إسرائيل تتدارس قرارًا يقضي بمعاقبة مزعجي المستوطنين اليهود في الأقصى بـ10 سنوات

رئيس جمعية الأقصى هاجم القرار.. واعتبره احتلالاً ثانيًا

إسرائيل تتدارس قرارًا يقضي بمعاقبة مزعجي المستوطنين اليهود في الأقصى بـ10 سنوات
TT

إسرائيل تتدارس قرارًا يقضي بمعاقبة مزعجي المستوطنين اليهود في الأقصى بـ10 سنوات

إسرائيل تتدارس قرارًا يقضي بمعاقبة مزعجي المستوطنين اليهود في الأقصى بـ10 سنوات

توجه غلعاد أردان، وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، إلى وزير الدفاع موشيه يعلون، بطلب استصدار أمر بمقتضى صلاحياته كمسؤول عن حالة الطوارئ، يقضي بإخراج تنظيمي «المرابطون» و«المرابطات» المتشددين عن القانون، وذلك بسبب نشاطاتهما ضد الفئات اليمينية التي تعمل على فتح الحرم القدسي أمام المصلين اليهود.
وذكرت مصادر في وزارة الدفاع أن يعلون يدرس هذا الطلب بشكل إيجابي، مما يعني أنه في حال صدور أمر كهذا، فإنه سيفرض حكما بالسجن قد يصل إلى عشر سنوات على من ينتمي إلى هذين التنظيمين.
وتأتي خطوة أردان هذه تجاوبا مع طلب الحركات اليمينية التي تشجع دخول اليهود إلى الحرم القدسي والصلاة فيه، كما أعرب جهاز الشاباك (المخابرات العامة) والنيابة عن دعمهما لخطة أردان.
لكن الشيخ كامل ريان، رئيس جمعية الأقصى في إسرائيل، هاجم هذا القرار واعتبره «احتلالا ثانيا للأقصى»، وقال في حديث مع «الشرق الأوسط» إن «الاحتلال الإسرائيلي يحاول تغيير الأمر الواقع في الحرم القدسي حيث يقسمه ما بين اليهود والمسلمين، كما فعل في الحرم الإبراهيمي في الخليل»، مضيفا أن «إسرائيل التي تتبجح بأنها تتيح حرية العبادة للجميع، لا تكتفي بالكذب ولا تكتفي بحرمان المسلمين من الصلاة بحرية في الأقصى، ولا تكتفي بالاعتداء على المسلين، بل تريد سرق الأقصى لصالح اليهود المتطرفين.. وإذا كان هناك خطر على الأقصى من قوى اليمين الفاشي، فإننا اليوم، وبعد 40 سنة من محاولة إحراق الأقصى، نشعر بأن الخطر قادم من أردان والحكومة التي يمثلها».
يشار إلى أن تنظيمي «المرابطون» و«المرابطات»، يعملان بإشراف من الحركة الإسلامية الشمالية في إسرائيل، بهدف ضمان وجود مصلين في الأقصى طول الوقت، خصوصا عندما تقدم سلطات الاحتلال على إغلاقه في وجه المصلين، وينشط فيهما الآلاف من الرجال والنساء، الذين يحضرون حافلات ممتلئة عن آخرها بالمصلين من المدن والبلدات العربية في الجليل، والمثلث، والنقب، إلى الحرم القدسي، ثم ينضم إليهم مواطنون فلسطينيون من القدس الشرقية. وتنشط هذه المجموعات طوال ساعات النهار بسماع المواعظ والصلاة، ولكن عندما تدخل مجموعة من اليهود إلى الحرم، الذين يقصدون المكان للاستفزاز في باحة الحرم، يقتربون منها ثم يبدءون في التهليل والتكبير.
وقال أردان أمس إن «هذين التنظيمين يتعقبان زيارات اليهود إلى الحرم، ويصرخون ويحرضون ويسدون الطريق أمام الزوار، وهدفهم هو تضييق خطوات اليهود الذين يطلبون زيارة الحرم من خلال ممارسة العنف والتخويف، وأنا سأبذل كل ما أستطيع من أجل وقف نشاط هذين التنظيمين الخطيرين». بينما رحب نشطاء «جبل الهيكل» بقرار أردان، إذ قال الناشط يهودا غليك إنهم «يسعون إلى صدور قرار كهذا منذ زمن، ويرغبون برؤيته يتحقق على أرض الواقع».
وكان النائب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة في الكنيست (التي تضم جميع الأحزاب العربية الوطنية في البرلمان الإسرائيلي)، قد ناصر المرابطين بقوله: إن «المسجد هو مكان مقدس للمسلمين مثلما الكنيس لليهود والكنيسة للمسيحيين. ولا يجوز أن يتاح للمصلين غير المسلمين أن يصلوا فيه»، مؤكدا أن عددا من رجال الدين اليهود المتعقلين اتصلوا به وأكدوا أن الديانة اليهودية تمنع الصلاة في الأقصى، وأن هؤلاء المستوطنين الذين يأتون للصلاة، يتصرفون بدوافع سياسية لا تمت للدين بصلة.
يذكر أن حكومة الأردن، التي تدير شؤون الأوقاف الإسلامية في الحرم، قررت توظيف 200 حارس جديد في الأقصى لضمان منع الاستفزازات ضده.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».