المبعوث الأممي: «داعش» يهدد الاستقرار في ليبيا

تقديم الدعم لحكومة الوفاق الوطني الليبية

المبعوث الأممي: «داعش» يهدد الاستقرار في ليبيا
TT

المبعوث الأممي: «داعش» يهدد الاستقرار في ليبيا

المبعوث الأممي: «داعش» يهدد الاستقرار في ليبيا

بحثت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا مع ممثلين عن دول أوروبية وعربية ومنظمات ووكالات دولية سبل دعم حكومة الوحدة الوطنية التي تعمل البعثة على تشكيلها عبر رعايتها لحوار بين طرفي النزاع على السلطة المستمر منذ عام.
وقالت البعثة في بيان لها اليوم (الأربعاء) «عقدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا اجتماعا مع الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والمنظمات غير الحكومية ووكالات وصناديق وبرامج الأمم المتحدة المختصة بالشأن الليبي» في تونس أمس الثلاثاء.
وتناول الاجتماع بحسب البيان «تقديم الدعم لحكومة الوفاق الوطني الليبية المستقبلية ومناقشة مبادئ المساعدة الدولية إلى ليبيا والاتفاق عليها بحيث يكون سبيلا للمضي قدما وآلية للتنسيق في حال طلبت حكومة الوفاق الوطني المساعدة الدولية».
وحضر الاجتماع «أكثر من 15 دولة ومنظمات إقليمية (بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية)، والكثير من المنظمات الدولية غير الحكومية، وممثلون عن جميع كيانات الأمم المتحدة المختصة بالشأن الليبي فضلا عن البنك الدولي واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا».
وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون خلال الاجتماع وفقا للبيان بأن «استقرار المؤسسات المالية الليبية ولا سيما المصرف المركزي ودعم استئناف إنتاج النفط وإعادة ربط المطارات بشبكة الحركة الجوية تمثل مع غيرها من الجوانب بعضا من أولويات المساعدة الدولية».
وأضاف ليون «أناشد الأطراف الليبية بانتهاز الفرصة القائمة للخروج بالبلاد من أزمتها، لأن نحو 1.9 مليون ليبي بحاجة إلى مساعدات ورعاية صحية».
وأضاف أن «داعش» يهدد الاستقرار في ليبيا وفي المنطقة، وأن المفاوضات السياسية في ليبيا وصلت إلى مراحلها النهائية، وأن الحوار السياسي هو المخرج من الأزمة في ليبيا. فيما حث الأطراف في ليبيا على إطلاق كل المخطوفين.
وترعى بعثة الأمم المتحدة منذ أشهر حوارا بين طرفي النزاع تسعى من خلاله إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية ضمن مرحلة انتقالية تمتد لعامين تنتهي بانتخابات تشريعية.
ومن المتوقع أن تعقد جولة جديدة من الحوار هذا الأسبوع، إلا أنه لم تتأكد بعد مشاركة برلمان طرابلس، المؤتمر الوطني العام، الذي يطالب بإدخال تعديلات على مسودة سابقة قام ممثلون عن البرلمان المعترف به بالتوقيع عليها.
وفي هذا السياق، أعلن المؤتمر الوطني العام أن رئيس فريق الحوار الذي يمثله صالح المخزوم قدم استقالته اليوم من عضوية ورئاسة الفريق، من دون أن يوضح أسباب هذه الاستقالة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.