجات «سانتياغو برنابيو» خاصة وأن التعادل مع خيخون كان سببا في تدعيم النظرة السلبية لبعض مشجعي الريـال تجاه بينيتيز.
وتبدو المشكلة الأساسية لبينيتيز في غاية البساطة حيث تظهر جميع استطلاعات الرأي أن معظم مشجعي الريـال لا يعتبرونه مناسبا لمنصب المدير الفني للفريق رغم أنه بدأ مسيرته كلاعب وكمدرب في النادي الملكي. وذكرت إذاعة «ماركا» الإسبانية: «يبدو بينيتيز كأكاديمي ودفاعي بشكل أكثر مما هو مناسب لريـال مدريد ولا يحظى بالكاريزما والميل للأداء الهجومي بالشكل الكافي واللائق لهذا الفريق.. كانت رغبة معظم المشجعين واللاعبين هي استمرار المدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي مدربا للفريق. لم يكن لديهم الرغبة بالتأكيد في تولي بينيتيز المسؤولية». وكان التعاقد مع بينيتيز هو القرار المثير للجدل الذي اتخذه فلورنتينو بيريز رئيس النادي الذي لم يعد يحظى بدعم وتأييد الجماهير ربما بشكل أكبر من بينيتيز. ولهذا، ستكون أي هتافات عدائية أو صفارات استهجان من الجماهير في مدرجات «سانتياغو برنابيو» اليوم موجهة إلى كليهما وليس لبينيتيز فقط. وأثار بيريز دهشة الجميع مؤخرا ببيع أساير اميندي إلى فريقه السابق ريـال سوسييداد وذلك مقابل نصف المبلغ الذي دفعه الريـال قبل عامين لجلب اللاعب من سوسييداد. كما فشل بيريز في ضم أي لاعب بارز كبير هذا الصيف على عكس ما اعتادت جماهير الريـال على مدار سنوات طويلة فيما عرف بعصر «جالاكتيكوس» أو النجوم العمالقة.
وينتظر أن يكون اللاعب الويلزي غاريث بيل، النجم الكبير الذي ضمه الريـال في 2013، هو الشخص الثالث الذي ينتظر أن توجه إليه عاصفة الغضب من جماهير الريـال. وأقنع بيل مدربه بينيتيو بأن أفضل مركز له هو اللعب خلف رأسي الحربة بدلا من اللعب في جانب الملعب. ورغم هذا، بدا اللاعب بلا أي تأثير في هذا المركز. وأظهر استطلاع للرأي عبر الإنترنت، نشرت صحيفة «آس» الإسبانية الرياضية نتيجته الخميس، أن مشجعي الريـال يفضلون خروج بيل من التشكيلة الأساسية للفريق. واستعاد المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة مستواه ولياقته العالية مجددا مما يعني عودة زميله خيسي رودريجيز إلى مقاعد البدلاء. وقال أنطونيو أدان حارس مرمى ريـال بيتيس، والذي كان الحارس الاحتياطي لإيكر كاسياس لسنوات طويلة في ريـال مدريد: «من الصعب أن تحقق نتيجة جيدة في سانتياغو برنابيو. ولكن، إذا اعتقدنا أن تحقيق نتيجة جيدة في هذه المباراة أمر مستحيل، علينا أن نظل في أشبيلية».
وفي مباراة أخرى اليوم، يستضيف برشلونة فريق مالقة الذي تغلب على برشلونة 1 / صفر في عقر داره باستاد «كامب نو» ببرشلونة الموسم الماضي. واستعاد مالقة جهود مهاجمه الباراغوياني المخضرم روكي سانتا كروز بعد انتهاء فترة إعارته إلى كروز آزول المكسيكي. ويفتقد برشلونة في هذه المباراة جهود داني ألفيش وسيرخيو بوسكيتس للإصابة وجيرارد بيكيه للإيقاف. ولكنه قد يستعيد جهود مهاجمه البرازيلي نيمار دا سيلفا بعدما عانى اللاعب من إصابة في الغدة النكفية على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية. كما يلتقي ريـال سوسييداد مع سبورتنغ خيخون وسلتا فيغو مع رايو فاليكانو في مباراتين أخريين اليوم. وتجتذب مباراة أشبيلية مع أتلتيكو مدريد الأضواء من جميع اللقاءات التي تقام يوم الأحد المقبل ضمن منافسات هذه المرحلة.
وفي باقي مباريات المرحلة، يلتقي فالنسيا مع ديبورتيفو لاكورونا وإيبار مع أتلتيك بلباو وخيتافي مع غرناطة ولاس بالماس مع ليفانتي يوم الأحد المقبل.
* الدوري الإيطالي
يتطلع كل من روما ويوفنتوس إلى تجنب الوقوع في الخطأ عندما يلتقي الفريقان غدا في المرحلة الثانية من الدوري الإيطالي. وخاض روما ويوفنتوس، حامل لقب المسابقة، فعاليات الموسم الجديد وسط ترشيحات قوية بأن ينحصر الصراع على لقب المسابقة بينهما لكن بداية كل منهما في المسابقة لم تكن على المستوى المتوقع.
