رئيس الكنيست السابق يقترح إقامة مدينة لاجئين مؤقتة للسوريين في هضبة الجولان

دعا الحكومة الإسرائيلية إلى استيعاب ألوف اللاجئين السوريين

رئيس الكنيست السابق يقترح إقامة مدينة لاجئين مؤقتة للسوريين في هضبة الجولان
TT

رئيس الكنيست السابق يقترح إقامة مدينة لاجئين مؤقتة للسوريين في هضبة الجولان

رئيس الكنيست السابق يقترح إقامة مدينة لاجئين مؤقتة للسوريين في هضبة الجولان

توجه أبرهام بورغ، الرئيس الأسبق للكنيست (البرلمان الإسرائيلي) والذي كان رئيسا للوكالة اليهودية العالمية، إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بكتاب مفتوح يدعوه إلى القيام بمبادرة إنسانية وسياسية لاستيعاب بضعة ألوف من اللاجئين السوريين وإقامة مخيم على طراز حديث لهم في الجزء الغربي (الذي تحتله إسرائيل منذ سنة 1967) من هضبة الجولان.
وقال بورغ: «في هذه الأيام، على ضوء الصور القاسية للمهاجرين السوريين الفارين من فزع الموت، هناك فرصة أمامنا لجعل حوض البحر المتوسط مرادفًا للرفق والتعاضد الإنساني».
ويضيف بورغ: «عندما طرقت جدتي أبواب سويسرا في تلك الأيام، إبان الحكم النازي على أوروبا، قالت لها السلطات (قوارب الإنقاذ مليئة). حينها انتقلت إلى مكان آخر ولقيت حتفها غرقًا في ترازينشتات». وتابع بقوله: «كارثة سياسية من الدرجة الأولى وقعت عند جارتنا سوريا، ونحن نتصرف بعدم اهتمام ساخر، أسوأ مما حصل مع جدتي في سويسرا. لكن السويسريين على الأقل استقبلوا أعدادًا من المهاجرين اليهود قبل أن يمتلئ القارب، نحن لا نفكر بهذا الأمر حتى».
ويكشف بورغ أنه تحدث في الموضوع مع وزير كبير في الحكومة فأجابه: «هذا ليس تابعًا لنا». ويكشف ما هو أخطر، حيث قال له مسؤول كبير في لجنة أمنية في الكنيست، وهو يبتسم: «أنا أتمنى لجميع الأطراف في سوريا أن تنجح في تدمير بعضها البعض». وأما الضابط الكبير الذي عرض عليه الفكرة فقال: «نحن مستعدون لكل تطور، إصبعنا على الزناد».
ويتابع بورغ: «بشار الأسد هو مجرم حرب من أكثر الأنواع انحطاطًا، كهذا الذي يذبح أبناء شعبه. وغالبية المعارضين له أسوأ منه. لكن هذا لا يعفيه من المسؤولية. أما نحن في إسرائيل فنتسم بعدم الاهتمام، وبالعجرفة بشكل خاص. إسرائيل قادرة، ولذلك مجبرة، على فتح المعابر بينها وبين سوريا بشكل فوري. يجب إقامة (مدينة إنقاذ) في هضبة الجولان للاجئي النظام السوري. انسوا للحظة جميع الصعوبات التي مصدرها الخوف الإسرائيلي: (سيأتون إلى هنا ولن يغادروا). بعدها سيسقط نظام الأسد، لأن قدره قد تحدد، وسيعود اللاجئون إلى منازلهم، إلى دمشق وحمص. وسأشك بأنه سيكون حينها سفراء أفضل لإسرائيل منهم، أولئك الذين نجت حياتهم بسبب الحقيقة البسيطة بأن إسرائيل، لأول مرة في تاريخها، قامت بتغيير توجهها الاستراتيجي تجاه المنطقة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.