جلسة عادية للمجلس الوطني تحت ضغوط الفصائل.. وتوقعات بتحولها إلى استثنائية

جدل قانوني واعتراضات تسبق الاجتماع الذي يفترض به انتخاب لجنة تنفيذية جديدة

جلسة عادية للمجلس الوطني تحت ضغوط الفصائل.. وتوقعات بتحولها إلى استثنائية
TT

جلسة عادية للمجلس الوطني تحت ضغوط الفصائل.. وتوقعات بتحولها إلى استثنائية

جلسة عادية للمجلس الوطني تحت ضغوط الفصائل.. وتوقعات بتحولها إلى استثنائية

أعلن رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، أمس، عن البدء بتوجيه الدعوات لكل أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني، للمشاركة في جلسة المجلس التي ستعقد في رام الله يومي 15 و16 المقبل، بناء على طلب اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
وجاء إعلان الزعنون بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتهمه خصومه في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، بأنه يسعى إلى عقد جلسة الوطني من أجل التخلص منهم واستبدال أعضاء جدد بهم. وهذا ما ينفيه المقربون من الرئيس، الذين يقولون إن التنفيذية، وهي أعلى هيئة قيادية للشعب الفلسطيني، بحاجة إلى تجديد دماء في ظل الأزمات التي تمر بها القضية الفلسطينية.
وأكد الزعنون في تصريح مكتوب أنه «سيكون على جدول أعمال الجلسة، مناقشة تقرير اللجنة التنفيذية حول الأوضاع الفلسطينية في ظل جمود عملية السلام، وما يتعرض له شعبنا من مخاطر داخل وخارج فلسطين، خصوصا المخيمات في سوريا ولبنان (اليرموك، وعين الحلوة)، إلى جانب متابعة تنفيذ قرارات المجلس المركزي الأخيرة، وانتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة، وما يستجد من أعمال».
ويفترض أن تكون الدعوة لجلسة عامة، بخلاف ما دعت له تنفيذية المنظمة، بأن تكون الجلسة استثنائية.
وحسب القانون تتيح الجلسة العامة انتخاب لجنة تنفيذية جديدة، لكن الجلسة الخاصة يمكن من خلالها انتخاب بدائل لمستقيلين أو متوفين فقط.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن الزعنون أصر على عقد جلسة عادية، وأبلغ الرئيس الفلسطيني أنه تلقى اعتراضات من فصائل من منظمة التحرير ترفض طلب عباس عقد جلسة طارئة فورًا لانتخاب تنفيذية جديدة.
وحدث خلاف سابق بين الزعنون وعضو اللجنة التنفيذية صائب عريقات، الذي اعتبر المجلس سيد نفسه، ويمكن له انتخاب لجنة جديدة في جلسة استثنائية بعد تقديم أكثر من نصف أعضاء اللجنة التنفيذية استقالاتهم.
وكان عباس و10 آخرين قدموا استقالتهم الأسبوع الماضي من اللجنة التنفيذية لوضع بند الانتخاب على جدول أعمال المجلس.
وأكدت المصادر أنه في حال لم يكتمل النصاب لجلسة عادية، فإنه سيصار إلى انتخاب لجنة جديدة كذلك باعتبار أن دعوة الزعنون كانت لعقد جلسة عادية في الأساس، ولم يتسنّ ذلك.
وأكد مسؤول فلسطيني فضل عدم الكشف عن هويته لـ«الشرق الأوسط»، أنه لا يوجد ما يعيق انتخاب لجنة تنفيذية جديدة في اجتماع المجلس الوطني المقبل. وأضاف: «إذا تم عقد جلسة عادية ولم تمنع إسرائيل الأعضاء من الحضور، فسيتم انتخاب اللجنة الجديدة فورا، لكن إذا لم يتم ذلك، فإنه سيعلن أنه بسبب ظروف قاهرة وعدم التمكن من عقد جلسة عادية، ينقل جدول أعمال الجلسة العادية إلى الطارئة بما يسمح بانتخاب لجنة تنفيذية جديدة».
وهاجم أعضاء في التنفيذية توجه عباس في كل الأحوال، وقالوا إنه غير ملائم. ووصف عضو اللجنة التنفيذية تيسير خالد، الاستقالات ودعوة المجلس للاجتماع، بخطوة تعسفية للسيطرة على المنظمة. كما رأى مراقبون أن ما يحدث لا يعدو كونه «مسرحية» مدروسة.
لكن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، قال إن الاجتماع يأتي في ضوء جمود عملية السلام والمخاطر التي تواجه الشعب الفلسطيني، وما يجري في مخيم اليرموك في سوريا، وفي لبنان في مخيم عين الحلوة، وتنفيذًا لقرار المجلس المركزي، الذي قرر إعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي، وليس لانتخاب لجنة تنفيذية جديدة، وحسب.
وفيما يتعلق باحتمال عدم استكمال النصاب لعقد الجلسة، أجاب الأحمد: «في حالة لم يتوفر النصاب، كما هو في النظام الأساسي، ينظر في الأمر لتتحول إلى اجتماع مشترك وفق المادة 14، الفقرة (ج) التي تنص على عقد جلسة خاصة أو اجتماع خاص إذا كانت هناك ظروف لعدم عقد الاجتماع».
وأعرب الأحمد للتلفزيون الرسمي، عن أمنياته بعقد جلسة عادية، وأن تتضافر كل الجهود من الفصائل وجميع أعضاء المجلس من أجل تأمين النصاب اللازم لعقد جلسة عادية، ينظر فيها في كل القضايا ولا يُكتفى بالنظر في موضوع استقالة أعضاء التنفيذية.
وقال الأحمد إن الجلسة ضرورية لبحث الأوضاع السياسية والتحديات التي تواجه القضية والشعب، في ظل اقتراب عقد جلسات هيئة الأمم المتحدة السنوية، وقرار القيادة الواضح بالاستمرار في التوجه لمؤسسات المجتمع الدولي للحصول على موعد واضح بإنهاء الاحتلال، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإقامة دولة فلسطينية.
وتبقى مسألة اكتمال النصاب للمجلس البالغ أعضاؤه أكثر من 700 شخص، مرتبطة بسماح إسرائيل للأعضاء من الخارج ومن قطاع غزة بالحضور إلى رام الله، إضافة إلى مشاركة حماس الذين يعتبر نوابهم في المجلس التشريعي أعضاء في «الوطني».
وأعلنت حماس من جهتها أنها لن تشارك. بل وصفت الدعوة لعقد المجلس الوطني بأنها «انقلاب على الاتفاقات الوطنية، وإصرار على التفرد وإدارة الظهر للتوافق الوطني».
وحمّل سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة، في تصريح صحافي، قيادة حركة فتح المسؤولية عن التداعيات المترتبة على هذه الخطوة. ودعا أبو زهري الفصائل الفلسطينية إلى عدم التورط في هذا العبث الذي يهدد الوحدة والمصالح الفلسطينية، وضرورة العمل على وقفه.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.