وسقط روما في فخ التعادل 1 / 1 مع مضيفه فيرونا في المباراة الافتتاحية للبطولة هذا الموسم وذلك يوم السبت الماضي فيما خسر يوفنتوس صفر / 1 على ملعبه أمام أودينيزي لتكون أسوأ بداية ممكنة في رحلة الدفاع عن لقبه بالبطولة. ولهذا، يسعى كل منهما إلى استعادة اتزانه سريعا قبل مباراة القمة المبكرة بين الفريقين لأن أي نتيجة سوى الفوز ستضع صاحبها في مأزق حقيقي خاصة بالنسبة ليوفنتوس الذي توج بلقب البطولة في المواسم الأربعة الماضية. وقال الفرنسي رودي غارسيا المدير الفني لروما، بعد الأداء الباهت لفريقه أمام فيرونا: «كانت هناك الكثير من الإيجابيات بالطبع. ما زال هناك الكثير من العمل يحتاج الفريق إليه».
وضم غارسيا إلى صفوف فريقه هذا الأسبوع مواطنه المدافع الشاب المتألق لوكاس دايني علما بأن غارسيا سبق له تدريب هذا اللاعب عندما كان مديرا فنيا لفريق ليل الفرنسي. ويحتاج دايني إلى أن يكون جاهزا تماما للعب في مركز الظهير الأيسر أمام يوفنتوس فيما عاد البرازيلي المخضرم مايكون إلى حسابات غارسيا بعد تعافيه من الإصابة ليشغل الناحية اليمنى. كما يترقب أنصار روما المشاركة الأولى لنجمهم المفضل فرانشيسكو توتي (38 عاما) قائد الفريق في الموسم الحالي حيث ينتظر أن يكون دعما مميزا لخط الهجوم الثلاثي لروما والذي يقوده المهاجم البوسني إدين دزيكو.
وحاول ماسيميليانو أليغري المدير الفني ليوفنتوس التخفيف من وقع الصدمة على الجماهير بعد الهزيمة أمام أودينيزي. وقال: «الدوري الإيطالي ليس سباقا لـ100 متر وإنما سباق ماراثون». ويعاني يوفنتوس في محاولته للتغلب على رحيل الثلاثي المتألق أندريا بيرلو وكارلوس تيفيز وارتورو فيدال عن صفوف الفريق هذا الصيف. وما زال الألماني سامي خضيرة وكلاوديو ماركيزيو، المنضمان حديثا لصفوف يوفنتوس، خارج التشكيلة الأساسية للفريق ولكن المهاجم ألفارو موراتا الذي تعافى من الإصابة قد يحل مكان الكرواتي ماريو ماندزوكيتش في هجوم الفريق بعدما فشل ماندزوكيتش المنضم حديثا للفريق في ترك بصمته خلال مباراة أودينيزي. وينتظر أن يقود موراتا هجوم الفريق في مباراة الأحد المقبل إلى جانب الأرجنتيني الشاب باولو ديبالا الذي انضم أيضا لصفوف يوفنتوس هذا الصيف لتعويض رحيل مواطنه تيفيز. كما يستطيع أليغري الاعتماد على لاعبيه الجديدين المدافع البرازيلي أليكس ساندرو والكولومبي خوان كوادرادو حيث يتطلع اللاعبان للمشاركة الأولى لهما مع الفريق من خلال هذه المباراة الصعبة غدا على الاستاد الأولمبي بالعاصمة روما. وقال ساندرو نجم بورتو البرتغالي سابقا: «نحن على أعتاب مواجهة كلاسيكية. مباراة صعبة.. إنني جاهز للعب».
كما يسعى ميلان إلى استعادة اتزانه عندما يلتقي أمبولي اليوم بعدما استهل ميلان مسيرته في البطولة هذا الموسم بالخسارة صفر / 2 أمام مضيفه فيورنتينا. واستعاد ميلان مهاجمه السابق المثير للجدل ماريو بالوتيللي والذي رحل عن صفوف الفريق في 2014 إلى ليفربول الإنجليزي بعد عام ونصف العام في صفوف ميلان. وقال بالوتيللي: «أبدأ من الصفر.. أعلن أنني لا أستطيع ارتكاب مزيد من الأخطاء. لا أطلب شيئا ويجب أن أستعيد كل شيء. أتقبل جميع القواعد». ويحل إنترميلان غدا ضيفا على كاربي الوافد الجديد لدوري الدرجة الأولى فيما يستضيف نابولي فريق سامبدوريا ويحل لاتسيو ضيفا على كييفو كما يلتقي تورينو مع فيورنتينا وأتالانتا مع فروسينوني وأودينيزي مع باليرمو وجنوا مع فيرونا في مباريات أخرى غدا. وتفتتح مباريات المرحلة اليوم بلقاء بولونيا مع ساسولو.